شهادتي لله

"مريم الصادق".. هل يعالج حزب الأمة خطيئتها؟!

من حيث لا يدري حزب الأمة القومي وزعيمه الإمام “الصادق المهدي” الذي رفض قبل أيام علناً وصراحة ودون مواربة، دعوة “عبد العزيز الحلو” ورهطه العنصري في (الحركة الشعبية – شمال)، لتقرير (مصير المصير) في إقليم جبال النوبة، تخرج الدكتورة “مريم الصادق” بصفتها نائب رئيس حزب الأمة للشؤون السياسية لتعتمد هذا المطلب القبيح !! 
دعوة التقسيم والفتنة الجديدة لا يمكن أن يشير إليها مجرد إشارة، سياسي وطني واعي في أي حركة متمردة مسلحة، ناهيك أن يكون نائب رئيس حزب الأمة القومي،  !
ما هذا الذي فعلته “مريم الصادق” في “لندن” أمس الأول (الثلاثاء) وهي تتعجل – كعادتها دائماً – في التوقيع على بيان مشترك مع ناطق باسم الجبهة الثورية ومندوب عن حركة “عبد العزيز الحلو” في جبال النوبة جاء فيه: (نؤكد أن حق تقرير المصير الذي تكفله المواثيق الدولية لا يعني الانفصال، مع ضرورة العمل للحفاظ على وحدة السودان بمخاطبة أسباب الأزمات وتقديم الحلول الجذرية)..
عن أي مواثيق دولية تتحدثين يا كريمة الإمام؟.. عن تلك التي أباحت حق تقرير مصير لجبال النوبة ولم تبحه لإقليم “كتالونيا” الذي ينص دستوره على الحكم الذاتي بنظام سياسي خاص وحكومة وبرلمان مستقل منذ سنوات ؟!
لقد استغلوك واستباحوا لافتة حزب الأمة القومي.. أكبر أحزاب السودان في الديمقراطية الثالثة، ليبذروا من جديد بذرة (الانفصال) الفاسدة بذات الطريق الذي سلكه انفصاليو جنوب السودان عشرين عاماً عبر مفاوضات طويلة مع الحكومات والأحزاب السودانية، إلى أن تحقق لهم اعتماد حق تقرير المصير لجنوب السودان من خلال مؤتمر “أسمرا” للقضايا المصيرية في العام 1995 م.
والغطاء لتمرير المطلب الكارثي يتبدى في العبارة المسخرة (حق تقرير المصير لا يعني الانفصال).. ماذا يعني إذن؟ هل يعني الوحدة القائمة والمتوفرة أصلا وبفيدرالية تراعي خصوصية تلك المناطق بموجب الدستور الساري (2005) الذي شاركت في صياغته الحركة الشعبية لتحرير السودان ؟!
لا تلعبوا بالنار.. لا تفرحوا بالتوقيع على بيانات لا قيمة لها ولا تسوى ثمن الورق والحبر الذي كتبته به مع كوادر (جربندية) لا تفقه ألف باء السياسة، ولا تعرف الفرق بين (فيدرالية) و(كونفدرالية).. وحكم ذاتي !!
كيف يوافق حزب الأمة القومي على تقرير مصير أي إقليم من أقاليم السودان مهما كانت التبريرات والتخريجات، بينما يرفض هذا المطلب رئيس الحركة المنقسمة الجنرال “مالك عقار” وأمينها العام الكوماندور “ياسر عرمان”.
إن (بيان لندن) الكارثي الذي مهرته “مريم” في لحظة اندفاع مكلفة، خطيئة تستوجب المعالجة العاجلة بحكمة زعيم الحزب السيد الإمام “الصادق المهدي”، ولا بد أن يحسم الحزب موقفه من هذا الأمر بشكل قاطع لا يحتمل أي لبس وأدنى اجتهاد.
الدولة “الإسبانية” التي رفضت بقوة وحسم قرار برلمان “كتالونيا” بالاستقلال، إنما تعبر عن الاتجاه الدولي العام الرافض لأي محاولة لانفصالات جديدة.
لا مجال لتقرير مصير لأي (سنيتمتر) في السودان مرة أخرى إلا في خيال هؤلاء العنصريين المرضى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية