رأي

مسألة مستعجلة

مكاسب زيارة الرئيس لروسيا
نجل الدين ادم
اهتمام بالغ وجدته زيارة الرئيس “البشير” إلى دولة روسيا، من واقع أنها حملت مفاجآت كبيرة في ميزان السياسة الدولية التي تمضي بوتيرة معروفة، بالفعل كانت الزيارة مهمة وحققت مكاسب في غاية الأهمية، وموسكو تعلنها داوية أن السودان شريك إستراتيجي لها في أفريقيا، فقد كسب السودان من خلال الزيارة النوعية للرئيس “البشير” وعود قاطعة من روسيا بدعم منظومة الدفاع القتالية في السودان والنظر في إنشاء قاعدة عسكرية في شواطئ البحر الأحمر. مؤكد أن مثل هذه المكاسب تزعج الغرب وتضع علامة استفهام في وجه الولايات المتحدة الأمريكية برغم أنه ليس من جديد في طلب الرئيس “البشير” لروسيا، ولكن ربما أن التطوُّر الإيجابي في العلاقة مع واشنطن بعد رفع العقوبات والحديث الصريح للرئيس بشأن المواقف الأمريكية تجاه السودان والدول العربية، هي ما جعلت الأمر يبدو جديداً أو مستغرباً شيئاً ما.
أن تكون حصيلة زيارة موسكو هو توقيع (8) اتفاقيات تعاون، فهذا مكسب ليس بعده مكسب، وأن تلتفت واشنطن بأن السودان لن يقف أسيراً للشروط الأمريكية التي لا تنتهي، وسيف العقوبات القابضة، فهذا عين الصواب في المواقف لتحقيق التوازن في العلاقات الخارجية، قد يُشفق الكثير منا من جراء هذا التحوُّل في السياسات ومن صراحة الرئيس في حديثه، ولكن ما حدث ليس بالتحوُّل المقلق وليس هناك من مخاوف.
 نعم الشعب يتعشَّم أن يلامس النتائج الإيجابية لرفع العقوبات، البقاء أسيرين في محطة السمع والطاعة ستدفع السودان لتقديم المزيد من التنازلات ولا نتيجة فعليه على أرض الواقع.
مكاسب زيارة موسكو تحتاج لقراءة متأنية تعيد كل ما اختل إلى الصواب، فاليوم توجس من ردة الفعل، لكن غداً ستكون المكاسب الحقيقية وسيعلم السادة الأمريكان بأن السياسة الإستراتيجية لا تقف عندهم فقط، غداً أتوقع أن نجني ثمار الزيارة، والكل منا يشهد ما فعل الحلف الروسي مع الرئيس السوري “بشار الأسد” وما قدَّمه له من حماية، أنا متأكد من أن المصالح الاقتصادية المشتركة ستكون بمثابة البوابة الرئيسة لمعالجة اعتلالات السياسة الخارجية، وستفتح لنا آفاق تتجاوز ما تفرضه واشنطن من عقوبات وتصبح مجرَّد حبر على ورق والله المستعان. 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية