ربع مقال
أكتوبر.. الثورة الضائعة..!!
خالد لقمان
.. ما من حركة سياسية شعبية مرت بالسودان تم التنازع عليها تاريخياً بين القوى السياسية والاجتماعية السودانية بمثل ما هو الحال عليه تجاه ثورة أكتوبر.. ربما لأنها مثلت الثورة الكاملة أو شبه الكاملة عند البعض نظراً لما حققته من تغيير للسلطة السياسية.. التيار الذي يمثل أقصى اليمين ممثلاً في الإسلاميين بتيارهم السياسي بقيادة الراحل “الترابي” يعيدون للأذهان صورة شيخهم محمولاً على أعناق الطلاب الذين قادهم عقب ندوته الشهيرة في جامعة الخرطوم.. لتنفيذ مرحلة التغيير الحاسمة التي نجحت في الإطاحة بنظام “إبراهيم عبود”.. اليساريون لم ينفوا دور “الترابي” القيادي ولا دور تياره ولكنهم قالوا إنهم كانوا أيضاً في المقدمة مع الثوريين وقدموا شهيدين.. أولهما كان “القرشي” الذي سميت باسمه حديقة القرشي بالخرطوم.. والتي كانت أصلاً تسمى حديقة 17 نوفمبر تخليداً لتاريخ اعتلاء الفريق “عبود” للسلطة.. بقية التيارات السياسية وعلى رأسها الاتحاديون وحزب الأمة.. هي الأخرى أكدت علو كعبها في أكتوبر وحتى الجيش وقادته وأفراده قالوا إنه لو لا انحيازهم لإرادة الجماهير ووقوفهم معها ما كانت ستكون هنالك ثورة اسمها أكتوبر.. اللطيف أن بعضهم يرد على كل هؤلاء وعلى عبارة الجيش الأخيرة هذه قائلاً: يا ليتها ما كانت هنالك أكتوبر هذه أصلاً لأنها لم تحقق شيئاً سوى الإطاحة بأكثر نظام حقق تنمية واستقراراً وسلاماً في البلاد.. وتحية لك أيها السودان وطننا الحبيب العجيب!!