مسامرات
بدون زعل
محمد إبراهيم الحاج
{ فرص متتابعة سنحت للمطرب “طه سليمان” لكي يبدل الصورة الذهنية السالبة التي رسخت في عقول الناس عن مشروعه الغنائي، ولكنه يصر على إهدار تلك الفرص (متعمداً)، كأنما يحرص على تثبيت الصورة القديمة التي عرف بها.
{ خاض “طه” تجربة التمثيل في (وتر حساس) وردد عدداً من الأغاني الجيدة بها بالإضافة إلى القيمة الإنسانية للمسلسل، ثم قام بعمل من المبادرات الإنسانية وردد أغاني ذات قيمة فنية عالية، لكنه (انتكس) مرة أخرى مؤخراً بترديده أغنية حملت اسم (بس بس يا برة)، أعادته مرة أخرى إلى المربع الأول.. إلى مربع الأغاني الصادمة.. ربما يجد “طه” متعة في مثل هذا النوع من الغناء، لكنه لا يحتاجه الآن بعد أن حقق شهرة ونجومية كبيرة في مجاله.
{ أعتقد في بعض الأحيان أن “طه” مطرب ذكي للغاية يستطيع الاستفادة من كثير من هوامش الفن، لكنه يخذل ظني الحسن فيه كل مرة بـ(تعمده) إعادة ملامح مشروعه الباهت الذي ظهر به في بداياته ولا يحتاجه الآن.
{ مبادرة (السودان أصل الحضارة) التي تعنى بإظهار الحضارة السودانية وترويجها للعالم والتي تقودها الإعلامية “تيسير محمد” من قناة الشروق بدأت فتية وجذبت إليها عدداً مقدراً من الإعلاميين من المؤسسات الإعلامية كافة، لكن مؤخراً بدأت تظهر بين أعضائها نقاشات حادة تطورت إلى خلافات كبيرة انتهت بخروج كثيرين من المبادرة بسبب الاستقطاب الحاد داخلها وظهور (شلليات) تستأثر بالقرار وحدها ولا تشرك معها آخرين.
{ رغم جهد “تيسير” الكبير في تثبيت المبادرة والترويج لها، إلا أنها تحتاج إلى قوة إضافية للتوجيه وحسم الخلافات والتقليل من (الشللية) التي كادت أن تعصف بها.
{ لن يكون بمقدور (كورال كلية الموسيقى والدراما) المضي في نجوميته أكثر من ذلك.. لن يكون بمقدوره أن يتجاوز الحوائط التي ثبت فيها تجربته الفنية، فالمجموعة الغنائية التي نالت نجومية كبيرة خلال السنوات الماضية- ربما لم تكن تتحسب لها أو تضعها ضمن خططها- هذه النجومية قفزت بها مراحل بعيدة بأن صارت مجموعة جماهيرية قادرة على جذب الجمهور، لكن هذه الجماهيرية ليست حقيقة، لأنها مجموعة من المعجبين بالشكل الغنائي الجماعي الذي قدمته المجموعة الغنائية، وسينتهي هذا الإعجاب الوقتي قريباً لأن المجموعة لا تملك مشروعاً غنائياً خاصاً بها كما هو الحال في (عقد الجلاد)-رغم كبوتها الحالية- ولا منهجاً للغناء مثلما كانت (ساورا)-حسنة الذكر- فـ(الكورال) عبارة عن مجموعة متجانسة تعيد تقديم أغانٍ مسموعة بشكل جديد تعتمد فيه على اللحن الأساسي للأغنية، ثم يعتمد بعد ذلك على الطبقات الصوتية المتباينة، لكن (الكورال) لا ينتج أعمالاً غنائية جديدة ولا يقدم ألحاناً ولا كلمات، وليس لديه مشروع غنائي يمكن أن نؤشر عليه.. هو فقط إعادة إنتاج أعمال قديمة.. وهذا الأمر سيقود الجمهور إلى حالة من الملل تجاه الكورال.. وهو بهذا يكتب نهايته بيده.
} مسامرة أخيرة
اﻟﻤﻮﺟﺔ ﺳﺎمعة ﺍﻟﻨﻢ ﻭﺗﻄﺎﻧﺶ ﺍﻟﻘﻤﺮﺓ
ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻢ في ﺣﻀﻨﻪ ﻣﻨﻜﺴﺮﺓ
ﺍﻟﺠﺎي ﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻔﺎﺗﻮ في ﺍﻟﻤﺴﺮﻯ
ﻗﺪﺍﻡ ﻣﻌﺎﻙ ﻳﺎ ﻋﻢ ﻭﺍﻟﺴﺎﻳﻘﺔ هي ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ
ﻗﺘﻼﻳﺎ ﺧﻮﻑ ﻭﻧﺪﻡ ﻗﻮﻝ ﻋﻨﺪﻙ ﺍلأﺳﺮﻯ
أﺷﺠﺎﺭي ﻣﺎ ﺑﺘﻔﻬﻢ ﻫﺎﻙ ﻛﻠﻢ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ
“عاطف خيري”