ربع مقال
السعودية.. الغموض والفساد!!
خالد حسن لقمان
وفقاً لما أعلنته وكالة (رويترز) بالأمس فقد تم وحتى الآن تجميد (1200) حساب مصرفي في المملكة العربية السعودية ضمن الحملة التي أعلنتها السلطات لمحاربة الفساد، وهي الحملة التي طالت الأسماء الكبيرة بمن فيهم الأمير “الوليد بن طلال” ورجل الأعمال المعروف الشيخ “صالح الكامل” وغيرهما من أصحاب الوجود والنفوذ المالي والسياسي.. الحدث بحجمه هذا كبير وضخم وإذا ما صح ما ظل يعلنه الديوان الملكي بشأن العنوان الحقيقي لما يجري الآن فإن هنالك عملية جراحية كبيرة يتم إجراؤها تستهدف الفساد وكل المتورطين فيه، وسيمثل هذا الأمر بلا شك علامة فارقة في تاريخ المملكة السعودية كما سيكون له حتماً تأثير ممتد على جيرانها من الممالك والإمارات العربية، وربما غيرها من الدول العربية الأخرى، وإذا ما حدث هذا سيكون وكأنه حلم يتحقق بعدما انهار الربيع العربي بثوريته الشعبية وانقلب إلى حروب ونزاعات داخلية.
وبالطبع، ما زال البعض يشكك في طبيعة أحداث المملكة هذه ويشير إلى ما وراءها من تحركات لجهات منازعة لمن استقر لهم الملك والسلطان، وللغموض الذي يسود الحالة الراهنة برمتها هناك، فقد يكون شيء من هذا صحيحاً وحقيقياً، إلا أن ما يجري هناك باسم مواجهة الفساد واجتثاثه سيُحدث وبالتأكيد هزة عنيفة للوضع الاقتصادي بالمملكة ولنظامها المالي، وهو ما سيحقق، بالتأكيد، نتائج إيجابية حقيقية قد يكون الفساد وما يحيط به أهمها وأجدرها بالترقب والانتظار.