ربع مقال
لا تشركونا في الحرب القادمة!
خالد حسن لقمان
.. ليس هنالك عاقل يملك عقلاً يعقل به الأمور من حوله ليحلِّل ما يرى ويشعر به ويعتقده.. يمكن أن يقصي هكذا وبكل بساطة الاحتمال الكبير لدخول المنطقة الإقليمية العربية في حرب شعواء لا يعرف كيف سيكون حجمها أو مداها ومن سيشارك فيها ومن سيقودها ويوجهها وأن كان الجميع يدرك الآن من يعد لها ويجهز لساحتها ويرسم لأهدافها وينتظر مآلاتها.. فهاهي الخارطة الجديدة للأوضاع قد استبانت بتفاصيلها..عراق مدمَّر وسوريا محترقة ومصر معتصرة اقتصادياً ومستنزفة عسكرياً وأمنياً ويمن مقسَّمة وليبيا متصارعة إلى نهاية حتمية متوقعة وسعودية متورَّطة في حرب إقليمية تنبئ عن دخول الأصول الداعمة لها إلى ساحتها في حرب كبيرة لا تهدِّد الإقليم وحده، بل قد تدفع بمعطياتها وتطوُّراتها بقية القوى الدولية ليكون المشهد حينها مخيفاً مع وصول الصراع الأمريكي – الكوري والإيراني – الأمريكي إلى نهايات مفصلية خطيرة.. السؤال الذي يهمنا هنا والذي تجب الإجابة عليه عاجلاً يقول : (كيف سيكون موقفنا من هذه الحرب التي باتت قريبة جداً)؟.. لن أجهدكم بالتفكير وسأقول لكم وللجميع أن أفضل خياراتنا فيما يجري الآن وفيما هو منتظر هو الابتعاد عن كل هذا والنأي بأنفسنا بعيداً وبعيداً جداً وهو ما يلزمنا الآن وفوراً التحلُّل من التزاماتنا العسكرية في اليمن وصياغة موقفنا الخارجي بالكلمات الآتية: (السودان حريص على وحدة وسلامة كل الأرض العربية والإسلامية والإقليمية والعالمية من حوله وكافة الشعوب العربية والإسلامية والكتلة البشرية جميعها، لذا فهو يعلن موقفه الرافض للمشاركة في أي تحالفات عسكرية مرشَّحة لدخول أي صراع عسكري متوقع).. نعم اكتبوا هذا وابعثوه فوراً لكل الأطراف التي تستهدفكم الآن عبر الترغيب والترهيب والدفع والاستقطاب. أرجوكم.. لا تشركونا في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولا حتى (خروف).. أسمعوها اليوم من ابن لقمان إنه لكم من الناصحين.