(المجهر) في حوار مع والي ولاية سنار "الضو الماحي"
زيارة مساعد رئيس الجمهورية كانت ناجحة واطمأن على سير حكومة الوفاق الوطني
الولاية خالية من السلاح رغم انفتاحها مع الجنوب
هذا ما سنقدِّمه للمستثمرين الوطنيين والأجانب
أدخلنا تقانات جديدة زادت من الإنتاجية وإنتاج الموز وصل مائة طن
ارتفع إنتاج فدان القطن إلى عشرين قنطاراً، والسودان موعود بعودته للأسواق العالمية من جديد
حوار – صالح حبيب
خلال زيارة مساعد رئيس الجمهورية الباشمهندس “إبراهيم محمود حامد”، إلى ولاية سنار بغرض الوقوف ميدانياً على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بجانب الوقوف على أعمال الحزب ومجلس الشورى والاستعداد إلى الانتخابات القادمة، كان لابد أن نجلس مع واليها الأستاذ “الضو الماحي”، ولكن نسبة لبرنامج الزيارة المضغوط استطعنا أن نجلس معه جزء من الوقت، حاولنا أن نخرج منه بإفادات حول تقييمه لزيارة السيد المساعد، وهل يوجد بالولاية سلاح يعكِّر صفوها كما هو موجود -الآن- بولايات دارفور وكردفان، وما هي الخطة التي اتبعها في حزب المستثمرين الوطنيين والأجانب، هذا إلى جانب بعض الأسئلة الأخرى، فلم نستطع العديد من الملفات، لأن الوقت قصير وتم تنبيهنا بأن طائرة السيد المساعد في طريقها إلى الإقلاع، كان معي الأخوين “عبد الماجد عبد الحميد” والأستاذ “بكري المدني”.
{ما هو تقييمكم لزيارة مساعد رئيس الجمهورية الباشمهندس “إبراهيم محمود” للولاية؟.
أولاً، نحن نشكر الأخ مساعد رئيس الجمهورية لهذه الزيارة، وهذه هي الزيارة الثانية، الأولى كانت في المؤتمرات التنشيطية، وفي هذه الزيارة جاء لمقابلة حكومة الوفاق الوطني، وممثلاً لحزب المؤتمر الوطني في هذه الآلية، للاضطلاع على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، واطمأن على تكوين الحكومة التي شُكَّلت على حسب الموجهات، ومعروف أن الحزب مرجعيته في المركز، ولكن أنشطته فيدرالية، ونحن التزمنا بالحصة المقرَّرة للأحزاب الأخرى بمشاركة (8) وزارات، بنسبة (50)، واطلع المساعد على أداء الحكومة في الفترة الماضية، بجانب هذه الزيارة التي وقف فيها على قضية الزراعة التشاركية، وسنار من الولايات المعوَّل عليها لما تنعم به من استقرار وأمن يمهِّد الطريق للإنتاج والإنتاجية، وهذه الولاية بها خمس ضفاف، ممثلة في النيل الأزرق والدندر والرهد ومسطحات مائية تجعلها في مقدِّمة الولايات التي ترفد الاقتصاد، ولذلك بدأنا منذ سنتين بقضية الزراعة التشاركية، وهي رأس المال السوداني يشارك المزارعين في أرضهم ويقوم بالتمويل ويتم شراء المحصول بعد خصم التكلفة التمويلية، وهذه خففت العبء على البنوك. عندما توليت منصب الوالي وجدت المشاريع المروية معطَّلة لمدة ثلاث سنوات، نسبة للديون التي بلغت (70) مليوناً، لم يتم استردادها، وكان القطن المزروع (1900) فدان، وفي هذا العام وصلنا إلى أكثر من ذلك في المطري والمروي، ولذلك نحن مع خط خصخصة وتسليم القطاع الخاص لهذه المبادرات، لأنه يمتلك رأس المال وإدارة استثمارية.
*هذا يعني أن المستثمر في القطاع الخاص أفضل؟.
الحمد لله رب العالمين، الجهد الذي بذل في الإنتاجية أدخلنا تقانات، وهذا زاد قناعة الناس للخروج من دائرة الزروع إلى المحاصيل ذات النقد الأجنبي مثل: السمسم، حيث تمت زراعة 2 مليون فدان، وهو يعادل (60%) من المزروع في السودان، وقد حصل تطوير للبذور ونوع السمسم والإنتاجية -الآن- وصلت إلى (6) قناطير، وهذا يحقق ربحية، ولدينا إنتاج في الموز (100) ألف طن، فيها (30) ألف، صادر، ولدينا مركز لتعبئة الصادر وتجهيزه، والآن عملنا عقودات لكهربة المشاريع والكهرباء متوفرة، ونحن إن شاء الله، نستطيع القول إننا سنعبر بقضية الإنتاج والإنتاجية.
*ملاحظ أن هناك أراضي واسعة تمت زراعتها قطناً، وحتى القطاع الخاص أمثال “معاوية مأمون البرير” دخل في مجال زراعة القطن، هل يمكن أن يعود السودان مرة أخرى إلى الأسواق العالمية من خلال الإنتاجية العالية للقطن؟.
القطن فيه جانب إيجابي، وسنار بتاريخها معروفة بالزراعة المروية، وقبل خزان سنار، كانت كسوة الكعبة من قطن سنار، ولذلك القطن واحد من المحاصيل المعروفة، وأنا افتكر أن ما سمعته من أرقام قديمة في مشروع الجزيرة فقط، ويتحدَّثون عن (400) ألف فدان، وبسيط في جبال النوبة وقليل في القضارف. في 2015م، كنا نزرع (1900) فدان، في سنار، الآن إجمالي المزروع ما بين (400) ألف فدان، وهذه نقلة كبيرة، والآن الفدان الواحد حقق إنتاجية عالية جداً، إذ بلغ متوسطه عشرين فداناً، ونشيد بتجربة القطاع الخاص ممثلاً في الأستاذ “مأمون البرير” الذي جاء إلى الولاية للاستثمار في مجال محاصيل القطن وفول الصويا والذرة الشامية، ونأمل أن يدخل مستثمرون وطنيون في مجال زراعة القطن حتى يعود القطن إلى سابق عهده، وقد وقفنا على تجربة “معاوية البرير”، وإن شاء الله ستكون الولاية واعدة لمستثمرين جدد.
*زار الفترة الماضية النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول “بكرى” الولاية، والآن يزورها مساعد رئيس الجمهورية الباشمهندس “إبراهيم محمود” ما هو سر اهتمام المركز بالولاية؟.
سنار هي كنز، ويكفي أن تحدَّث عنها التاريخ، وعرف مواطنوها تاريخ الحكم والعلاقات الدولية وطرق الحج والتمويل والاستخبارات ورواق السنارية في الأزهر، الآن الدولة التفتت لسنار وهي حقيقة شدَّت من عزمها وستكون على قدر التحدي، ولذلك هذه الرعاية من رئاسة الجمهورية والنائب الأول، وهذا الحراك واضح أن سنار ستلبي ما طلب منها، ونحن لدينا نسيج اجتماعي متماسك واستقرار، والمواطن يسكن حيث الإنتاج، وفي سنجة لا تستهلك أكثر من خمس آبار، وهذا يعني أننا لا نواجه أي مشكلة في مجال المياه.
{هذا يعني أنكم لا تواجهون أي مشكلة في مجال الخدمات؟.
الناس مرتاحة لأنهم يسكنون، حيث العمل والإنتاج، ولذلك لا تواجههم أي مشكلة في مجال الخدمات.
*هناك مشكلة متعلِّقة بسكر السوكي، وهنالك حديث عن سحب مبالغ مخصصة لإنشاء المشروع إلى أي مدى صحة ذلك؟.
هذا غير صحيح، والدولة حقيقة مهتمة، والسيد الرئيس قال إنه ملتزم بقيام مشروع السكر، وعملت دراسات وأحضرت أصناف من خارج السودان وجدوا أن الإنتاج داخل السودان يصلح، لذلك دفعت الدولة مع الإخوة الصينيين حوالي (16) مليون دولار، وفتحت الباب للاستثمار، حقيقة تعثَّرت المسألة، ولكن لم يصدر قرار بسحب هذا المبلغ، لأن المبلغ دفع في بداية التصنيع، والصينيون الآن لهم أكثر من ستة أشهر، وقالوا إن مصنعهم ماضٍ إلى الاكتمال ويريدون إكمال حقهم في المشروع، ولكن الصينيين معروفين بالبطء في تنفيذ المشاريع، ونحن ذهبنا للسعوديين وسيحدث توقيع مبدئي بمستثمرين سعوديين.
*هل سيتحوَّل لشراكة مع السعوديين؟.
نعم، شراكة تشاركية، المزارع له الأرض وتُقدَّم له الخدمات، وهو نظام الجديد.
*هل معنى ذلك ستعيدون الأموال للصينيين؟.
لا، نحن أقنعنا الصينيين، وقالوا سيدفعون (25) مليوناً، ونحن نسير في حل المشكلة ودياً.
*ما هو حلكم لمشكلة الاستثمار والعقبات التي تواجه المستثمرين، خاصة أن ولايتكم واعدة؟.
أنا لديَّ مساحة حوالي (300) ألف فدان، للمشاريع المروية القديمة منذ أن كانت (26) مشروعاً، وحصل لها تجديد والآن الأرض ملك للمزارع والأصول ملك للولاية وطرحنا شراكات بنسبة (40%)، من الأراضي ويزرعوا أصنافاً لا تتعارض مع المحاصيل المعروفة، ونحن عملنا علاقة وناس “زادنا” زادوا في النسبة، ونحن لا نضع أي رسوم وحتى رسومنا نعيد تقييمها وعملناها في شكل أجرة، صحيح في الموز لم نستطع أن نخلق علاقة، لأن إنتاجه ودخل الفدان يصل شهرياً (6) آلاف، وهذا مغرٍ للمزارع ولا يتنازل بأي شراكة، لكن نحن الحمد لله هذه الولاية لديها خمس ضفاف، وفيها حوالي (75) غابة، وهي غابات سنط، عملنا فيها تجربة وتم قطع السنط واستبداله بالمهوقني، هذا الأمر وجد إنتاجية عالية ورعاية وقبولاً، ووزارة الغابات تسعى لتحويل هذا الأمر لشراكة للمزارعين، وهذه لو نجحت الآن مئة ألف طن، تنتج من (10) أفدنة، فقط، ولديَّ (75) لو دخلوا سأنتج (750) في هذا العام في قطاع سنجة، فما بال ولاية النيل الأزرق والجزيرة وكسلا.
{ رغم المتغيِّرات السياسية على المستوى الداخلي والإقليمي، لكن سنار ما زالت مرتبطة بالحرارة الأولى في شعاراتها وأناشيدها ما هو السبب في ذلك؟.
شوف، سنار كانت تحالف لبيتين: العبدلاب والفونج، الفونج سلالة بني أمية جاءوا عن طريق إثيوبيا، والعبدلاب هم عباسيون، ومن باب الغرائب تنافروا في الجزيرة العربية، ولكن التقوا في السودان، منذ أن قامت الدولة هؤلاء الناس عملوا انفتاح، ودولة سنار كانت قيادتها وتأسيسها وإدارتها هم قيادات دولة الأندلس، وسُدَّ الطريق النهري لعدم عودة العلماء والسلاطين.. هذا التاريخ أنا شايف أن هنالك بقية جذور له، وبفتكر لو قلنا الإسلام الوسطي هو المخرج وهو موجود الآن في سنار، ولا يوجد تَشَاد بين الصوفية وأنصار السنة وهم أعدادهم قليلة.
{ تتحدَّث الدولة الآن عن جمع السلاح بولايات دارفور وكردفان، هل هناك أي تأثير عليكم من عملية السلاح؟، وهل الولاية لديها مشكلة في عملية جمع السلاح؟.
السيد النائب سيأتي إلينا، وهنا مفروض سنار تكون معبراً ومحطة، لأنها مفتوحة مع الجنوب، والجنوب يسهل تمرير الأسلحة من خلاله، والحزام الرابط بيننا هو حزام الدينكا، ولا يوجد حراك أو صراع ولا معارضة، ولكن العرب لديهم قليل من السلاح ويعمل بعض التفلتات، والسلاح المزعج أكثر في مناطق دوكة ويستخدموه في النهب المسلَّح.