نوافذ

ذاكرتي..!

وأنا أهم بتحميل بعض ما أرسله لي الأخ “محمد خلف الله” (بيتر) مهندس الصوت الذي ظل محل ثقة كثير من الأصوات الشعرية والغنائية منذ زمن ليس بالقصير .
وأنا أهم بتحميل ما أرسله لي من قصائد صوتية قمت بتسجيلها لديه ..فوجئت بعدم اكتمال التنزيل لأكثر من مرة ..ثم وبعد محاولات عديدة انتبهت للسبب . فتمنيت أن تفعل ذاكرتي ما فعلته ذاكرة الجوال الداخلية التي اعتذرت بعدم توفر مساحة كافية في وحدة التخزين الداخلية راجية حذف بعض الملفات القديمة حتى تستطيع استيعاب ملفات أخرى .
حينها تمنيت لذاكرتي جرأة كهذه ..ووضوحاً كذاك الذي تعاطت به معي ذاكرة هاتفي .
لو أنها قامت بحذف بعض ملفاتها التالفة من تلك التي تعمل على إتلاف الأعصاب وحرق الدم .
لو أنها (غزت كوعا في نصها) وظلت (تتحرى) مع كل ما يفتك بي من الأشياء .
لو أنها فعلت كما تفعل الأمهات (قويات الشخصية)..وارتدت ثوب صراحتها وذهبت تفتش عن كل من يقصدني بسوء ..
لو أنها خلعت جبنها …
هذا الجبن الذي جعلني فريسة النسيان الموحش بفضل سيء الذكريات التي قضمت أظافر ذاكرتي كما يقضم الطفل الجائع الخبز..
تمنيت لو أنها أسعفتني بطفل الذكرى حينما عقرت على النسيان…
وليتها منحتني عقر النسيان قبل أن يعذِّبني طفل الذكريات القاسية وأنا في أسعد لحظاتي ..
أشعر بالحياء منكِ والشفقة عليكِ وأنتِ تتكالبين عليَّ قبل نفسك ..وتحملينني ما لا طاقة لي به من التذكر …
تتحاملين عليَّ!
تبيعين حلو ذكرياتي بثمن بخس مآسٍ معدودة ..وتكونين فيَّ من الزاهدين ..
تحمَّلين  من ملفات الأحزان القاتمة ..والذكريات الحلوة التي ضاع من يمنحني إياها ما لا تستطيعه ذاكرة هاتف..بل ما تحسدك عليه جميع شركات تصنيع الهواتف ..
ثم وبلا أدنى شفقة تحذفين أروع الأشياء عن مخيلتي عمداً.!! وتضعيني على حافة الجنون!
أي عقوق هذا الذي تعاقبينني به …وبأي ذنب ؟
بأي صبر يا ترى سأواجه ظلمك بعد أن أكل الظلم لسان  صبري ؟
وبأي معجزة ستعودين كما كنتِ قبل الآن؟
خلف نافذة مغلقة :
نداء عاجل…
النداء عبارة عن أسئلة موجهة إلى استشاري صحة ذكرياتية:-
أولاً : سمّ هذا النوع من الذاكرة
ثانياً : هات ربع مثال لشخص يمتلك ربع جحود هذه الذاكرة …
وتعال بالله عليك كلمني ..
شِن أسو ؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية