تقارير

قيادات المكتب القيادي للمؤتمر الوطني.. أسرار الخروج والدخول

أمين حسن عمر: لا أنوي تقلد أي منصب جديد
تقرير – محمد إبراهيم الحاج
منذ حوالى الساعة الثانية عشرة والنصف منتصف نهار أمس وحتى الرابعة عصراً، انتصبت خيمة كبيرة داخل (مركز الشهيد الزبير) وبدأت حركة محمومة داخلها من أعضاء مكتب الشورى لاختيار المكتب القيادي للمؤتمر الوطني الذي اختتم أعمال مؤتمره العام قبل يومين.
 ربما لم يكن مفاجئاً ورود أسماء قيادات الصف الأول للحزب الحاكم بعد أن وقف نائب رئيس الحزب بروفيسور “إبراهيم غندور” وأعلن أسماء المكتب القيادي الجديد، ولكن ما كان مفاجئاً في ذات الوقت هو غياب أسماء كبيرة ومؤثرة داخل الحزب أمثال “د. قطبي المهدي” و”د. أمين حسن عمر” و”بدرية سليمان”، وهو الأمر الذي فتح التساؤلات على مصراعيها حول غيابهم خلال الفترة المقبلة عن (مطبخ) صناعة القرارات في أروقة الحزب الذي قدم رئيسه “عمر البشير” كمرشح وحيد لانتخابات الرئاسة المقبلة.
* ثلاثون قيادياً تم انتخابهم أمس الأول بمن فيهم قيادات تاريخية أمثال بروفيسور “سعاد الفاتح” و”أحمد إبراهيم الطاهر” و”علي عثمان محمد طه”، فيما حوى المكتب بعض القيادات الشابة أمثال “ياسر يوسف”، ولم تخلو الأسماء كذلك من رجال الدين وأئمة المساجد أمثال “عصام أحمد البشير” إمام وخطيب (مسجد النور) والشيخ “عبد الجليل النذير الكاروري” إمام وخطيب (مسجد الشهيد)، وسوف يختار رئيس المؤتمر الوطني “عمر حسن أحمد البشير” (15) قيادياً آخر لينضموا إلى المكتب القيادي ويكتمل العدد إلى (41) قيادياً بمن فيهم رئيس المؤتمر نفسه.
(135) عضواً ترشحوا للمكتب القيادي للحزب انسحب منهم (28) وجرى التصويت على (107) مرشحين لعضوية المكتب.
“أمين حسن عمر” لـ(المجهر): لم أترشح أصلاً
غياب القيادات المؤثرة بشدة في المؤتمر الوطني خلال الفترة السابقة فتح الباب واسعاً أمام التكهنات بغياب بعضهم أمثال “د. أمين حسن عمر” الذي أكد لـ(المجهر) زهده في تقلد أي منصب سواء أكان داخل مجلس الشورى أو المكتب القيادي، وأضاف أنا أصلاً لم أترشح للمكتب القيادي ولم أحضر اجتماعات المجلس وقد أعلنت رسمياً عدم ترشحي، مبيناً أنهم دائماً ما ينادون بأن تتاح الفرصة للآخرين للقيادة ويجب أن نتبع القول بالفعل، وعندما استفسرناه عن أن المؤتمر الوطني قصد إبعاد بعض التيارات التي كانت لها رؤى إصلاحية قبل ذلك أمثال “قطبي المهدي” رد بقوله: أي شخص لديه رأيه وتكهناته وإذا كان لدي رأي مثل ذلك فسوف أكتبه في الصحف.
وحديث “د. أمين حسن عمر” يشير صراحة إلى خروج تلك القيادات التي عرف بعضها بدفاعها المستميت عن الإنقاذ خلال الفترات السابقة، وبقاء آخرين ربما تم بدعوى تقديم بعض الوجوه لإلقاء الروع أن الحزب الحاكم يمضي نحو التجديد، بيد أن مراقبين نبهوا إلى وجود (15) مقعداً آخر ما يزال شاغراً في المكتب القيادي للحزب الحاكم سوف يتم تعيينهم من قبل رئيس المؤتمر الوطني وربما يتم إلحاق تلك القيادات بالمكتب القيادي.
وجوه جديدة
من أبرز الوجوه الجديدة التي اقتحمت المكتب القيادي هو وزير الدولة بالإعلام “ياسر يوسف” القيادي الشاب الذي لمع اسمه مؤخراً في المؤتمرات واللقاءات الصحافية بعد تقلده المنصب في فترة ليست بالطويلة، ويتسم “ياسر يوسف” بدفاعه المتواصل عن سياسات الحكومة، بالإضافة إلى رئيس البرلمان الحالي “د. الفاتح عز الدين” الذي أحدث تغييرات كبيرة داخل المجلس الوطني أثارت ردود فعل متباينة وعطل لوائح المجلس في كثير من الجلسات من أشهرها استماعه لبيان وزير “شمال كردفان” مولانا “أحمد هارون”، وإتاحته الفرصة لوزير العدل “بشارة دوسة” لوضع تفاصيل قضية الأقطان الشهيرة أمام النواب، وهو الأمر الذي جعل كثيرين يقولون إن الفترة التي شهدت قيادة “د. الفاتح عز الدين” للبرلمان كانت مختلفة تماماً عن سابقه “أحمد إبراهيم الطاهر”، كما ضمت القائمة الجديدة أمينة المرأة “انتصار أبو ناجمة”، ومن الشباب الذين اقتحموا قيادة المكتب الجديد “حامد ممتاز” و”بلال عثمان”، بالإضافة إلى والي ولاية الخرطوم “عبد الرحمن الخضر”، ووزير الثروة الحيوانية “فيصل حسن إبراهيم”، ووزير المجلس الأعلى للحكم اللامركزي “فرح مصطفى”.
وجوه غادرت..
من أبرز الوجوه التي غادرت المكتب القيادي هو الدكتور” قطبي المهدي” الذي كان أحد الموقعين على (مذكرة الإصلاح) التي خرج بموجبها “د. غازي صلاح الدين” من المؤتمر الوطني وكون حزبه الخاص، وأكد وقتها “المهدي” أنه لم يكن يتردد في التوقيع على المذكرة التي دفع بها «الحراك الإصلاحي» بالمؤتمر الوطني لرئيس الجمهورية، وقال إنه مع الإصلاح وظل يدعو للاستمرار فيه ويشاركه الكثيرون داخل الحزب هذا الرأي والتوجهات، وأضاف أنه لا بد من الإصلاح وإلا أصبح الحزب جامداً، إلا أن “قطبي المهدي” أبدى عدة ملاحظات ومآخذ على مذكرة الإصلاحيين الأخيرة من حيث توقيتها، وقال إن الإصلاح مقبول لكن توقيت المذكرة لا يصب في مصلحة الحزب، وإنما يعزز موقف المخربين. كما أن خروج “د. بدرية سليمان” من المكتب القيادي وضع هو الآخر علامة استفهام، فقد عرفت في عهد الإنقاذ كمستشارة للرئيس “عمر البشير” للشؤون القانونية وهي أول امرأة سودانية تصل لهذا المنصب الوزاري والذي يوازي درجة مساعد رئيس جمهورية وهي درجة أعلى من درجة الوزير وشغلت منصب رئيس لجنة التشريع والعدل بالمجلس الوطني والمستشار القانوني للإتحاد العام للمرأة السودانية، و”بدرية” القانونية الضليعة التي كانت منذ عهد الرئيس الأسبق “جعفر نميري” طالتها هي الأخرى ثورة التجديد داخل المكتب، فيما يتوقع مقربون من الحزب الحاكم أن يتم اختيارها من ضمن الملحقين بالمكتب الذين سوف يختارهم رئيس الجمهورية.
“كبشور” إلى الأضواء مجدداً..
 انتخب مجلس شورى المؤتمر الوطني الحاكم في السودان (الأحد) القيادي “كبشور كوكو” رئيساً له خلفاً لرئيسه السابق “أبو علي مجذوب”، في أعقاب جلسات مداولات ساخنة امتدت لنحو عشر ساعات.
ويعتبر “كوكو” من القيادات البارزة في حزب المؤتمر الوطني وينتمي إلى منطقة “جبال النوبة”، ويشغل حالياً منصب الأمين العام لدار الوثائق القومية، تخصص في دراسة (علم النفس) ومعروفة عنه إجادته اللافتة للغة الفرنسية.
وانتخب المجلس لدورته الجديدة كلاً من “عبد الحميد موسى كاشا” و”إحسان الغبشاوي” و”محمد بشير عبد الهادي” نواباً للرئيس، كما تم اختيار “محمد طاهر أوشام” مقرراً للمجلس. 
وأعاد انتخاب “كبشور كوكو” لرئاسة مجلس شورى الحزب الحاكم وضعه في الأضواء مجدداً رئيساً لشورى أكثر الأحزاب أثراً في الساحة الآن، بعد أن ابتعد عن العمل التنفيذي منذ 1999م عندما كان قبلها يشغل منصب وزير التربية والتعليم الذي استمر فيه لعدة أعوام.
 

كواليس المؤتمر
* كان عدد الحضور داخل خيمة الاقتراع (357) صوتاً منهم (353) وتم التصويت في (8) صناديق تم إفراغها أمام الحضور من قبل اللجنة المكلفة.
* القيادي بالحزب الحاكم “حامد صديق” كان آخر المقترعين.
* البروفيسور “غندور” أعلن أسماء قيادات المكتب القيادي في حوالى العاشرة والنصف ليلة أمس الأول.
* الفريق “بكري حسن صالح” داعب بعض المقترعين (بأنو ما يشفوا من بعض).
 * “د. عبد الرحمن الخضر” ملأ الاستمارة واقفاً على عكس بقية أعضاء مجلس الشورى الذين انتخبوا المكتب القيادي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية