عز الكلام
لا أحد يسمع ولا أحد يستجيب
ام وضاح
وسط دهشة المتابعين والمراقبين والمواطنين يتصاعد سعر الدولار بشكل (يشكك الواحد في روحه) إن (كان صاحي ولّا نائم) إذ وصل حتى كتابة هذه السطور إلى (28) جنيهاً ونصف الجنيه ولا أدري كم سيكون حتى قراءتها.
في ارتفاع غير مسبوق وغير مبرر ووسط صمت رسمي مريب قلب كل التوقعات والآمال التي ارتفع سقفها بعد رفع الحظر الاقتصادي، حيث كان متوقعاً أن تشهد البلاد انفراجاً اقتصادياً ولو طفيفاً يشعر به المواطن ويعدّه بشرى خير لنهاية معاناة طويلة.. وواضح جداً أن هناك لوبيات تعمل لزعزعة استقرار الاقتصاد لمصالحها الخاصة وتلعب بالعملة ببراعة اللاعبين بالبيضة والحجر، وواضح أن الفريق الاقتصادي في وادٍ والمستجدات الاقتصادية في وادٍ آخر.. وخلوني أقول إن ما يحدث يؤكد بجلاء أن الحكومة غير جادة في إيجاد حلول لأزمة الاقتصاد وغير جادة في أن تربط الحزام على بطنها المترهل والحال يا هو ذات الحال، فلم تصدر حتى الآن قرارات تضبط الإنفاق الحكومي أو تحد من حالة الرفاهية التي هي عنوان الحراك الحكومي ووفودها المسافرة تجوب مطارات العالم لشنو وعشان شنو؟؟ لا أحد يملك الإجابة، مهرجانات واحتفالات ودورات تباع من أجلها عضام البلد لشنو وفوق شنو؟ لا أحد يملك الإجابة.
يا أخوانا شدّوا الأحزمة وأحكموا القبضة على منافذ الفساد.. معقولة دولة كالسعودية بنفطها وخزانتها العمرانة تنتفض على الفساد وتحاصره، ونحن نمارس التمليس والتحنيس والتدليس دون أي حلول عاجلة وقاطعة تطيح بهؤلاء الجالسين على مقاعد الفرجة لا يتحركون لستر جنازة جنيهنا، وليهم العذر لأنهم ما حاسين بوجع الناس ولا عايشين معاناتهم، لو قرصهم الجوع كانوا اتحركوا، ولو صحوا على بكاء الصغار يطلبون الخبز والحليب كانوا فكروا، ولو أنهم أصبحوا وأمسوا يفكرون في الدواء والكساء والإيجار لتباروا في إيجاد الحلول ووضع حد للمعاناة التي طالت وتمددت.
الدايرة أقوله إن هذا الارتفاع المخيف في سعر الصرف ينبئ لا محالة بغلاء فاحش أكثر مما هو الآن ويشي بأزمة اقتصادية ستوقظ ثورة الجياع وتحرضهم على الرفض بصوت عالٍ، وعندها أخشى على بلادنا أن تدخل في دائرة الانفجار.. والناس كان جاعت لا تتوقعوا كيف وبأي شكل ستكون أفعالها.. فهل من مستمع وهل من مجيب؟؟
{ كلمة عزيزة
اتصلت عليّ سيدة من الذين امتثلوا لقرارات المملكة العربية السعودية الأخيرة في ما يخص المقيمين بها، وقالت لي السيدة “إقبال” إنهم عادوا إلى السودان ولم يكن في حساباتهم العودة الآن لكنهم امتثلوا للواقع وبدأوا في محاولة توفيق أوضاعهم، وأخبرتني أنهم سبق أن اشتروا قطعة أرض في الوادي الأخضر ويومها روجت لهذه الخطة الجهات المسؤولة وهم وثقوا بها على أمل أن يبنوها في المستقبل، لكن عند عودتهم اكتشفوا أنها مجرد أرض قاحلة بلا خدمات ولا حتى ما ينبئ أن هناك خدمات في القريب العاجل.. فمن المسؤول بالله عليكم عن هؤلاء الذين عادوا بعد أن ضاقت بهم بلاد الغير ليجدوا بلادهم بهم أيضاً تضيق.
{ كلمة أعز
اللهم لك الحمد والشكر.