رأي

مسامرات

شهادة حياة..!
محمد إبراهيم الحاج

{ فكرة غريبة أتوقع أن تتبنى بعض مؤسسات المجتمع المدنى تنفيذها قريباً.. غرابتها لا تنفى كونها قد تكون شيئاً مهماً.. الفكرة هي المطالبة باستحداث (شهادة حياة).. تكون بمثابة بطاقة هوية لكل مواطن سوداني وأن يتم تعميمها لتكون لكل (زول) سوداني، وأطالب كذلك أن تتسع ليتم فيها تضمين كثير من الأشياء.
{ أقترح أن تحتوي شهادة الحياة المقترحة على الدخل السنوي أو الشهري لا فرق، وأن تشمل كذلك منصرفاته الشخصية من كساء ودواء ومواصلات ورصيد ومصاريف جيب يومية وغيرها من البنود التي قد لا تظهر في ميزانية الشخص، مثل الصرف على الحالات الطارئة أو تلك المبالغ التي يتم إنفاقها على بند (الضيوف) والشاي والقهوة والمكيفات.
{ وأن تتضمن الشهادة كذلك حجم (الأزمات) و(المنغصات) و(الأوجاع) اليومية الراتبة في العمل والبيت والشارع والجامعة.
{ كذلك أقترح أن يتم إدراج حجم (البؤس) و(الشقاء) و(مساسقات) الناس وسعيهم الدؤوب في توفير أدنى مطلوبات الحياة من مأكل وملبس ودواء.. وعدم قدرتهم على الظفر بما يقيهم شر السؤال ومذلة الحاجة.
{ أقترح أن تتضمن (شهادة الحياة) ما كابده الشخص من إخفاق عاطفي ووظيفي وأن يقاس ذلك بسنوات عمره التي غالباً قد قضى أغلبها في البحث عن الاستقرار الوظيفي والنفسي والعاطفي.. أقترح أن تتضمن كذلك غدر الأقرباء والأصدقاء وأرباب العمل.. وخذلان (الشخص) في كثير من أمور حياته.
{ أقترح استحداث تلك الشهادة وأن تُعنون باسم (شهادة حياة) تجمع فيها ساعات الأمل والقنوط وأوقات السعادة والتعاسة.. والإشراقات والخيبات.. وإقبال الحياة وإدبارها.. بياض الأيام وسوادها.. وقوف الناس معكم وخذلانهم لكم.. بطاقة تتضمن جرد حساب مقدمات الحياة لكل سوداني.. فماذا تتوقعون النتيجة في حال تم إصدار (شهادة حياة) لكل سوداني.. أجزم بالإجابة وأتكفل بها عن الناس ولكنني شخصياً أرد على كل سوداني بما قاله الشاعر القديم:
 (أنا ميت تغافل الغير عنّي .. وهو أن يدري شقوتي ما تمهّل).
} مسامرة ثانية
{ مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمغني “صلاح ولي” وهو يغني داخل إحدى الكليات الجامعية لا أدري على وجه التحديد الفترة الزمنية التي تم فيها تصويره فيها.. ولكن.. كان المشهد أشبه بمسرحية عبثية رخيصة تعرض في أحد الأحياء الفقيرة بإحدى المدن النائية في عصور الظلام الأوروبي.
{ تخيلته هكذا حسب الوصف الدقيق للروايات الفرنسية التي اهتمت بالتوثيق للحياة خلال تلك الفترة.. ومكمن الشبه بين الاثنين أن الفنان الشاب “ولي” كان (يتقافز) و(ينطط) من (كرسي) إلى (طاولة) وهو يعترض طريق الطلاب في محاولة يائسة منه لانتزاع إعجابهم.. أو ضحكاتهم مثلما يحدث في ما أشرت إليه آنفاً في المسرحيات الرخيصة.
{ وعبثية المشهد برمته تفسر إلى حد بعيد ما آل إليه حال بعض من يطلق عليهم (مطربون شباب)، يدفع لهم المجتمع والقنوات التلفزيونية أرقاماً فلكية لكي يقدموا هذه الفواصل من العبث الممنهج.
} مسامرة أخيرة
ما طال المطر بيصب..
طبيعي إنو البحر ما راق..
كما إنو العكار من طين..
كمان من طين بجي الرواق

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية