شهادتي لله

حلايب (سودانية) .. و"مصطفى عثمان" كذلك!!

{ إن كان من بين جميع قادة ووزراء (الإنقاذ) ومستشاريها، رجل (واحد) يستحق (نجمة الإنجاز) السياسي والدبلوماسي، لنجاحه في (إعادة) تطبيع العلاقات بين السودان ومصر وردم الهوة السحيقة التي أحدثتها محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق “حسني مبارك” في أديس أبابا عام 1995م، ونزع فتيل المواجهة (الحربية) بين البلدين الشقيقين، إذا كان رجل واحد فعل ما فعل، وحده، دون غيره، فهو الدكتور “مصطفى عثمان اسماعيل” وزير الخارجية الأسبق.
{ و(المصريون) يعرفون ذلك جيداً.. السابقون في الحكم.. واللاحقون.. من زمن “مبارك” إلى زمن (الإخوان) و”مرسي”.
{ والدبلوماسيون (العرب) و(الأعاجم) أيضاً، يعرفون، ويفهمون، وآخرون بيننا لا يفهمون، وصفوا الرجل ذات يوم بأنه (رجل مصر في المؤتمر الوطني)!!
{ ورغم ذلك ظل “مصطفى عثمان” هو الأقوى مواقفاً وصلابة، في حضرة الرئيس “مبارك”، في ما يتعلق بقضية (حلايب)، عندما كان وما يزال البعض يستحي، ويبحث لها عن مكان (خارج الذاكرة) حين تلتئم الاجتماعات، وتفتح الملفات للحوار بين مسؤولي البلدين.
{ ولهذا كان د.”مصطفى” منطقياً، وواقعياً، وشفافاً عندما صرح قائلاً (افتتاح الطريق البري بين مصر والسودان مربوط بتسوية ملف “حلايب” والاتفاق على كونها منطقة تكامل بين البلدين).
{ هذا هو الاشتراط المطلوب من رجل دولة قوي، ودبلوماسي حاذق، يعرف متى وكيف يطلق رسائله بمهارة واحترافية، جعلته على كرسي وزارة الخارجية من (وزير دولة) إلى (وزير) لنحو عشر سنوات، في زمن حصار الدولة المطبق، وفقرها المدقع.
{ ورسالة القيادي والدبلوماسي الأرفع (المنتخب) إلى المكتب القيادي للحزب الحاكم في السودان، ضمن أعلى (5) قيادات نالت (أصواتاً) في انتخابات (مجلس الشورى) للتصعيد للمكتب القيادي، من بين (المئات) من (الشيوخ) و(الشباب)، رسالته – وهي رسالة الدولة التي تحترم شعبها وتحافظ على حدودها – كان ينبغي أن تسبق زيارة الرئيس “البشير” إلى “القاهرة” الأحد المقبل.
{ وما فائدة الزيارات والرحلات واجتماعات اللجان المشتركة، ورحلات وزير الخارجية المستمرة إلى (شمال الوادي) إن لم تفلح في تسوية ملف “حلايب”، وتضميد الجرح السوداني الغائر؟!
{ وما هو الفرق إذن بين نظام الرئيس “مبارك”، ونظام (الإخوان) الجديد، إذا كانت ذات السياسات والمناهج هي التي تحكم ملفات العلاقة بين البلدين؟!
{ لا بد أن ينظر الرئيس الدكتور “محمد مرسي” باهتمام أكبر، وجرأة أكثر، و(حقانية) و(عقلانية)، لأزمة مثلث “حلايب” المكتومة منذ دخول الجيش المصري للمثلث قبل (17) عاماً فقط!!
{ والغريب أن التلفزيون المصري ظل يحرص في نشرة أحوال الطقس على حالة درجات الحرارة في “حلايب” و”شلاتين”، يومياً ومنذ عدة سنوات، دون أن يهتم بدرجات الحرارة في “أسيوط” أو “بورسعيد”، وذلك لتأكيد (السيادة المصرية) على تلك الأرض (السودانية) المحتلة!!
{ (الانهزاميون) و(المرتجفون) دائماً وفي كل الاتجاهات، هم الذين يريدون للسودان أن يسكت على انتزاع أراضيه بالجملة والقطاعي، من “حلايب” إلى “الفشقة” إلى “سماحة” و(14 ميل)!!
{ الدبلوماسية ليست هكذا.. كلما تلقى خدك الأيمن صفعة من أحدهم، أدرت خدك الأيسر!!
{ أحسنت صنعاً.. عزيزي الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية