ربع مقال
لا تسألوا إلا الله
خالد حسن لقمان
يذكر الشيخ “محمد المختار الشنقيطي” أن رجلًا تنكدت عليه وظيفته، لقيته يومًا وقد أصفرَّ وجهه ونحل جسمه وهو في حزن وألم، فسألني عن بعض من يتوسط له في حاجته. قلت له: هناك من يحل لك الموضوع ويكفيك همك. قال: يؤثِّر على فلان رئيس الإدارة؟ قلت نعم يؤثِّر. قال تعرفه؟ قلت: نعم أعرفه. قال اتستطيع أن تكلمه؟ قلت: نعم أكلمه، وتستطيع أن تكلمه أنت. قال من .. ؟ قلت: الله.
فتعجب الرجل وخرج من عندي وقد قلت له جرب دعوة الأسحار، ألستَ مظلومًا وقد ضاع حق من حقوقك. قال: بلى. قلت: قم في السحر كأنك ترى الله واشكو إليه كل ما عندك.
وشاء الله بعد أسبوع واجهته، وإذا بوجهه مستنير ومستبشر. قال: والله قمت من مجلسك ولم أبحث حتى عن ذلك الرجل الذي كنت أوسّطه، وعلمت أني محتاج إلى هذا الكلام فمضيت إلى البيت ومن توفيق الله إنني قمت في السحر كأن شخصًا أقامني.
فصليت ودعوت الله وُلذتُ به كأنني أراه، وفِي الصباح مررت على إدارة معينة لم أرَ مانعًا من السؤال فيها، كأن شخصًا يسوقني، فدخلت على رئيس تلك الإدارة، وإذا به يقوم من مقعده ويرحب بي ويقعدني بجواره ويسأل عن أحوالي. فأخبرته حالي فخيَّرني بين وظيفتين أعلى مما كنت أطمع فيه. فقمت وأنا لا أكاد أصدق وانتهت معاملتي في ثلاثة أيام، وزملائي قد تعينوا قبلي بعشرة أيام ما انتهت معاملاتهم.