معرض الكتاب .. ثلاث زيارات!
من حُسن حظي أنني كنت حضوراً لمعرض الكتاب في دورته التي أقيمت في أكتوبر الماضي.. ومن حُسن حظي أن انطلاقة فعالياته في هذا العام صادفت يوم مولدي في السابع عشر من أكتوبر.. فازداد إصراري على زيارة المعرض لأكثر من ثلاث مرات مع سبق الإمتاع والدهشة.
تفاجأت بالوعي الذي حدا بكم هائل من مختلف شرائح المجتمع إلى التسابق على شراء الكتب بنهم يحسدون عليه.. ما سينعكس إيجاباً بكل تأكيد على السلوك العام في شتى نواحي الحياة.
زرته في يوم الافتتاح وأخذت حصيلتي من الكتب.. غير أنني فوجئت وأنا أزور المعرض مساءً بنفاد كمية كبيرة من الكتب لكثرة الإقبال عليها وتلقيت وعوداً بتوفيرها في أيام أُخر..
تذكرت هذه الفعاليات وأنا أقرأ هذه الكتب كتاباً تلو الآخر..ثم تذكرته وأنا أضحك على صديقة لي (ضحك ريد ما شماتة).. هذه الصديقة صرفت ما ادّخرته طيلة الأشهر الماضية في سبيل اقتناء الكتب..وحينما دعا داعي النقود توجهت نحو أمها في محاولة جادة لاستدانة بعض المال.. فما كان من أمها إلا أن عرضت عليها بيع جزء من تلك الكتب التي ملأت غرفتهم بعد أن استحال على مكتبة منزلهم احتمالها.
خلف نافذة مغلقة
في ليلة غرس الشتاء فيها مخلبيه فانبتا شعراً شجياً سعدت وأنا ألقي شعري على مسامع طلاب المجمع الطبي لجامعة الخرطوم، فيحيل الحضور لعالم آخر يُحكم فيه النقاء قبضته على الموقف فينفجر الجو ألقاً وجمالاً يوزع الدهشة على المقاعد قبل الناس.
كنت برفقة الشاعر الراقي “محمود الجيلي” ولفيف من الشعراء الشباب الذين أثروا القاعة شعراً فامتلأت أذانهم بالتصفيق والإطراء.
هكذا يكون الحضور …
وعي لا ينتهي ومتعة لا تُقاومها المفردات.