رأي

بكل الوضوح

مصر الآمنين.. قلوبنا معك
عامر باشاب

{ قلوبنا يعتصرها الألم، بل وتنزف دماً مع كل عمل إجرامي إرهابي يقع في أي مكان بالعالم، ونتوجع وتنفجر في صدورنا عبوات ناسفة أياً ما كان لون أو عرق أو ديانة المستهدف.. فكيف يكون الألم والوجع والنزيف القلبي عندما يكون العمل الإجرامي يستهدف أرض دولة جارة، بل أرض بلاد هي أخت بلادي الشقيقة مصر.. تلك البقعة  التي ارتبط اسمها بالآمنين في قرآن يتلى إلى يوم القيامة: (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ).. (يوسف: 99).
{ مصر منذ بداية الخلق عرفت بأنها من البلدان الآمنة المطمئنة، ولأنها بلد السلام والتسامح وأرض الأمان وتنعم على الدوام بالاستقرار فهي منذ قديم الزمان قبلة للقوافل والركبان الطالبة للعلم والتجارة والمعيشة السهلة والسياحة.
{ ها هي يد الإرهاب تصر أن تمتد بكل خبثها ووحشيتها لترويع المصريين، أقباطاً ومسلمين، المتعايشين بسلام آمنين منذ أن وجدت مصر وشق أرضها النيل العظيم.
{ يوم الجمعة الماضي صُدم العالم أجمع بالهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين بمسجد قرية الروضة الواقعة شرق مدينة بئر العبد التابعة لمحافظة شمال سيناء، وحسب التقارير فإن عدد الضحايا في هذه الحادثة المأساوية وصل إلى (305) شهداء، و(128) جريحاً.
{ الإرهابيون الجبناء استخدموا عبوات ناسفة وأسلحة رشاشة في مواجهة الرُكّع السُجّد الذاكرين في واحد من بيوت الله وفي أعظم أيام الله (الجمعة) الذي صادف أول أسبوع في شهر (ربيع الأول) الذي تبدأ مع مقدمه احتفالات المسلمين بمولد رسولنا الكريم نبي الرحمة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. وهذه الرسالة الإرهابية ليس المقصود بها مصر وحدها، بل هي موجهة لكل المسلمين أينما كانوا وحيثما وجدوا.
{ وجب على كل الدول الإسلامية، بل وعلى كل دول العالم الوقوف بجانب مصر في مواجهة الإرهاب وقطع يده السوداء، التي يبدو واضحاً أنها تتحرك بتوجيهات اليهود ومن هاودهم من أجل زرع الفتن والمحن في أكثر بلاد العالم أمناً وسلاماً ومحبة.
{ نحن على ثقة تامة أن الحكومة المصرية بقيادة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” قادرة على الوصول إلى هؤلاء الكفرة الفجرة، لكن مع ذلك لابد من تضامن ومساندة قوية وفورية من الدول الإسلامية حتى ولو بأضعف الإيمان للمساهمة في القضاء على الإرهابيين.
} وضوح أخير
{ (أُصبت بصدمة عصبية حينما شاهدت جثث الأطفال الذين كنت أُحفّظهم القرآن الكريم غرقى في دمائهم).. كلمات موجعة قالها شيخ “محمد عبد الفتاح رزيق” إمّام وخطيب مسجد الروضة المستهدف وهو يتلقى العلاجات الإسعافية.
{ ألم أقل لكم إنه استهداف للإسلام حتى في أطفاله القادمين بقوة والناشئين على التمسك بكتاب الله.
{ (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).. (الصف: 8)
{ الإرهابيون وأفواه أسلحتهم وأفواه متفجراتهم لن تطفئ نور الله مهما تطاولوا.
{ ختاماً.. أتوجه بالعزاء لأسر الشهداء ولكل فرد مصري ولكل المسلمين.
{ قلوبنا معك يا مصر الآمنين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية