عز الكلام
مافي غير كده!!
ام وضاح
اضطر السيد الرئيس إلى التدخل بشكل مباشر في وقف (النزيف) الذي أصاب الجنيه السوداني وجعله يترنح أمام العملات الأخرى وعقد اجتماعاً مهماً مع الجهات المعنية بتحريك عجلات الاقتصاد السوداني، تمخض عن جملة قرارات مهمة وتاريخية من أجل إعادة هيبة الجنيه الذي تعرض للمرمطة والاستباحة بشكل غير مسبوق، لذلك كان تدخل السيد الرئيس ضرورياً لأهمية القضية التي تحتاج فعلاً إلى تدخل رئاسي من الوزن الثقيل، فجاءت القرارات حاسمة وقاطعة.. لكن يتوقف حسمها وقطعيتها على كيفية تطبيقها والالتزام بها حرفياً بلا انتقاص من هيبتها عشان (فلان) ولّا (فرتكان)، ونحن في السودان لا تنقصنا القوانين التي تحقق العدالة وتبسط الحق، لكن للأسف كثيراً ما تنقصنا الإرادة أو تخذلنا الآلية التي تنفذها وتجعلها واقعاً يمشي بين الناس.
لكن كمان خلوني أسأل حضرات السادة الممسكين بالملف الاقتصادي بدءاً من وزير المالية “الركابي” ومحافظ البنك المركزي “حازم عبد القادر” والجيوش الجرارة من الموظفين الذين يديرون هذا الملف.. خلوني أسألهم: شنو كانت خطتهم للخروج من هذه الكارثة؟ ما الذي بادروا به من أفكار أو مبادرات أو حتى مقترحات لمبارحة خانة الأزمة قبل أن يتدخل السيد الرئيس شخصياً في أزمة كان يفترض أن تحلها الأجهزة الاقتصادية التي وضح أنها أجهزة لا تعرف كيف تتعامل مع الأزمات والقضايا الإستراتيجية، وهي مجرد أجسام رخوة غير مدربة على مثل هذه الأزمات الطارئة والاستثنائية بالغة الخطورة والأهمية؟!
ووالله لو كنت مكان الأخ الرئيس لقمت بإعفاء وزير المالية ومحافظ البنك المركزي اللذين وقفا يتفرجان على الهبوط المريع للجنيه السوداني دون إبداء أي خطوات للحاق به قبل أن يكسر رقبته تماماً مقتولاً بفعل فاعل.
الدايرة أقوله وأكرره، إن العبرة ليست في اتخاذ القرارات وسن التشريعات بقدر ما هي في إنفاذها وإعمالها بحزم وحسم، وبسيف السلطان العادل الذي لا يفرق بين قريب وغريب، مع أو ضد، والناس سواسية في العقاب والجزاء، وهو مفهوم يجب أن توطنه الجهات المسؤولة لا سيما وأن كثيراً من أفراد الشعب السوداني توطنت لديهم قناعة أن الحكومة وأجهزتها تعمل بمبدأ إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد.. وبالتالي جاءت الفرصة للحكومة مقشرة وعلى طبق من ذهب أن تعيد ثقة مواطنيها فيها بتطبيق العقوبات الصارمة على المخالفين مثلما جاءتها الفرصة لتعيد للجنيه السوداني بعضاً من كرامته المفقودة.. وعلى فكرة الناس ليها حق إن وصلت لهذا الفهم وقوانين كثيرة متعلقة بالفساد ومن أين لك هذا ومن أين لك ذاك، ظلت حبيسة الأضابير بلا تفعيل ولا تطبيق، والناس عينها تعاين في الفيل ولا قادرة تطعنه ولا قادرة حتى تطعن ضله!!
{ كلمة عزيزة
المضاربون والمتاجرون في الدولار الذين عنتهم قرارات الاجتماع الرئاسي ليسوا أشباحاً ولا شخصيات خرافية، إذ إن بعضهم بلغت به الجرأة أن يجاهر ويتفاخر أنه تاجر دولار، وعادي أصبحنا نسمع ناس فلان ديلك تجار دولار (كدي يا يمة) ليدخلوا حيز البيزنس الـ(في آي بي)، وبعضهم يفاخر أن لديه غرفاً مكدسة بالدولار في منزله، وهؤلاء مؤكد طاقشين أضان الجهات الأمنية ويعرفونهم جيداً وبالواحد.. فهل نتوقع سماع وقوع بعضهم في الشرك حتى يرعوي السمك الصغار؟!
{ كلمة أعز
التدخل الرئاسي الأخير أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القرارات الحازمة والحاسمة لا يتخذها إلا “البشير” وسعادتو “بكري”.. وسلام مربع لوزراء الانتظار على رصيف الفرجة!!