تقارير

كبري النيل الأزرق يوميات ما بعد الإغلاق.. اختناقات وزحام كبير

تذمُّر وسط سائقي الحافلات وبعضهم هدَّد بالخروج عن خط بحري الخرطوم
(مرور) الخرطوم تستنفر جميع ضباطها وعساكرها لفك الاختناقات
تقرير – محمد أزهري
قبل تنفيذ إغلاق جسر النيل الأزرق الرابط بين محليتَيْ الخرطوم والخرطوم بحري تنبأت شرطة المرور بحدوث اختناقات مرورية وكثافات عالية بمداخل كل من جسر “المك نمر” والقوات المسلحة، قد تمتد إلى داخل المدينتين، لكنها وضعت احتياطاتها لتفادي هذه الاختناقات بداية من يوم (الأحد)، وحتى نهاية يوم (الخميس) في كل أسبوع.
لكن كثافة الحركة وضغط المركبات على جسرَيْ القوات المسلحة و”المك نمر” من الجانبين الخرطوم وبحري خصوصاً في وقت الصباح خلق اختناقات حادة في اليوم التالي لبدء الإغلاق وساد جو من الحنق والسخط بين سائقي المركبات والسيارات الخاصة لم يخلُ من توجيه سهام النقد للجهات المسؤولة عن إغلاق الجسر وهي وزارة البني التحتية والطرق والجسور بجانب شرطة مرور ولاية الخرطوم.
خروج عن الخط
عبَّر عدد من سائقي حافلات المواصلات بخط بحري الخرطوم في حديثهم لـ(المجهر) عن استيائهم لعملية إغلاق الجسر وعدّوها خطوة غير موفقة دون معرفتهم لحاجة الجسر لأعمال تأهيل، وقال بعضهم، إن إغلاق كبري الحديد سيلحق بنا خسارة كبيرة في الزمن وصرف الوقود نتيجة الزحمة الكبيرة التي تحدث كل يوم، فيما عبَّر آخرون بأن إغلاق الكبري سيضطرهم للخروج عن خط الخرطوم بحري نسبة لعدم تكافؤ الصرف مع الدخل.
الحركة طبيعية
وقال مصدر شرطي مطلع لـ(المجهر)، إن الزحمة التي حدثت في اليوم الأول هي أمر متوقع لا ننكره، لكننا نجحنا في تفاديها بإجراء تحويل للمسارات عندما تتطلب الحاجة، وهذا ما نفعله يومياً، وأضاف أن الحركة تعطلت في اليوم التالي للإغلاق بجسر القوات المسلحة بسبب تعطل سيارة أعلى الجسر ونجحت القوات المرابطة في سحبها وإعادة الحركة لطبيعتها، وكشف المصدر أن الحركة هذه الأيام تشهد كثافة في الفترة الصباحية وتعود عند الحادية عشر والنصف أو الثانية عشر منتصف النهار إلى طبيعتها، كما هي قبل إغلاق الجسر، وبقية اليوم كذلك، وتابع: إن شرطة مرور ولاية الخرطوم كثفت وجودها وانتشارها  واستنفرت معظم ضباطها وجنودها  للمرابطة بالميادين خصوصاً مداخل الجسرين في بحري والخرطوم وتعمل بهمة عالية وتدخلات سريعة لفك الاختناقات بتحويل المسارات حسب المسار الخالي من الحركة.
سبب إغلاق الجسر
قال مدير عام هيئة الطرق والجسور ولاية الخرطوم المهندس “الصافي أحمد آدم” في تصريح لـ(المجهر) يوم إغلاق الجسر، نعيد تأهيله، لأن حقيقة هذا الجسر لا يحتاج لصيانة فقط، بل يحتاج لتأهيل كامل من جديد، لأنه أنشأ منذ العام (1907)م، لذلك يُعد الآن من شيوخ الجسور في السودان.
وأضاف “الصافي”:  أجرينا عليه عدداً من الدراسات مع الشركة المنفِّذة وهي شركة إنجليزية، واتضح لنا أن الجسر به مشاكل إنشائية كبيرة جداً من حيث المنشآت التحتية داخل المياه والفوقية (الجملون الحديدي)، وكذلك به حركة غير عادية من كل النواحي أفقية ورأسية وبـ(الجنبات)، لذلك آثرنا لسلامة المواطنين أن نغلق هذا الجسر ونعيد تأهيله تأهيلاً كاملاً، ونطمئن الناس بأن هذا التأهيل سيعيد للجسر أكثر من (50) سنة، قادمة، حسب إفادة الشركة المصمِّمة التي استجلبت معدات من خارج وداخل السودان. وتابع مدير عام الطرق والجسور في حديثه لـ(المجهر) قائلاً:  نحن اتفقنا مع المقاول بعقد لمدة عام، لكن مارسنا عليه ضغطاً على أن يكمل أعمال التأهيل في (8) أشهر، أما بالنسبة لحركة المرور، أيضاً، وضعنا خطة بديلة مع إدارة شرطة المرور لكل مستخدمي هذا الجسر.
المسارات الجديدة
قال العقيد “عماد هاشم” التابع لعمليات شرطة مرور ولاية الخرطوم في تصريح للصحيفة (الجمعة) الماضية، قفلنا الكبري بعد ترتيبات دقيقة للطرق البديلة مثلاً: من ناحية بحري يكون طريق النقل الميكانيكي اتجاه واحد من الغرب للشرق إلى أن تصل دوران السكة الحديد دون حدوث تقاطعات حتى تدخل شارع كسلا والحركة تكون منسابة طبيعي، بجانب أن يكون شارع السيد “علي”، أيضاً اتجاه واحد من الشرق للغرب حتى دوران السكة الحديد. أما شارع الإنقاذ القادمين من الشمال للجنوب يدخلون بسينما الحلفايا أو يميناً غرب الزوادة وحتى شارع السيد “علي”، والقادم من الشرق أو موقف شندي القديم بشارع كسلا يأخذون يميناً، وأضاف: إن الحركة ستكون انسيابية ودائرية دون تقاطعات تفادياً للاختناقات، ونحن نتوقع حدوث حركة كثيفة وضغط كبير على كبري “المك نمر”، لذلك سنجري فتحات ونضع علامات بشارع قصر الصداقة بالاتفاق مع المهندسين، لأن كل الشوارع حتكون اتجاه واحد ودائرية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية