مسامرات
الممطورة ما بتبالي من الرش
محمد إبراهيم الحاج
* لن يكون بمقدور فرقة عقد الجلاد أن تقنع أحداً من الجمهور بعد الآن، إنها تملك مشروع إنساني رسالي يعضِّد من فكرة أنها مجموعة غنائية ضد عوامل الانهيار المبدئي.
* رغم الظروف الطاحنة والاستثنائية التي مرت بها المجموعة الغنائية من إيقاف بعض أغنياتها المؤثرة مثل (الطمبارة والغناي) بعد خروج مؤسسها منها، بالإضافة إلى حالة التفكك التي عانت منها طوال السنوات السابقة إثر خروج كثر من المغنيين الجماهيريين المؤثرين مثل: “الخير أحمد آدم” ومن بعده “هاني عابدين” و”محمد عبد الجليل” و”رانيا محجوب”، إلا أننا راهنا على الفكرة المؤسسية والمشروع الإنساني المنحاز إلى عامة الناس للفرقة الغنائية، وقلنا إن خروج شخص أو إيقاف أغنية، قد يحدث هزة خفيفة في جسد الفرقة، إلا أنه لن يمس جوهرها، لأنها قائمة على فكرة وليست أشخاص.
*كان رهاننا قائم على الفكرة والمشروع الإنساني.
*ولكنها الآن فقدت أهم مقوِّمات بقائها.. وهي الفكرة.
*عقد الجلاد الآن أصبحت فرقة غنائية تجارية تبحث عن المكسب فقط.
*لا فرق عندها أن غنت للشعب أو الحكام أو للمساكين أو الفقراء أو غيرهم.
*المهم عندها هو أن تجني مزيد من المال.. ولا يهم أن سقطت.. وتمرَّغت في وحل الانتهازية.
*لن يكون بمقدور عقد الجلاد أن تعود كما كانت ذي قبل.. لأن ما تكسَّر من مبادئ نادت بها طوال تاريخها لن (تجبره) أية تبريرات أو مواقف قادمة مسامرة ثانية.
*تغيبت عن الظهور عبر هذه المساحة طوال الأيام السابقة بسبب ظرف طارئ متعلِّق بمرض الوالد.. هذه المحنة التي اختبرت فينا الصبر والتجلُّد بالتنقل بين المستشفيات الخاصة والحكومية.. كشفت المحنة التي جعلتني أقضي مدة أسبوع بحاله في المستشفيات أن لا مكان لفقير أو معدم في مباني “مأمون حميدة”..تدفع تتعالج..لا تملك مالاً سوف تقل حظوظك في النجاة من المرض..حالات إنسانية عايشتها كشفت سوءات النظام الصحي ببلادنا..نظام اتجه بكلياته إلى أن يتحمَّل المواطن كل تكاليف علاجه…وأن الخدمات الصحية تبذل فقط لمن يدفع.. ولا عزاء للفقراء.
مسامرة أخيرة
علقت مذيعة قناة النيل الأزرق أمس، على خبر صحفي عن غياب الفنان “أبو عركي البخيت” ضمن سياق استعراضها للصحف اليومية، وقالت إنها ترجو أن يخرج “أبو عركي” وينهي احتجابه عن الغناء..وأقل المهتمين بالشأن الإعلامي يدرك أن “عركي” مغيَّب عن جماهيره..وأن أمر ظهوره ليس بيده.. لذا كان من الأجدى لها أن تناشد بفك الحظر عن “أبو عركي” الذي تمثِّل عودته الآن، مطلباً ملحاً وضرورياً.