حوارات

نائب رئيس مجلس الوزراء القومي وزير الاستثمار "مبارك الفاضل المهدي" في حوار مع (المجهر)

نتوقع مقاومة في تنفيذ مخرجات الحوار بتصفية  (الشركات الرمادية وقانون النظام العام)
الجهاز التنفيذي بيد العسكريين وهم أكثر قومية من الحزبيين
اتوقع تسوية سياسية سريعة مع مجموعة “عبد العزيز الحلو” لأنه عسكري أكثر من كونه سياسياً
دعا نائب رئيس مجلس الوزراء القوى إلى ضرورة تقوية الأحزاب السياسية عبر إعادة هيكلتها ومنح مساحات لعضويتها بإبداء الرأي والرأي الآخر بدلاً من الاعتماد على إشارة الزعيم أو تفكير الزعيم، مشيراً إلى ضرورة إعلاء قيمة الوطن على الحزب والفردانية وبرر “مبارك” تكرار تجربته والمشاركة في الجهاز التنفيذي مع المؤتمر الوطني في حكومة الوفاق الوطني، وعدم خشيته من تكرار تجربة 2002- 2004 إلى حدوث تغيرات كبيرة في المؤتمر الوطني، مشيداً بتجربة حُكم العسكريين، برئاسة الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”، قائلاً إن كل القضايا تتم مناقشتها داخل مجلس الوزراء، عكس تجربته مع النائب الأول السابق “علي عثمان محمد طه”، لأن القضايا كانت تتم مناقشتها في إطار حزبي ضيق.
 “الفاضل” الذي شارك في مؤتمر حزبه بحاضرة الولاية الشمالية دنقلا، حرص على التحدث باسم مجلس الوزراء أكثر من لسانه الحزبي. جلسنا مع بعض الزملاء وأجرينا معه الحوار المشترك التالي:
حوار – وليد النور

{هل للولاية الشمالية دلالة رمزية لدى قيادات حزب الأمة؟
الولاية الشمالية من الولايات الأكثر انسجاماً في الولايات، وتخلو من الصراعات القبلية والسياسية ومزاج قياداتها وفاقي لأنهم أكثر وعياً في القضايا السياسية والحضارة القديمة.
{تأخر قيام مؤتمرات الولايات هل تأثر بعملك في الجهاز التنفيذي؟
أبداً ولكن المؤتمر انعقد قبل موسم الحصاد الشتوي، ونحن عاوزين نقدم قيادات جديدة والمسؤولية أصبحت كبيرة، فيجب أن تتقدم قيادات الأحزاب وعدم الهروب من المسؤولية وترك الأمور بيد الرئيس والزعيم، لأن لكل شخص مهام محددة يؤديها.
{ واضح أن “مبارك” يضع الوفاق الوطني هدفاً  للتصويب نحوه.. هل لأنه يمثل قيمة أم لأنها أدخلتكم الحكومة؟
طبعاً هذه القاعدة التي ننطلق منها الآن وهي مهمة، لأنها أولاً منطقتنا كلها تعاني من اضطرابات شديدة، والسودان عانى من الصراع لفترة طويلة والصراعات الآن انتقلت للكيانات السياسية، الجبهة الثورية والجبهة الشعبية والحركة الإسلامية وحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي، كل هذه الأحزاب انتقلت إليها الصراعات.
{هل يوجد خلل في تركيبة الأحزاب؟
هناك خلل وهذا الخلل ادى إلى هذا الوضع، والمشكلة المعضلة هنا هي أن عدم الاستقرار السياسي والصراع على مدى ستين سنة انعكس على المنظومات السياسية والظروف المعيشية والاقتصادية في السودان
{هنالك تحديات؟
التحديات أصبحت كثيرة، حتى الدول التي تجاورنا وظروفها الاقتصادية مثل السعودية ودول الخليج ظهر فيها الغلاء وبدأوا يخرجون من الدعم ويحملون المسؤولية للمواطنين، وأصبح البترول يزيد والكهرباء تزيد والآن دبي ستفرض قيمة مضافة على السلع، يعني التعقيدات العالمية وأثرها أصبح منظومة وتشكل تحدياً كبيراً فضلاً عن قضايا الإرهاب والهجرة غير الشرعية والصراعات الموجودة في مصر وسوريا والعراق واليمن، نحن أيضاً كانت لدينا هذه الصراعات والحروبات ووقفت لها سنتين في إطار مبادرة، وهي مدعومة أفريقياً وإقليمياً، إذاً نحن حتى نوقي بلدنا من النتائج الكارثية يستوجب أن نركز على إنجاح الوفاق الوطني. وحتى ينجح لابد أن نعلي من قيمة الوطنية والتلاحم في القضايا الكبرى على الذاتية الحزبية، وهذا مهم جداً للمرحلة القادمة، لأننا نريد إكمال السلام، الآن الحرب واقفة لكن ما عندنا اتفاق سلام. 
{ولكن لازال الحوار يسير ببطء؟
مخرجات الحوار هي ليست مسألة أن تفتح الباب فقط بالمفتاح وانتهت القصة، هي عملية طويلة فيها سياسات وفيها إجراءات وقوانين وتعديلات دستورية وهذا يحتاج إلى مناخ سياسي، لأنك  تذهب من الأسهل إلى الأصعب وهنالك أشياء سهلة مثلاً تغيير الساعة ولا يمكن يكون فيها (شكلة) أنت غيرت الساعة، هذه واحدة من التوصيات ستأتي لأشياء أصعب.
{مثل ماذا؟
 التعديلات القانونية منها قانون النظام العام، وهنالك ثلاث مواد مفروض تحذف  مثل الإزعاج العام والزي الفاضح ستجد مقاومة من بعض الناس يرفضوا هذه المسألة، وهكذا أنت ستذهب في إجراءات دستورية وقانونية وسياسية، مثلاً لدينا توصية اسمها تصفية الشركات الرمادية، وهي شركات لديها لون سياسي. فأنت عندما تذهب إليها ستجد مقاومة لأن مصالح البعض ستضرر هذا يحتاج إلى مناخ وفاقي، ويحتاج إلى إكمال باقي ملفات التسوية..
 لماذا؟
  قوة الدفع كلها تتوجه نحو تنفيذ هذه المخرجات، أنا دائماً اقول إن المشكلة ليست في المخرجات، ولكن في تنفيذها، وهو يحتاج لقوة دفع وهي تحتاج من الناس أن يؤمنوا بأنها والحل والناس الماسكين السلاح، أن ينضموا لهذه المسيرة حتى يعطوها قوة دفع للتنفيذ في مواجهة التحدي أمام التنفيذ، هذه هي البداية التي نريدها، عندما نأتي لتنفيذ هذه المسألة سندخل في قضايا كبيرة ودستور جديد وسندخل في قوانين جديدة وتحدي انتخابات وقضايا كثيرة، حتى الحكم المحلي هو تحدي أنك كيف تنتج حُكم محلي ومجالس محلية تمثل المواطنين في الأحياء.
{هل ستعود المجالس المحلية؟
حقيقة تعود ليست مزروعة بناس ليمارسوا سيطرة سياسية، لأن السيطرة سياسية ستكون ذبحت الهدف من أنك تريد ناس يديروا الخدمات في هذه المحليات، نحن ماشين لهذه المرحلة وهي مرحلة مهمة إذا استطعنا أن ندفع بعجلة الوفاق والتنفيذ سنأتي لمرحلة انتخابات وغيرها، إذا لم  نضع حسابات وحصل أي خطأ في هذه النقطة بأن حدة التنافس أو حصل أي تلاعب يمكن أن يرجعنا إلى المربع الأول، ولذلك نريد نذهب إلى المرحلة القادمة بدرجة توافق أكبر، يعني مسألة الانتخابات يجب أن ندخلها باتفاق، بقدر المستطاع أن نمتص جانب الصراع الذي يمكن أن ينشأ نتيجة للتنافس.
{ماهو التوافق الذي تقصده، يعني كيف ستكون الرئاسة وكيف الولايات، تبقى كيف، هذا التوافق يراعي الرغبات الشعبية ويمنع أي طرف يحاول يؤثر على الانتخابات أو يغير نتيجتها بصورة غير قانونية، أو الصراع وحده. والتنافس ستؤدي إلى مرارات تجهض المشروع،
{لماذا؟
لأننا نحتاج اقل حاجة لعشر سنوات استقرار قبل أن نذهب لتنافس حقيقي، لأن أحزابنا نفسها غير جاهزة وتحتاج إلى إعادة بناء لعمل ممارسة ديمقراطية حقيقية، الآن هي لو دخلت الصراع لن يكون لها ممارسة ديمقراطية حقيقية لأنها في ذاتها سيكون فيها صراع، نحن نحتاج لمرحلة لإعادة بناء أحزابنا. ونهج والي الولاية الشمالية الذي طبقه نريده يعمم لأنه حيد نفسه من قصة أنه مؤتمر وطني هو والي الناس كلهم، والنقطة التي أثارها الأخ رئيس الجمهورية، بأنه يريد من الأحزاب أن تتحد، هو ذكر لي هذا الكلام في 2002 وليس بجديد. وقال لي أنا درست في ماليزيا وأعجبت بالتجربة الماليزية بأن الناس عملوا جبهة والأحزاب اتحدت وعملت الاستقرار والتنمية في ماليزيا، لماذا نحن لا نقوم بعمل اتحاد ما بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني حتى قال لي نحن نسميه مؤتمر الأمة الديمقراطي،
{لازال الوضع الاقتصادي غيرمطمئن؟
 نحتاج لمرحلة تضميد جراحنا في دارفور في النيل الأزرق وجبال النوبة وبناء  اقتصادنا لأن هنالك تحديات كبيرة حولنا منها الاضطرابات في ليبيا وتشاد وغرب أفريقيا، ورغم أن الناس يشتكوا من الأوضاع الاقتصادية ولكن ظروفنا أفضل من غيرنا. لأن هنالك (6) ملايين من هذه الدول يأتوا للعمل في السودان، ونحن حدودنا مفتوحة وصعب نسيطر عليها، ونحن بحمد الله الآن الاضطرابات أصبحت تنحسر ومنذ سنتين توقفت الحرب والأفضل لنا أن نلملم ونجود شغلنا الآن. حتى لا يحدث لنا عودة لهذا الصراع لأننا لو عدنا للصراع وانفلت الأمر في ظل الحاصل من حولنا يعني ممكن تكون عواقبه خطيرة جداً، حتى فك الحظر والتطبيع الأوروبي هذا كله جاء بأسبابه أن السودان أحسن (نلفاه) قبل أن يحصل به شئ، وفي الظروف التي حوله لأنه لو حصلت حاجة يمكن تعمل هزة كبيرة للأمن الإقليمي والعالمي.
{دارفور رغم توقف الحرب ولكن لازالت المعسكرات تشكل مشكلة؟ 
المسألة السياسية، دارفور الآن محتاجة للأمن حتى يرجع الناس إلى قراهم، والآن إجراءات تأمين الوضع في دارفور ماشة، التمرد أصبح غير موجود، والناس الموجودين شغالين في ليبيا وجنوب السودان، لكن غير موجودين في دارفور، أنا التقيت بمجموعة من قيادات هذه المعسكرات في الشهر الماضي، وتحدثنا عن أنهم هم أنفسهم قبل ستة شهور كتبوا لي مذكرة من معسكر “أبو شوك”، أنهم يريدون العودة أما بتوطينهم في المدن أو يأمنوا لهم مناطقهم ويرجعوا، لأن المعسكرات بالنسبة لهم أفرزت وضعاً اجتماعياً خطيراً أثر على أولادهم وبناتهم، وأنا اجتمعت معهم قبل أسبوعين الناس عندها استعداد ترجع، صحيح. هنالك مجموعة لديها علاقة “بعبد الواحد” لها موقف محدد في اتجاه واحد، لكن هذه المسألة ستكون معزولة. لأن المبدأ والتوجه العام هو للسلام والاستقرار. وبعض مواد الإغاثة تباع في الأسواق.
 {ولكن الدعم العالمي مستمر للمعسكرات؟
الآن الأوروبيون والمنظمات العالمية التي تدعم هذه المعسكرات، لاحظت لهذه المسألة فقامت منذ العام الماضي بخفض الدعم إلى النصف يعني بدأت في تجفيفه باعتبار أن هذه المسألة أصبحت في معظمها تجارة، واتذكر بعد الجفاف الذي حدث في الأعوام  84-1985 عملت حالة اتكالية شديدة جدا إلى أن  تم سحبها والناس رجعت إلى أعمالها، أنا دارفور لا ارى فيها مشكلة.
{ما موقف الأروبيين من انقسام الحركة الشعبية ؟
طبعاً تقديرات الغرب أن الحركة الشعبية انقسمت على مستوى القيادة إبعاد “عقار” و”عرمان”، لكن القوى الرئيسية للجيش الشعبي ابناء (النوبة) موحدين مع “عبد العزيز الحلو” الذي التقى بهم وقال لهم أعطوني فرصة لقيام المؤتمر.
{ماهي توقعاتك. هل ستتفاوض الحركة أم تتماطل؟
أنا اتوقع رغم تعلية السقوف التفاوضية والكلام عن الجيش وتقرير المصير أن التسوية ستكون سريعة، لأن “عبد العزيز الحلو” نفسه ليس لديه جوانب من مماطلة ومراوغة وهو عسكري أكثر من أنه سياسي والجنوب سحب البساط الجنوب ولا يريد الدخول في صراع مع الشمال ولا الشمال يريد الدخول في صراع مع الجنوب، فإذا الجنوب تم تحييده، والغرب سحب دعمه للحركة، وأمر بوقف الحرب،
هل توقف الحرب لمدة سنتين لها أثر في تحقيق السلام ؟
وقف الحرب سنتين خلق حالة من الهدوء والاسترخاء وبالأمس أخونا معتمد السلام في كادقلي حكى لي أنهم في الفترة الماضية فتحوا الحدود والمواطنين يأتوا من مناطق الحركة يسلموا على أهلهم والمسألة أصبحت طبيعية وإنه حتى العسكريين الناس مزاجها أصبح مزاج سلام. وبالتالي اتوقع موضوع الجبال ينتهي، موضوع ناس “مالك” هم الآن يشكلوا في جبهة جديدة في معظمها ستكون سياسية ما عدا جيب صغير مع “مالك” في النيل الأزرق، وهي لا اعتقد أنها ستصمد بدون الآخرين.
{ هل حاولت عبر علاقاتك الشخصية الاتصال بجناح “عقار” و”عرمان”؟
لا.  الآن لا يوجد اتصال بيني وبينهم في هذا الإطار، لكن ارى قوة الدفع كلها تدفعهم في اتجاه التسوية، وما قلناه لهم من قبل لم يعملوا به،  والنتيجة رأوها على الأرض، نحن قلنا لهم الحرب انتهت.  الغرب ضرب الصفارة الظروف الإقليمية تغيرت خلاص أهبطوا هبوطاً اضطرارياً، هم اعتقدوا أنهم يمكن أن يستمروا عن طريق علاقاتهم إبقاء العقوبات على السودان، ويمكن أن يغيروا الوضع الإقليمي. وفي النهاية ما حدث أن الظروف التي ادت لانفجار الموقف الداخلي، يعني الموقف الداخلي، ما كان لينفجر لولا ضعف وضعهم إقليمياً ودولياً وهو الذي فجر الصراع الداخلي الكامن، فلو سمعوا نصيحتنا كان جاءوا في ظرف أفضل ووفروا على أنفسهم هذا الانقسام الذي حدث هم قرأوا الأمور بصورة مختلفة والنتائج جاءت عكسية، الآن أيضاً إذا لم يستفيدوا من هذا الظرف ستحصل مزيد من التداعيات والانقسامات، وفي النهاية المسألة كلها تتفرتق، حتى ما حصل أنها كل مجموعة عسكرية تعمل تسوية وكل قائد يعمل تسوية، مثلما حدث لمجموعة دارفور، أنهم أصبحوا يقيموا أنفسهم بالعربات هذا لديه عشر عربات هذا القائد فلان، القائد فلان جاء عمل اتفاق في النهاية إذا لم يسرعوا في الاستفادة من هذا المناخ سيحدث هذا الواقع وستكون هنالك تداعيات وهذه المسألة ستتفرتق لأن مقومات بقائها زالت والقوى التي تدعمها لم تعد موجودة.
{ أنت كرجل دولة أيهما أفضل التفاوض مع “عقار” و”عرمان” في ظل غياب القوى العسكرية الأكبر أم مع “الحلو”؟
طبعاً عقار اتفاوض معه في أنو يجي لكن الثقل الآن للنوبة، وهم القوة العسكرية الأكبر والمؤثرة أكثر ولديها منطقة جغرافية أكبر، وهي أم الحركة، الأم الحاضنة الرئيسية للحركة (ديك ما حاجة مرادفة) وليست أساسية حتى عسكرياً ليس لديها القوة التي عند النوبة وهم الذين كانوا يسندوا الجانبين.
{ أنت شاركت من قبل وغادرت وهذه المرة الثانية للمشاركة. ما الذي تغير في المؤتمر الوطني؟
أشياء كثيرة تغيرت والمؤتمر الوطني نفسه حدثت فيه  متغيرات، كما المنطقة من حولنا حصلت فيها متغيرات سياسية. والسودان تغير في سياساته الخارجية وتحالفاته بناء على التغيرات الحصلت في المؤتمر الوطني تغيرت، الوضع السياسي كله تغير، الآن نحن القيادة التنفيذية أصبحت لدى العسكريين وهم اكثر قومية من الحزبيين. وأنا شاركت في 2002 -2004 كانت المسؤولية التنفيذية عند “علي عثمان محمد طه”  وكانت تدار على أساس حزبي ضيق وتدار خارج المؤسسة الحكومية ومجلس الوزراء. الآن تحت قيادة الفريق “بكري” كرئيس مجلس وزراء يطبق المؤسسية بحذافيرها ويعطي القطاعات الوزارية صلاحيات كبيرة ولا شئ إلا عبر القطاعات وحتى لو مرت بالغلط بترجع إذا لم تجاز في القطاعات ونحن كرؤساء لهذه القطاعات لدينا اجتماعات دورية ولدينا صلاحياتنا لا يتدخل في هذه الصلاحيات، وأنا ارى الفرق بين إدارة حزبية ضيقة جداً لا تحضر القضايا في مجلس الوزراء، والمجلس كان عبارة عن شكل صوري موجود والآن كل القضايا تناقش في مجلس الوزراء والقطاعات في مجلس تمارس صلاحياتها بصورة كبيرة في إدارة الشأن اليومي والتنفيذي والقضايا السياسية نفسها تناقش.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية