المساعد وصل
حينما فشل مساعد أول الرئيس السابق “جعفر محمد عثمان الميرغني”، ذهب بعض المبررين الى أن أسباب فشل “الميرغني” تعود لطبيعة النظام القابضة.. وضعف خبرات “جعفر الميرغني” وزهده في السُلطة وانشغاله بالخلافات داخل البيت الاتحادي، وقد خصمت تجربة “الميرغني”
كثيراً من رصيد الحزب الاتحادي وكشفت عن دوره الهامشي جداً في الحكم.. وفجأة شهدت الساحة الاتحادية سطوع نجومية “ميرغني” جديد.. ملأ الدنيا ضجيجاً في أبواق الإعلام، وانهال بعصاه على جسد الحزب يفصل من يشاء ويجمد من يشاء بغير حساب، حتى بلغت سكاكين الرجل المغروزة في جسم الحزب العظم.. وأصبح اسم “الحسن الميرغني” يتردد في أروقة السياسة وساحات الاتحاديين.. (كسيد) جاء من رحم الأسرة الميرغنية لوراثة السيد “الميرغني”.
ولما كان الرئيس “البشير” قد تعهد برعاية كاملة لأبناء السيدين “الميرغني” و”الصادق” بتدريبهما في القصر على طرائق الحكم، فجاء بابن “الصادق” مساعداً وابن “الميرغني” مساعداً أول.. خرج المساعد “الميرغني” “جعفر” وجاء المساعد “الحسن” وكلاهما بعيدان عن الشعب السوداني.. لم يكلف “الميرغني” “جعفر” نفسه وعثاء السفر إلى أمبدة والحاج يوسف وجبل أولياء حتى خرج من القصر، دعك من زيارة أمبرو وسنكات.. وجزيرة بدين ومشاريع الزراعة المطرية في المقينص.
وسوَّق إعلام الاتحاديين وأبواق الإعلام الحكومي للسيد “الحسن الميرغني” الثوري في ثياب شيخ طريقة والمنقذ لشعب السودان من التيه والضلال.. والقائد الملهم للحزب الاتحادي الديمقراطي.. ولكن “الميرغني الحسن” على درب “الميرغني” “جعفر” سار ومضى.. “الميرغني الحسن” منذ أن صدر قرار بتعيينه مساعداً أول للرئيس في الغياب عن القصر لشهور عديدة والترحال والتطواف ما بين القاهرة ولندن.. وباريس وبروكسل يمتع نفسه بالمصايف الدافئة وحينما حل الشتاء ببلادنا عاد يوم أمس الأول السيد “الحسن الميرغني” وخبر وصول “الميرغني” للخرطوم يمثل في حد ذاته إدانة للرجل وللحزب الذي قدمه، ويقول الخبر: (وصل إلى الخرطوم أمس مساعد أول رئيس الجمهورية، نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، بعد جولة شملت الولايات المتحدة وجمهورية مصر، حيث التقى برئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (والده) “محمد عثمان الميرغني”، وانخرط في اجتماعات ومشاورات مكثفة حول الأوضاع في المنطقة العربية (كمان) والوضع في السودان خصوصاً بعد رفع الحظر الاقتصادي. لم يحدثنا خبر “الميرغني” وهو المساعد الأول للرئيس عن لقاءات الولايات المتحدة؟ وهل كان للميرغني أي دور في قرار رفع العقوبات عن البلاد؟ ومن هم المسؤولون الذين التقاهم؟ أم هي زيارة خاصة لأغراض السياحة والتسوق وحضور مباريات دوري السلة الأمريكي؟ ولم يكشف الخبر عن طبيعة الزيارة لمصر، هل هي للقاء الأب فقط؟ أم شملت مسؤولين في الحكومة المصرية؟
إذا كان تعيين “الحسن الميرغني” لأغراض التدريب ليجلس الرجل في المستقبل على رؤوس السودانيين ومعه ابن “المهدي” فإن “الحسن” لن يستفيد إلا من أدب مراسم الدولة في كيفية استقبال الأجانب؟ أما التدريب على الخطابة الجماهيرية.. ومعرفة السودان والإدارة الأهلية والمحليات والناس العاديين ، فإن “الميرغني” يقف بعيد جداً عن ناس أم دافوق واللفة وحجير الدوم ولا علاقة له بالناس ولا قضاياهم ومشكلاتهم.. لكن يطوف العالم شرقه وغربه على حساب الشعب المسكين الذي يدفع ثمن رحلات “الميرغني” التي لا جدوى منها سوى الترويح عن السيد.