مسألة مستعجلة
رفع سن المعاش للأساتذة الجامعيين
نجل الدين ادم
اطلعت أمس، على تصريح لوزير الدولة بوزارة التعليم العالي الدكتور “التجاني مصطفى”، عن اتجاه وزارته للتوصية برفع سن المعاش للأستاذ الجامعي إلى (70) عاماً، هذا مؤشر جيد جداً وقد أشرنا من قبل إلى أن عمر عطاء الأساتذة لا يقاس بالسن وإنما بحجم العطاء وما سيقدمه البروف أو الدكتور لطلابه، وأذكر أن رفع سن المعاش من عمر (60) عاماً إلى (65)، كان قد تم ابتداره بالأساتذة الجامعيين واتسع القرار إلى أن شمل كل العاملين في الخدمة المدنية.
حديث الوزير مبشر ويعطي آمالاً لطلاب العلم بأن أساتذتهم سيقدمون لهم المزيد من العلم، ويعطي أملاً للأساتذة أيضاً للمزيد من البذل والعطاء.
لا أعرف سر تغيرات العمر التي طرأت في السنوات الأخيرة، فقد كانت هذه الـ(60) عاماً في أوقات سابقة بالفعل هي الفترة المناسبة لمغادرة الخدمة، لكن اليوم نجد أن من عمره (60) عاماً هو في عز النضج والعطاء، وفي هذا العمر يبلغ الأستاذ الجامعي درجة الدكتوراة أو الأستاذية، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نخسر هذا التأهيل العلمي العالي بجرة معاش، ويغادر البروف المدرجات ولم تمضِ أيام من نيله هذه الدرجة التي سكب فيها جهده وعرقه وماله، وكذلك خسرت الدولة ما خسر من تأهيل له، لذلك كنا نلحظ في السنوات الأخيرة أن الجامعات كانت هي أكثر الجهات التفافاً على القانون الذي كان يقيد سنين عطاء الأستاذ، بغية معالجة هذه الإشكالية والتي بالفعل بدأت تفقدها المئات من الأساتذة المؤهلين، فكان كلما أحيل أستاذ جامعي للمعاش وأحست بان لديه الكثير من العطاء وفي خروجه من قاعات الدراسة خسارة كبيرة، تقوم بتوقيع عقد خاص معه خارج أطر الخدمة المعروفة، لذا كان السعي وراء إجراء معالجات جذرية توقف هذا الإهدار الكبير للطاقات البشرية، حيث استشعرت الدولة خطورة ذلك وقامت باستثناء الأستاذ الجامعي من سن الـ(60) عاماً للمعاش، إلى (65) عاماً، إلى أن تم تعميم ذلك بقرار من رئيس الجمهورية.
الآن تعيد الأيام ذلك السيناريو، فلم تعد السن التي حددت معياراً كافياً للاستغناء عن من وصل درجة رفيعة من التأهيل الأكاديمي ويرجى منه الكثير.
أتمنى أن تعبر هذه التوصية إلى حيث إجازتها وجعلها واقعاً يُوقف إهدار الكفاءات العلمية التي تطيح بها سنوات العمر المحددة دونما النظر لحجم الأضرار التي تقع جراء ذلك، الكل يترقب اختراقاً في هذا الملف المهم الذي تبنى عليه الكثير من السياسات.. والله المستعان.