"المحبوب عبد السلام" يدعو الإسلاميين إلى تجاوز النخب القديمة وتأسيس حزب ديمقراطي
“أمين حسن عمر”: لم يكن إسلام “الترابي” إسلاماً سياسياً بل إسلاماً توحيدياً
الخرطوم – طلال إسماعيل
دعا رئيس الرابطة العربية للتربويين التنويريين، القيادي الإسلامي “المحبوب عبد السلام”، الإسلاميين بالسودان إلى تجاوز النخب القديمة وتأسيس الحزب الديمقراطي للمسلمين من خلال نخب جديدة، وجاءت دعوة “المحبوب” خلال حديثه في ندوة قراءة واقع الإسلامي السياسي التي نظمتها أمانة الفكر والتثقيف بالحركة الإسلامية الطلابية – المؤتمر الشعبي بجامعة النيلين أمس (الثلاثاء)، ووصف “المحبوب” حكم الإخوان المسلمين بمصر خلال عام، إبان عهد الرئيس “محمد مرسي”، بأنه قمعي. وقال: “المهم أن تقوم بهذه القفزة .
وقال “المحبوب”: “علمنة الإسلام هدف لكثير من الدارسين والباحثين من خارج تيار الإسلام السياسي يفتكروا أن الإسلام مكون حضاري جذري في عمق الأمة، هنالك من حاولوا أن يقاربوا الإصلاح عبر المناهج الجامعية وهنالك من حاولوا أن يقاربوا الإصلاح عبر العلمانية وهنالك من حاولوا أن يقاربوا الإصلاح عبر الجامعات نفسها، فكرة الإمام “حسن البنا” مؤسس جماعة الإخوان المسلمين التي ابتدعها بالشمول وهي محل نقد، ولذلك السياق التاريخي هو الذي اضطر الشيخ “راشد الغنوشي” ومجموعته في تونس أن يخرجوا من السياسة، انتقدتهم هنا لأنهم ارتدوا من شمولية “البنا” إلى ثلاثية الحاءات، الحركة الإسلامية بتاعت “الترابي” دي الكانت مستهدية بشمولية “البنا” عملت حركة وحزباً وحكومة، نظرية الثالوث في التطور.”
وأضاف المحبوب: “السياقات التاريخية ليس هنالك طريقة أن تهيمن الحركة الإسلامية على المؤتمر الوطني، وليس هنالك طريقة أن يهيمن المؤتمر الوطني على الدولة، وجاءوا بهذا الحل بعد أن تلقيت شرحاً من بعض المنسوبين للمؤتمر الوطني ليصلوا إلى صيغة الحاءات الثلاث ودخلوا في نقاش حاد وكادوا أن ينقسموا مرة ثانية.”
وأثارت تصريحات “المحبوب” الكثير من الجدل بين قيادات طلابية تنتمي للشعبي والوطني دعوا “المحبوب” من خلالها إلى إعلان علمانيته وعدم التدثر وراء شعار الإسلام السياسي، وواصل “المحبوب” في شرح مفهومه قائلا: “إذا لم تكن تحمل فلوساً لا يمكن أن تشتري كتباً أو تدخل السينما، ولكن يمكن لك أن تدخل الجامع مجاناً، وعشرات المساجد نمت داخلها الحركات الإسلامية في المجتمعات المهمشة واستخدمتهم في مشروعها السياسي، لكن المهمشين عندما يكثروا اتضحوا أنهم قمعون جداً، الإخوان المسلمون حكموا سنة بس في عهد “محمد مرسي” حكموا لمدة عام ونقلوا مفهوم التمكين في السودان إلى الإخونة وهذه مسألة تستحق القفز.”
ورأى المحبوب أن المصطلح غير ضروري بخصوص تعريف الإسلام السياسي وزاد بالقول: “سواء كان علمانية أو إسلام سياسي جوهر الموضوع أن نحترم المصلح ونمشي للخطوة القادمة نريد فكرة جديدة تستثمر كل طاقات المسلمين وليس الإسلاميين، الإسلام بوصفه داعم للديمقراطية، حركة النهضة التونسية غادرت الإسلام السياسي نهائياً انتقلت لحزب المسلمين الديمقراطيين اعتقد أن أكبر منجز بشري فيما يتعلق بإدارة الناس هو الديمقراطية.
وتبرأ أمين أمانة الفكر بالمؤتمر الشعبي “محمد فقيري”، من الأطروحات الفكرية “للمحبوب عبد السلام” وقال: “اختلف مع أطروحات “المحبوب” الفكرية، هذه المجتمعات المهمشة عبر عنها الصوت الإسلامي والحركات، المجتمع الذي لا يسمع له صوته، هذه من تعقيدات الحركة الإسلامية في السودان التي خلقت هذا الوعي بعد تجربة السلطة في التاريخ الإسلامي كانت تخضع لضرورات الواقع (حُكم الغلبة والسُلطان ذو الشوكة) وكل الفقهاء أسسوا لهذا الواقع تمثلت ذهنية غالب المسلمين وهذه هي المعضلة، الظاهرة في السودان معقدة أكثر لأننا أصبحنا نخبة واعتقد المنظومات الإسلامية فكرة الدولة الحديثة ما حاضرة عندها.”
وفي سياق ذي صلة دافع القيادي بالمؤتمر الوطني “أمين حسن عمر” عن أفكار الشيخ “حسن الترابي”، وقال في قروب واتساب” منتدى مشاورات حُرة”: “لم يكن إسلام “الترابي” إسلاماً سياسياً بل إسلاماً توحيدياً كان بعثاً للإسلام في كل ثنايا النفس وشعاب المجتمع، ولَم يكن راضياً عن الفكر السائد ولو قيل عنه فكر إسلامي ولا عن الحال الماثل ولو قيل حال مجتمع إسلامي لذلك كان شعاره تجديد الفكر وتغيير الحال لأفضل ما يرجى من مآل، كان مشروعه بعث الحيوية في الإسلام واستجاشة إنسانية الإنسان تمثلاً بتعليم الإله الواحد الأحد الصمد، ولن يكون الإنسان إنساناً جديداً إلا بعقل متجدد مترقب وقلب مؤمن جياش بالمرحمة، متجدد مترقب متوثب.
وأضاف أمين: التوحيد لدى “الترابي” هو كلمات الله التي لا تنفد ومعانيه التي لا تبلى. هو أوقيانوس المعاني. الهداية إليه هي الهدى والضلال عنه هو الضلال المبين. والتوحيد هو أصل الأصول وغاية كل مقصود. ولا عجب أن كان أول ما نشر من مكتوبات كتابه الإيمان وأثره في حياة الإنسان، ومن أراد فهم مرادات الترابي فليبدأ من حيث بدأ بالإيمان التوحيدي.