مسألة مستعجلة
كسلا على قلب دورتهم جاءوا
نجل الدين ادم
ليس لمن رأى كمن سمع، وليس من حضر كمن شاهد على التلفاز، هذا ما تجسَّد لي وأنا أتابع افتتاح الدورة المدرسية رقم (27) بمدينة كسلا، على يد النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي سعادة الفريق أول “بكري حسن صالح” يوم (السبت) الماضي، فقد كانت صورة مدهشة لكل الحاضرين فاقت التصوُّر، فصفق الجميع لها.
نجح مدربو الدورة المدرسية في إخراج هذا الكرنفال الافتتاحي بإستاد مدينة كسلا بأبهى وأزهى الألوان والطلاب والطالبات يسمون التلاحم والوحدة، فقد برعت بعثة ولاية كسلا التي تجاوز عدد الطلاب المشاركين فيها عدد (1000) تلميذ، في تقديم عرض نادر وجيِّد، عرض شكل لوحة التجانس والانسجام بين مكوِّنات كسلا الخضراء – كسلا الوريفة، التي احتضنت قبائل البجا بكل تقسيماتهم والبني عامر والرشايدة والهوسا والفلاتا والكردافة بكل مشاربهم والغرابة في إمداد إقليم دارفور، الحلفاويين والشوايقة في الولاية الشمالية والجعليين وغيرهم من القبائل من ولاية نهر النيل، جسَّد طلاب كسلا في عرض وجد الاستحسان لكل هذه الثقافات الممتدة على مساحات الولاية، من خلال عروض شيِّقة فكانت أبلغ رسالة لكل من شاهد هذا الحدث.
الدورة المدرسة التي شهدتُ افتتاحها لم تكن مجرَّد فعاليات ومناشط، بل كانت حراكاً اجتماعياً وسياسياً وثقافياً واقتصادياً، فقد اجتمع أهل كسلا على قلب دورتهم الحالية، فكان حضورهم قد فاق التصوُّر، فقد تجاوز عدد الذين شاهدوا هذا الافتتاح الضخم من المواطنين للدورة من على شاشات التلفزة الضخمة خارج الإستاد أكثر من أولئك الذين يشاهدون الفعالية من داخل الإستاد، والكاميرات شاهدة على ذلك.
الدورة كانت بمثابة امتحان لمكوِّن الولاية في أن يكونوا أولاً، فجاء المواطنون بالجهد الشعبي يتدافعون يحملون الأبقار والخراف ويقدِّمون المساهمات العينية من أجل أن تكون الدورة السابعة والعشرين هي الأكثر وقعاً في أذهان الذين يتابعون الدورات المدرسية.
أرسلت الدورة رسائل بأن أهل كسلا يقفون خلف قائدهم والي الولاية “آدم جماع” وهم يهتفون له (جماع بالإجماع) قبل أن يرسم تلاميذ المنصة الشرقية من الإستاد صورة هذا الشعار مكتوباً أمام وجوه الحاضرين وهم يتشكَّلون بزيِّهم المميَّز ويرسمون حروف هذه الدورة من نور.
امتلأت شوارع المدينة وضاقت بالذين حضروا هذا العرس، وسهر رجال المرور، على فك الاختناق، حضر الرجال والنساء، الشباب والشابات الكبار والصغار، في مشهد يؤكد أن جميع أهل الولاية كانوا خلف هذا الاحتفال.
التحية لوزارة التربية على حرصها على قيام هذه الدورة المدرسية سنوياً، والتحية لها لما قدَّمت من جهد أسهم أن يخرج الافتتاح بصورته الجميلة والتحية لحكومة وشعب ولاية كسلا والذين كانوا هم المفتاح الحقيقي لهذا النجاح.
تفاعل منقطع النظير لكل من شاهد ذلك الافتتاح، فلم أشهد النائب الأول لرئيس الجمهورية من خلال مشاركاته الجماهيرية وهو يتفاعل مع الحضور كما حدث بإستاد كسلا، فقد عرض سعادة الفريق بعصاه وهو يحيي الحاضرين على إيقاع أغاني الحماسة، وودعهم بعرضة أخرى عكست الرضا والإعجاب بما شهد. حقاً كانت كسلا إبداع يتدفَّق، ونواصل.