مسامرات
محمد إبراهيم الحاج
إشارات وأسماء
* أن تعاني بشدة في تثبيت ملمح غنائي خاص بك وتحارب كثيرين سخروا مما تقدم حتى تستطيع أن تثبت لهم قوة منطقك (إبداعياً) ويتبعك جيل بكامله في أسلوبك الأدائي، ثم (تحبس) كل ما ناضلت من أجل تحقيقه وتجعله مجرد (تاريخ جميل) وتستنفر كل إمكاناتك لصالح الظهور في الإعلانات التجارية والترويج لمنتجات الشركات بصوتك وبذات الطريقة التي حاربت من أجلها.. يشير ذلك صراحة إلى أنك تفتقر إلى مقومات النجم صاحب المشروع المتكامل، وينبه إلى أن تجربتك محكوم عليها بالدوران في فلك (عدادات الإعلانات التجارية).. لا أحتاج للإشارة إلى المطرب “الجزار” ليعرف القراء الكرام من أقصد.
{ بعض إذاعات الـ(FM) التي تبث برمجتها على مدار اليوم.. وتعاني بشدة في ملء هذه المساحة مع ضيق الأفكار وضيق ذات اليد، كثير من برمجتها الراتبة (ممتلئة فراغاً)، فهناك كثير من الإذاعات تنقل برامج قنوات فضائية (كوبي بيست) وتحيلها من مواد تلفزيونية إلى إذاعية دون اعتبار للفروقات بين الجهازين.. وبعضها يقدم مذيعين ومذيعات (يمارسون التدريب على الهواء مباشرة).. لا أحتاج للإشارة إلى إذاعة (حواس) للتدليل على ما سقته.
{ النداءات المتكررة التي لا تكف عن المطالبة بعودة فنان مؤثر عبر الأصدقاء والكتابات الصحفية ومواقع التواصل الاجتماعي، تكشف إلى حد كبير حجم الفراغ العريض الذي تركه غياب هذا المطرب الملتزم بقضايا وطنه وبلده.. وكونه إحدى أدوات الوعي والاستنارة.. هو المطرب الوحيد، ربما في التاريخ السوداني القريب، الذي يتخلى بموقف مبدئي عن النجومية والأضواء والأموال لصالح ما يؤمن به.. تعرفونه جميعكم.. إنه “أبو عركي البخيت”.
{ أن تكون تجربة مطرب أو مطربة أسيرة لمطرب من الرواد قدم مشروعه الغنائي المتكامل ورحل.. ويقدم ذات الأغاني بذات الطريقة والإحساس دون أن يضيف عليها شيئاً ويستمرئ حالة القبول العريض التي وجدها لترديده أغاني ذلك المطرب الراحل ويغلق عليها بـ(الضبة والمفتاح) دون أن يسعى للخروج إلى الناس بمنتج خاص به، يدلل ذلك على قصر طموحه.. ونظرته المؤقتة للأشياء التي ستحكم على تجربته بالفناء.. لن يكون عسيراً تبين أن من عنيتها هي “نسرين الهندي”.
} مسامرة أخيرة
يا ذات الضرا المستور
سلاماً يا غزالات العمل والبيت
ملاياتك ضفاف النيل
أحب واديك في هذا الحوش
أحب الشاي مع القرقوش
أحب المستك الفواح
أهيم في غمرة النعناع
بن ومدق.. وجمرة تسخن الإيقاع
سلاماً يا نساء الأرض قاطبة في كل مكان
“محجوب شريف”