رأي

بكل الوضوح

جنون التعصب يهزم الروح الرياضية..!!
عامر باشاب

{ كرة القدم كما هو معلوم للجميع لعبة تنافسية تقوم على حسابات الكسب والخسارة (إما غالب أو مغلوب) وحتى وقت قريب كان المهزوم في هذه اللعبة يتقبل النتيجة رغم مرارتها وقسوتها (بروح رياضية)، حتى أن عبارة (روح رياضية) تحولت بكل سموها إلى صفة تعطى لكل من يتحلى بها، أي من يتقبل الأمر الواقع من النتائج التنافسية أياً كانت ميادينها بصدر رحب وطيب خاطر.
{ وعلى هذا الأساس شاعت صفة (الروح الرياضية) وانتقلت إلى جميع الأوساط وفي مقدمتها الأوساط السياسية التي تحولت إلى حلبة تنافس على المناصب والمكاسب إذا كانت داخل الكيان الواحد أو التنافس والصراع الانتخابي على السلطة الذي يحدث عادة بين تنظيمات حزبية مختلفة، ويكون الكسب عبر صناديق الاقتراع لمن يحصل على الأغلبية من أصوات الناخبين.
{ الروح الرياضية بكل هذه السماحة يبدو أنها خرجت من الوسط الرياضي ولم يعد هناك من يتقبل الهزيمة بتلك الروح، وما يدل على ذلك الظواهر السالبة التي حولت المستطيل الأخضر إلى ميدان حرب سادت فيه مشاهد الدمار والخراب والفوضى والجنون.
{ وددت بهذه المقدمة أن أبدي أسفي على ظاهرة التعصب والتشدد الرياضي التي دائماً ما تنتج عنها أعمال عنف جنونية، وبكل أسف نراها انتشرت في الآونة الأخيرة بصورة مزعجة. وكان آخرها ما أحدثه بعض المحسوبين على جماهير المريخ العظيم من أعمال تخريبية داخل استاد الهلال (الجوهرة) الذي استضاف مباراة القمة الأخيرة (هلال مريخ)، ونتج عن هذا الفعل المشين تحطيم المقاعد واقتلاع الكثير منها كتعبير قبيح لرفضهم نتيجة المباراة التي جاءت مستحقة لمن (لعب وكسب).
{ هذه التصرفات غير المسؤولة سواء أتت من جماهير المريخ أو جماهير الهلال أو جماهير أي فريق آخر، فإنها بكل أسف هزمت روح المحبة واغتالت الأخلاق السمحة التي كانت تسود بين المجتمعات الرياضية في بلادنا بمختلف كياناتهم وألوانهم.
} وضوح أخير
{ أخيراً أقول بكل الوضوح إن تكرار أعمال الفوضى والشغب والتخريب التي تستهدف المنشآت الرياضية وتسببت في خسائر مادية وأضرار فادحة تعدّ من الأعمال الإجرامية الموجهة ضد الدولة، لأن هذه المنشآت ليست ملكاً للأندية بل هي ملك للشعب وبالتالي هي ملك للدولة.
{ وحتى لا تستفحل هذه الظواهر السالبة نتمنى من إدارات الأندية أن تسبق الجهات الأمنية في تتبع المتورطين في أحداث التخريب وتقديمهم للعدالة، ومن ثم حظرهم من دخول الملاعب مدى الحياة.
{ نعم نحب المريخ.. لكننا نحب أكثر كلمة الحق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية