"البشير": الدولار متوفر ولن نعوّم الجنيه (وعايزين الرؤوس الكبار لتجارة العملة)
في حوار مع قناة “روسيا اليوم” قبل سفره ظهر اليوم إلى موسكو
الخرطوم – طلال اسماعيل
توعّد رئيس الجمهورية “عمر البشير” الرؤوس الكبيرة لتجارة العملة في السوق الموازي بالملاحقة القضائية ضمن حملة للحكومة ابتدرتها لضبط سعر الصرف، مؤكداً توفر عملة الدولار. وقال الرئيس لقناة “روسيا اليوم”، مساء أمس (الثلاثاء)، في حوار تلفزيوني إن الدولة لا تفكر في تعويم الجنيه ولكنها تنتهج سياسة سعر الصرف المرن، وأضاف: (لا لتعويم الجنيه، الدولار في السوق متوفر بدليل توفر السلع حتى الهامشية، السوق لا يشكو من عدم توفر السلع لكن تبقى المشكلة في توفير الدولة للسلع الأساسية التي يوفرها البنك المركزي مثل الوقود والأدوية).
وأشار الرئيس إلى عدم وجود فساد في الأجهزة الحكومية، غير أنه أكد وجود تراخٍ في الرقابة وتنفيذ التوجيهات، وزاد بالقول: (وجهنا بعض الشركات التي تستورد المواد البترولية أن تشتري الذهب وتصدره وتدفع من عائداته للمشتقات النفطية، لكنهم يمشوا يشتروا من السوق الموازي بالساهل).
وجدّد “البشير” التزام الدولة بمعاقبة بعض البنوك ومعاقبة بعض العاملين نتيجة للتجاوزات، وشدّد على محاربة سماسرة العملة قضائياً من خلال مواد قانونية تشمل تخريب الاقتصاد الوطني وفقاً للقانون الجنائي، وقال “البشير”: (واحد شغال تجارة في العملة من دون رخصة، هذا يعاقب عليه القانون الجنائي). وحينما سأله مقدم برنامج (قصارى القول) بالقناة الروسية “سلام مسافر” حول وجود تجار عملة في الشارع؟ رد الرئيس بالقول: (هؤلاء سريحة بالدولار نحن عايزين الرؤوس الكبار).
ورد الرئيس على سؤال بخصوص وجود ضغوط أمريكية على الحكومة بحل نشاط الحركة الإسلامية بالسودان قائلاً: (لا يمكن حظر الحركة الإسلامية إلا إذا حصل انقلاب في البلد.. أنا حركة إسلامية).
وحول زيارته اليوم إلى روسيا، قال “البشير”: (هذه الزيارة ستكون قفزة نوعية في العلاقات السودانية الروسية لأن العلاقات السياسية ظلت في مستوى ممتاز جداً ونحن مقدرون جداً الدور الروسي في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن الدولي الذي جنبنا الكثير جداً من المؤامرات.. نحن ماشين لانطلاقة جديدة لمجالات عمل جديدة وأهمها المجال الاقتصادي.. هنالك فرص كبيرة للتعاون بين السودان وروسيا وفي مجالات الاستثمار في النفط والغاز وفي المعادن المختلفة، نحن عندنا كل المعادن النفيسة المرغوبة في العالم، لدينا أراضٍ زراعية خصبة واسعة جداً ومصادر مياه متعددة، وكل العالم متخوف من نقص الغذاء، ونحن مرشحون لسد الفجوة في مجالات الزراعة).
وأشار الرئيس إلى أن من ضمن أجندة الزيارة بحث التعاون العسكري بين السودان وروسيا، وتناول تأثيرات انفصال الجنوب على السودان ودول الجوار. وحول قضية دارفور قال “البشير” إنها تعافت من الحرب ونحن في مرحلة جمع السلاح من أيدي المواطنين، ودارفور بلد واسعة ورُحّل متحركين من الصعوبة أن تجد قوات كافية لتأمين كل المتحركين في دارفور، لذلك نجمع السلاح.
ونبه “البشير” إلى تداعيات مسيرة الاقتصاد منذ العام 2005 بعد اتفاقية السلام الشامل التي قسمت الموارد، وأشار إلى تأثيرات الصدمة الثانية للاقتصاد السوداني بعد الأزمة المالية العالمية وأضاف: (بكل أسف فترة ظهور البترول أصبحنا نعتمد عليه، وهذا ما يعرف في العالم- الاعتماد على مورد واحد- بالمرض الهولندي، وعزز هذه الصدمة القوية الحصار الأمريكي على السودان، وكان صندوق النقد الدولي يتوقع انهيار الدولة، وليس بعد العجز في الموازنة في عام 2012).
وأكد الرئيس تمسك السودان بمواقفه المستقلة في القضايا الخارجية وعدم ممارسة ضغوط عليه وقال: (لا تفرض علينا سياسات، نحن نقف المواقف الخارجية التي نعتقد أنها صحيحة.. وقفنا مع العراق وكلفنا ذلك الموقف كلفة كبيرة.. نحن ضد دعوة دخول القوات الأمريكية في المنطقة، ولو عاد الزمن لتمسكنا بموقفنا).
وقال “البشير”: (اطلعت على الخطط الأمريكية من خلال جهاز الـ”سي آي أيه” في عام 1988 في مركز تدريب القيادة الوسطى الأمريكية بكاليفورنيا لغزو منطقة الخليج العربي، الأمريكان كانوا ينتظرون الفرصة لاحتلال المنطقة وقد وفرها لهم صدام حسين).