زيت الفرامل.. وجراح القلب !!
ليته كالبنيان الذي ما إن يضع عليه الزمن بصمته حتى يهم أهله بترميمه قبل حلول الخريف..
أو ليته كالأرض كلما أرهق قدرتها الجفاف استجدت المطر فغير غلاف جفافها وإن كان مهر سعادتها بكاء عينه..
ليته كالبحر يشكل أساه على هيئة بخار يقذف به بعيداً فيسهم في ارتواء تلك الأرض.. فتكتمل دائرة المطر.. بين أسى يقضي على عجز سحابة وبين تضحية بالدمع لنشر السعادة على اليابسة..
ليت قلبي لا يؤمن بالجرح..
ليته كان حبلاً سرياً يحمل في جوفه حياة ولم يكن عضواً عاصياً يجر عني الموت في كل ضخة دم يجود بها نبضه..
كنا نقترح الحلول على قريبتنا التي أصيبت ببعض الجروح جراء وقوعها.. فتراوحت الاقتراحات بين الملح والليمون والماء البارد لأن إصابتها كانت اقرب للخدوش العميقة من الجروح..
أخيراً اتفقوا على (زيت الفرامل) الذي لم اسمع عن مقدرته على وأد الألم قبل ذلك.. ليس هذا فقط.. بل إن مقدراته تجاوزت وأد الألم إلى سرعة اندمال الجروح ثم إلى تخفيف آثار تشويهها للجلد أن صدق صاحب الاقتراح..
تمنيت وقتها لو أنني على صلة قوية بأحد جرّاحي القلب.. لكنت استحلفته أن يخرج خافقي ليمسح عليه بـ(زيت الفرامل).. لأن وقع الجرح لا يعيه إلا صاحبه.. ولأن (سيد الرايحة بفتش خشم البقرة).