حوارات

رئيس اتحاد جامعة الخرطوم أيام ثورة أكتوبر والقيادي الإسلامي "ربيع حسن أحمد" يحكي لـ (المجهر) قصة أكتوبر (2/2)

قاضي المحكمة العليا “عبد المجيد إمام” لعب دوراً محورياً في أكتوبر دون أن يدري ومذكرة المحامين حرَّكت الشارع   
لم يكن لدينا برنامجاً محدَّداً للخطوة التالية عند اندلاع المظاهرات وخاطبنا مشيِّعي “القرشي”          بمايكروفون البوليس
“الترابي” قدَّم “الصادق المهدي” ليؤم المصلين في جثمان الشهيد “القرشي”
لهذه الأسباب أبُعد الإسلاميين من رئاسة جبهة الهيئات والشيوعيين لم يكونوا سعداء بظهور الأحزاب

حوار: فاطمة مبارك


# بالعودة لموضوع الشهيد “القرشي” هناك جدل حول وفاته هل مات بطلقة طائشة أثناء ذهابه للحمام أم أنه كان ضمن المتظاهرين؟.
افتكر حكاية الحمام غير منطقية ولا يجوز، لأنه في ذلك الوقت كانت هنالك قنابل في “البركس” وضرب وليس هناك وقت للخروج من الحمام، وغالب الظن أنه كان في وسط هذه المظاهرة، لأن البوليس كان يستهدف المتظاهرين ولا يستهدف شخص يسير وحده.

#قيل إنه كان ينتمي لليسار؟.
الشيوعيون ادعوا أنه عضواً في الجبهة الديمقراطية، وأنا حكى لي دكتور “عبد الله علي إبراهيم” إنه راءه في رحلة أقامتها الجبهة الديمقراطية، المهم هو كان طالباً في سنة أولى وفي العادة طلاب أولى لا يكونوا بارزين.

 #إلى أين نقل بعد استشهاده؟.
إلى المشرحة ونحن أمام المشرحة جاء مدير الأمن “أبارو” وبعده جاء “الترابي” وكان معه آخرون، وقال: نحن من هنا سنقابل كل القيادات السياسية وننورهم بالحاصل وبعد ذلك بدأنا نفكِّر في التشييع.  
# من وجدتم بالمشرحة؟.
 وجدنا مدير المستشفى موجود هو “عبد الحليم محمد”، ناس الأمن كانوا يعملون في محاولات لأخذ الجثمان واتصلوا بأقارب “القرشي” ليأخذوا الجثمان، وقالوا لهم الطلبة ناوين يحملوه في الشارع، وأنا قابلت أحد أقارب “القرشي” وأخبرني بما قاله  له ناس الأمن.
# هل استجبتم لتوجيهات الأمن؟.
أبداً، بل، قلت له هذا كلام غير صحيح، سيكون هناك تشييع وكل الطلاب والأستاذة سيحضرون   والطلاب باتوا في المشرحة ودكتور “عبد الحليم محمد” موقفه كان جيِّداً قال لنا لن أسلِّم الجثمان لأحد، وهو لم يكن لديه نشاط، لكنه كان معروفاً بانتمائه لحزب الأمة، وفيما بعد أصبح عضو مجلس سيادة.
# صف لنا مشهد التشييع؟.
 حضرنا الصباح وحضر الطلاب والأساتذة، كذلك اجتمعوا في الصباح  وقرَّروا المشاركة وحضروا لنا في المستشفى وتحرَّك الجثمان وبعد ذلك بدأ الناس يتقاطرون وفي حوالي الساعة الثامنة صباحاً، الناس شعروا بأن هنالك حدث، عندما وصلنا كوبري الحرية كان العدد كبير جداً بالنسبة لتجمعات الخرطوم في ذلك الوقت.
# أين استقر بكم المقام؟.
 في  نادي الأسرة، وكان هناك ميدان “عبد المنعم” ونادي الأسرة كان منطقة خالية لا يوجد بها شجر وكان وقتها يقام فيها المولد، وقفنا في الميدان وجاء “الترابي” وهو الذي قدَّم “الصادق المهدي” للصلاة.
# ما الذي جعل “الصادق” يؤم المصلين؟.
ما أذكره أن “الترابي” قدَّمه وقال “الصادق” سيصلي، أنا كنت قريب منهما، وكان الوحيد الموجود من السياسيين، وكان ظاهراً بعد الصلاة  رفع الجثمان في اللوري واندلعت مظاهرة وهتافات قوية.
   
# المظاهرات مهدَّت لكم الطريق لاقتلاع النظام؟.
نحن في الحقيقة (ما كنا عارفين نعمل شنو بعد ذلك)، لم نرتِّب للخطوة التالية، وقلنا هذا الموقف يمكن يستغل لعمل كبير وتحصل أشياء، لكن لم يكن لدينا برنامج محدَّد  ولكننا كنا نقول للناس هناك خطوات ستتخذ.
# ألم تخاطبوا المشيِّعين؟.
خاطبناهم، “الترابي” تحدَّث وأنا تحدَّثت وكنا نريد أن نقول للناس ستحدث أشياء وستكون هناك متابعة، لكن الطلاب كانوا متحمِّسين والهتافات كانت شديدة، وكان هناك أستاذ اسمه “حسن عمر” شخصية مهمة وعنده دور مهم، وكان أستاذاً في كلية القانون، وفيما بعد أصبح نائباً عاماً. أنا قلت أثناء المخاطبة سنثأر للشهيد في تلك اللحظة تحمَّس  الطلاب وبدأت الهتافات، أستاذ “حسن عمر” أخذ مني المايكروفون، وأطرف حاجة أننا أخذنا المايكروفون من  البوليس وعادة هم يحملون المايكروفون ليفرِّقوا به الناس فطلبنا منه أن يعطينا المايكروفون على أساس أننا سنساعده،  فـ”حسن عمر” أخذ مني المايكروفون وبدأ يهتف إلى السكنات يا عساكر (ودوَّرت الحكاية). 
#إلى أين توجهتم بعد ذلك ؟.
أنا كنت أفكِّر في كيفية الوصول للجامعة وكنت متوقع الاعتقال، في سوق السجانة وجدت تاكسي وتوجهت للجامعة وصاحبه عرف أنني طالب لذلك رفض أخذ قيمة الأجرة، وهذا يؤكد أن الثورة لم تكن  معزولة وجئنا الجامعة وبدأنا نفكِّر في الخطوات القادمة. 
# ما دور الأحزاب؟.
 نحن قبل قيام الثورة شعرنا أن الأحزاب لم تكن مواكبة وقلنا يمكن   أن تقوم النقابات المشهورة مثل نقابة المحامين والأطباء والمهندسين  بحركة، وبدأنا الاتصال بهم وقابلنا أنا وسكرتير الاتحاد، دكتور “طه بعشر” بدار الأطباء، وكان أغلب قيادات هذه الكيانات هم خريجو جامعة الخرطوم، لذلك كان التفاهم معهم سهل. في يوم (الخميس)، انتشرت الأخبار والناس عندما جاءت لصلاة (الجمعة) قامت مظاهرات حرَّكها بعض الناس  وحينها شعرنا أن البلد بدأت تتحرَّك، والمظاهرات استمرت حتى المساء، وقمنا بعمل اجتماع في دار الأساتذة وكان الناشطون فيه دكتور “الترابي” و”محمد صالح عمر” و”أحمد عبد الحليم”.
# كلهم إسلاميون؟.
لا، “أحمد عبد الحليم” كان محسوباً على الشيوعيين، فهؤلاء هم الذين حرَّكوا الأمر، وجاء المحامون وقرَّروا رفع مذكرة يقولون فيها إن ما حدث في جامعة الخرطوم لابد أن يتم التحقيق فيه ولابد أن يقدَّم المسؤولين عن الجريمة للمحاكمة، وقرَّروا رفعها يوم السبت، ونحن كان لدينا تجمعات للطلاب في الجامعة حتى نهيئ الطلاب لمواصلة  المسيرة وكانت فقط هناك جامعة القاهرة الفرع والمعهد الفني بجانب جامعة الخرطوم. المحامون اجتمعوا في واحدة من قاعات المحكمة العليا وطالبوا برفع المذكرة هذه كانت من الأشياء المهمة التي ساعدت الثورة، في لحظة خروج المحامين من القاعة   للتحرُّك لتسليم المذكرة للرئيس في هذه اللحظة جاءت قوة كبيرة من البوليس وأحاطت بالمكان وانتشر الخبر في السوق، وكان هذا شيء ملفت للنظر بالنسبة للناس في ذلك الزمان. 
# وحصل الصدام؟.
أبداً، حصل موقف درامي عندما كان البوليس يقوم بتفريق الناس، كان هناك قاضي محكمة مشهور اسمه “عبد المجيد إمام” وهذا أيضاً لعب دوراً محورياً دون أن يدري، فباعتباره قاضي محكمة عليا أراد إبعاد الشرطة، حسب رأيه، اعتقد أن لا داعي لوجودها وفي تلك اللحظة كان قائد الشرطة “قرشي فارس” موجوداً وكان عقيداً ويحمل مسدساً، فـ”عبد المجيد إمام” قال بصوت عالٍ جداً وباللغة الإنجليزية: أنا قاضي المحكمة العليا “عبد المجيد إمام” أأمرك بسحب قواتك حالاً، الضابط حيَّاه وسحب قواته، “عبد المجيد” عمل موقفاً بطولياً.
#هل ترك المكان خالياً؟.
عندما انسحبت الشرطة جاء الجيش وحاصر المكان، أما رئيس القضاء “أبو رنات” كان رجلاً مؤثراً في النظام، اتصل بـ”عبود” وقال له: أنا سأقوم بتسليم المذكرة وأحضرها إليك، وجاء فعلاً أخذها وسلَّمها لـ”عبود” وقال هذا الكلام للمحامين بأنه اتصل بالرئيس وأعطوه المذكرة. 
# ما هي التحرُّكات التالية لهذه الخطوة؟.
بعدها كل القضاء اتصلوا بزملائهم في الأقاليم وحدَّثوهم عن وجود  إضراب، وكذلك فعل الأطباء   والمهندسون وهذا الأمر كان مؤثراً في الأقاليم، لأن هؤلاء شخصيات كبيرة، وعندما يخرجوا على النظام  هذا يعني أنه ينهار، في المساء سمعنا إذاعة بيان تم فيه فصل القاضي “عبد المجيد إمام” والقاضي “بابكر عوض الله”.
# “بابكر عوض الله” كان له دور؟.
لم يكن له دور، لكن اعتبروه متضامناً مع الثورة، وجاءوا إلينا في نادي الأساتذة وهذه التصرفات لم تكن في مصلحة الحكومة، بعد ذلك المظاهرات انتظمت البلاد (الأحد الاثنين الثلاثاء)، وانضم كل الطلاب وأصبحت هبَّة شعبية.
{ماذا كتب في الشعارات؟.
 يسقط “عبود” وتسقط الديكتاتورية العسكرية، وحصل حادث آخر كان له أثر، فهناك مجموعة من الناس قاموا بمظاهرة من أمام الجامعة وجاءوا إلى القصر والحرس ضربهم بالرصاص، وسقط البعض وآخرين أصيبوا بجراح، وهذه كانت أول مرة الجيش يضرب المتظاهرين، من قبل كانت المواجهة مع الشرطة، ويقال إن هذه هي التي عملت تحريك وتململ وسط الجيش، واستمرينا وكوَّنا جبهة الهيئات من طلاب الجامعة والأساتذة والمحامين والأطباء وغيرهم.
# كيف كانت ردت فعل الرئيس “عبود”؟.
الرئيس “عبود” أصدر بياناً حل فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقال سينظر في الخطوات التالية  وجبهة الهيئات عندما بدأت تتكوَّن، تكوَّنت من ناس معروفين ومن النقابات وهناك جهات تكوَّنت على إثر الأحداث مثلاً الموظفين في وزارة المالية والتجارة كوَّنوا لجان وهذه اللجان جاءت بشيوعيين، وحاولوا حصر الأمر كله في هذه الجبهة الديمقراطية.
#  هل وافقتم؟.
نحن رفضنا ذلك وأول مقرِّر لجبهة الهيئات كان “الترابي” بعدها بيومين أساتذة جامعة الخرطوم اجتمعوا وقالوا “الترابي” أصبح شخصية حزبية، لذلك أحسن نختار أشخاص مستقلين، وفعلاً أخرجوا “الترابي” واحضروا “حسن عمر” وشخص اسمه “الحردلو” وحينها لم يكونوا يعرفون أنهما إسلاميين لأنهما لم يكونا ظاهرين، بعد حل “عبود” المجلس الأعلى للقوات المسلحة، نحن ذهبنا أم درمان لنجتمع في قبة “المهدي”، وعملنا الاجتماع وحضرته كل الأحزاب، “حسن عوض الله” من الاتحاديين و”عبد الخالق محجوب” وأنا كنت لا أعرف “عبد الخالق محجوب” وعندما تكلَّم شعرت بأنه يعرف كل ما يدور في العالم، فسألت “عبد الرحيم حمدي” عنه وقال لي: هذا “عبد الخالق محجوب”.
#”الصادق المهدي” كان معكم؟.
نعم، “الصادق” كان موجوداً، وقررنا مواصلة الاجتماع ثاني يوم الصباح وحضر كل السياسيين والاجتماع أقيم في الصالون الكبير المقابل للقبة وجاء “أزهري” والإمام “الهادي”  وأثناء جلستنا “عبود” أرسل اثنين من الضباط  هما: اللواء “عبد الرحمن” واللواء “صغيرون” فجاء حرس الباب من الأنصار وأخبر الإمام “الهادي” فقال لهم دخلوهما، وأذكر أن الناس قابلوهم بالأحضان والسلام وهذا طبع السودانيين.
 #ماذا قالا لكم؟.
قالا: نحن قادمان من السيد الرئيس ويريد أن يتبع خطوته بخطوات أخرى وهو يريد أن يجلس مع الناس ويتفاوض في الخطوات المقبلة، قلنا لهم خير وكنا نشك في هذا الحديث.
#هل واصلت الأحزاب اجتماعاتها؟.
 الشيوعيون لم يكونوا سعيدين بأن تظهر الأحزاب بهذه الصورة، كانوا يريدون أن لا تُعطى دوراً ونحن كنا عكسهم، بعد ذلك بدأت المفاوضات ونحن حدَّدنا ناسنا وكان من بينهم “الترابي” وكان هناك “طه بعشر” و”عابدين إسماعيل” و”محمد أحمد المحجوب” و”أحمد سليمان” و”زروق” بدأ الاجتماع الأول وتم فيه الاتفاق على عمل تغيير في الحكومة.
# اتفقتم مع الأحزاب أليس كذلك؟.
الشيوعيون قالوا نجتمع لوحدنا كجبهة الهيئات وكان عندهم الأغلبية، كان معنا مدير المعهد الفني بروفيسور “أحمد الأمين عبد الرحمن” من أسرة “الأمين عبد الرحمن” في أم درمان، اقترح أن يتم الاجتماع في منزله وفي الاجتماع جاءت “سعاد الفاتح” وأول ما ظهرت احتجت “فاطمة أحمد إبراهيم”  على حضور “سعاد” لهذا الاجتماع.
# ما هي أجندة الاجتماع؟.
هذا كان الاجتماع الذي ناقشنا فيه مَن يمثل جبهة الهيئات في الحكومة؟    وحسب الاتفاق أن تأتي الأحزاب  بتمثيل رمزي شخص لكل حزب، فجاء “محمد أحمد المحجوب” ممثلاً لحزب الأمة و”محمد صالح عمر” من الإخوان و”مبارك زروق” من الاتحادي وأحمد “سليمان” ممثلاً للشيوعي، الباقون حسب الاتفاق مفروض يكونوا مستقلين وهذه عملت  مشكلة.
# كيف؟.
كان أي شيخ يأتي به الشيوعيين  يطلع تابع لهم، ونحن كنا نعلم أنهم إذا لم يكونوا أعضاءً في الحزب الشيوعي فهم أقرب الناس لهم وهم “طه بعشر” و”عابدين إسماعيل”  الذي كان نقيباً للمحامين وقريب من الشيوعيين و”مرتضى أحمد إبراهيم” أخ “صلاح أحمد إبراهيم” وبروفيسور “محمد عبد الله النور” ونحن كنا نعرف أنه شيوعي وافقنا  عليهم، الشيوعيون كانوا أغلبية، وهم  نفوا صلتهم بـ”طه بعشر” و”عابدين إسماعيل” قالوا لا ينتميان إلينا وأتوا كذلك بالـ”شفيع أحمد الشيخ” قالوا: (دا بتاع العمال)، كان هناك شخص اسمه “سليمان سعيد” من الأخوان تحدَّث فضربوه وطردوه من الاجتماع وأتوا بـ”الشفيع” و”الأمين” مع أنه لم يكن يرأس اتحاد مزارعي  الجزيرة، وإنما كان يرأسه “شيخ الوالي” والد “جمال الوالي” وفي النهاية نحن لم نخرج إلا باثنين، أحدهم  “عبد الرحمن العاقب” كان وزير أشغال
#على ماذا اتفقتم بالنسبة لتكوين الحكومة؟.
كان الاتفاق يظل الرئيس “عبود” وتكون حكومة جديدة، وهؤلاء بدأوا ينفذون في الخطة، الشيوعيون كانت خطتهم جبهة الهيئات تصبح حزباً سياسياً، ودعوا فعلاً لمؤتمر جبهة الهيئات ليأتوا بمندوبين من كل أنحاء السودان ويكون الوزراء وزرائها،
لكن المؤتمر (تفرتق حصلت فيهو شكله) وبعد ذلك جامعة الخرطوم انسحبت و”حافظ الشيخ” عمل خطبة وقال: جبهة الهيئات أصبحت تابعة للحزب الشيوعي والاتحاد ليس عضواً فيها.
# ماذا حدث بعد ذلك؟.
أخذت الحكومة حوالي عام  و”عبود” مورست عليه ضغوط واستقال وتكوَّن مجلس سيادة، و”سر الختم الخليفة” استقال.
# كيف جاء سر الختم أصلاً؟.
 جاء في جبهة الهيئات، وناس جبهة الهيئات قالوا هو مدير المعهد الفني ورجل له مكانته، ونحن نقترح أن يكون في الحكومة ولم يكونوا عارفين أنه سيصبح رئيس وزراء وقالوا هو رجل عمل في الجنوب كثيراً والثورة قامت من أجل الجنوب، نحن اقترحناه وزيراً، والشيوعيون رشَّحوا “عابدين” ويقال رشَّحوا “طه بعشر” و”مبارك شداد” وكلهم اعتذروا، في النهاية أصبح “سر الختم” رئيس مجلس الوزراء والحكومة وافقت عليه، وهو عمل حاجة للشيوعيين لم يتوقعوها.
# ماذا فعل؟.
 لما حصلت مشاكل للحكومة واندلعت مظاهرات ضدها تلك اللحظات قدَّم “سر الختم” استقالته وبذلك فقدت الحكومة شرعيتها وتكوَّنت حكومة جديدة بطريقة مختلفة ومثلت فيها الأحزاب وبعد “سر الختم” جاءت الانتخابات في 1965م.
# فيما كان يفكِّر الشيوعيون حينها؟.
فكرة الشيوعيون أن هذه الحكومة تظل ولا تقام انتخابات وهذه الفكرة لم تمر في مجلس الوزراء، أكتوبر كان عندها مجلسان، المجلس الأول فيه غالبية شيوعية والثاني ليس فيه غالبية شيوعية هم في المجلس الثاني ضغطوا حتى لا تقوم الانتخابات.
# ماردَّكم على الذين يعتقدون أن أكتوبر فشلت؟.
أكتوبر لم تفشل قامت من أجل النظام الديمقراطي وأتت به وجاء “الصادق المهدي” و”الأزهري” وهؤلاء فشلوا في إدارة البلد حتى قام انقلاب الشيوعيين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية