أخبار

مباراة واحدة

المباراة الوحيدة التي لعبها الهلال في الموسم الحالي وخرجت جماهيره راضية فرحة منتشية هي مباراة (السبت)، التي طال انتظار الجمهور الصابر لها على قول “صلاح ابن البادية” (طال انتظاري ليلة السبت)، فاز الهلال على المريخ المنتشي بانتصارات على أندية الوسط بأهداف قياسية وضربات جزاء بعدد الحصى.. ولكنه في لحن الختام غربت شمسه وسطع بدر الهلال الذي ساهم المدربان الشابان “محمد الفاتح حجازي” و”ياسر حداثة”، في آخر مباراة تحسين أداء الفرقة الهلالية وبث الروح القتالية في جسده المنهك بالتعادلات في البطولة المحلية والخسائر في البطولة الأفريقية ليظفر الهلال في نهاية الموسم بالدوري الممتاز الذي يعتبر البطولة الأقرب إليه منذ قيام هذه المناسبة.. وفوز الهلال ببطولة الدوري لهذا العام.. جاء بعد مشقة ومصاعب كبيرة.. وتعادلات مع الأندية الصغيرة وأسباب فوز الهلال بالبطولة تتمثل في التعثرات العديدة للغريم المريخ أيام “جمال الوالي” في الدورة الأولى قبل أن يعيد “محمد جعفر قريش” ومجلس (سوداكال) المحبوس في غياهب السجون ظلماً وحيفاً.. والممنوع من رئاسة نادي المريخ بأمر المفوضية ومن يقف خلفها من التنفيذيين الحالمين بعودة “جمال الوالي”.. وكان أيضاً لتعثر هلال الأبيض بسبب الإرهاق وكثرة الأسفار والمشاركات في جبهات متعددة داخلياً وخارجياً وخسارة هلال الأبيض لمباريات عديدة أفقدته القدرة على المنافسة لنيل البطولة، مع إن أولاد “أحمد هارون” مؤهلين جداً للفوز بالبطولة لولا الإرهاق والموسم الشاق وأعمار لاعبي الفريق التي أفقدته نقاطاً في آخر المشوار.
وإذا كانت تلك هي الأسباب الخارجية فإن فوز البطولة كان له أسباب داخلية هي الروح التي لعب بها الفريق المباراة الوحيدة (أمام المريخ) وعودة القائد “مدثر كاريكا” لمستواه.. وكذلك عودة المدفعجي “عبد اللطيف بوي” ومن جهة مجلس الإدارة كان لـ”عاطف النور” مدير الكرة الخبير دوراً في فرض الانضباط وسط اللاعبين وحل مشكلاتهم إضافة لجهود “سعد العمدة” رجل الهلال القوي الذي يمشي وحده وسط أعضاء مغلوبين على أمرهم.. واستطاع “سعد العُمدة” أن يقول لا لرئيس النادي (الكاردينال) ويرفض تمرير القرارات العشوائية للرئيس الدكتاتور.. و”سعد العُمدة” تسنده تجربة وخبرة.. وإمكانيات مالية جعلته يفكر بقناعاته ولا يتبع هوى (الكاردينال).. ولو مضى “سعد العمدة” في طريقه الحالي لأعاد الهلال إلى وضعه الطبيعي.
ماذا بعد الفوز بالدوري الممتاز؟ الهلال طموحه كبيرة وجماهيره تنتظر على الأقل الظهور المشرف أفريقياً بالوصول إلى دوري نصف النهائي على الأقل.. وتجاوز دوري المجموعات ولن يتحقق ذلك إلا بالتخطيط الجماعي وترشيد الطموح وعدم الضغط على اللاعبين بالحديث عن الفوز بالبطولات الخارجية لأن مستوى الأندية السودانية جميعاً وضعف الدوري العام لا يؤهل أي منها للمنافسة أفريقياً في الوقت الراهن.. والهلال مطالب باتخاذ القرارات الفنية التي تخدم مسيرة النادي بشطب اللاعبين المعطوبين مثل “شيبوب” و”يوسف أبو سته”.. والاستغناء عن المحترف “أوكرا”.. وشطب “وليد” و”علاء الدين” و”إبراهومة” و”الشعلة” وإعادة “مهند الريدة” لأحد أندية الممتاز حتى يقوى عوده وفي ذات الوقت الهلال مطالب فقط بإعادة “محمود أم بدة” من الأهلي عطبرة وترك “الشغيل” لهلال الأبيض.. وتسجيل ثلاثة لاعبين وطنيين فقط ومحترفين أجانب أحدهما مهاجم والثاني لاعب وسط.. والصبر ثم الصبر على المدرب البرازيلي الذي جاء به (الكاردينال) قبل فترة.. واختيار المساعدين القادمين على خدمة الفريق.. وأمام الهلال مباراة في الأبيض أمام الهلال قبل أن يلعب النهائية في كأس السودان أن استطاع العبور من شيكان.. شكراً لجمهور الهلال الذي صبر على تذبذب النتائج وضعف المستوى وشكراً لـ(الكاردينال) الذي صرف الكثير من ماله ولكنه ظل (مطية) لرهط من الهتيفة أضروا به وبالهلال!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية