مسامرات
إشارات
محمد إبراهيم الحاج
{ سيكون بمقدور الفنان الشاب “شكر الله عز الدين” أن يحوز على فرصة تاريخية للعودة مرة أخرى إلى الحفلات الجماهيرية وأن يتحسس مكانه جيداً وسط (الكم الهائل) من المطربين الشباب الذين امتلأت بهم الساحة الفنية مؤخراً، فحفله الجماهيري القادم سيكشف إلى حد كبير مدى استفادته من ابتعاده الطويل عن أجهزة الإعلام خلال الفترة السابقة قبل أن يكسر هذا الغياب بظهور (مثير) في النسخة السابقة من (أغاني وأغاني).. و”شكر الله” الذي قدم نفسه قبل سنوات من (العدم) يستطيع بذكائه وثقته بنفسه أن يتجاوز كثيراً من المشاكل (المعلنة) و(عير المعلنة) التي أخرت نجوميته كثيراً، يستطيع ذلك لأنه يملك موهبة وقبولاً جيداً.. ويستطيع أن يعود أقوى مما كان في بداياته.
{ عندما تأتي النجومية (طائعة مختارة) لمن لا يملكون أدواتها فإنها ستفارقهم بذات السرعة التي انقادت بها إليهم.. ويحفظ التاريخ الغنائي السوداني كثيراً من النماذج الذين (أتتهم) النجومية بغتة دون أن يتحسبوا لها أو أن يضعوا في حساباتهم أنهم (قدر زخمها).
{ لن أجد صعوبة في التأشير على نجوم كانوا صنيعة مسابقات عربية شغلوا الناس كثيراً في وقتهم، ولكنهم لم يكونوا يملكون استحقاقها أمثال (خالد حسن ونايل وأمجد شاكر ومحمد الطيب) الذين لم يستطيعوا تثبيت أحقيتهم بما نالوه من شهرة سريعة ولحظية.
{ تتداول الأسافير هذه الأيام مقطعاً صوتياً للمطربة “نانسي عجاج وهي تردد” أغنية (عم عبد الرحيم) أيقونة الراحل “مصطفى سيد أحمد” والراحل “حميد”، ورغم الإشادات التي انهالت على “نانسي” لترديدها هذه الأغنية، إلا أن المقطع الصوتي ليس جديداً فهو يعود إلى سنوات سابقة ووقتها كان الراحل “حميد” حياً، واعترض بشدة على أداء “نانسي عجاج” للأغنية ومنعها من إعادة ترديدها، وكان أمراً غريباً أن يمنع “حميد” فناناً من ترديد أغانيه فأغلب مطربي منحنى النيل يرددون أغانيه دون أن يمنع يوماً ما أحداً منهم.. كان مثل طبيعته وفطرته يمنح الناس حباً وشعراً وأدبا بلا مقابل.. لكنه منع “نانسي”، وكان تبريره لمنعه ترديد الأغنية أنها لم تستأذنه، وأظن أن “حميد” في داخله كان يشعر أن “نانسي” لا تستطيع توصيل (الوجع) الواقعي المحتشد في الأغنية بصوتها المخملي، ولن تستطيع أن (تستلف) إحساس “مصطفى” في الأغنية.. كأنه أراد أن يبلغها أن (الأغنية كبيرة عليها).
{ احتفل جمهور الفنان الراحل “محمود عبد العزيز” يوم أمس على مواقع التواصل الاجتماعي بالعيد الخمسين لميلاده.. وجمهور الراحل دائماً ما يتحينون المناسبات التي ترتبط بمطربهم الراحل أو الأخرى القومية للمساهمة اجتماعياً في أعمال ذات طابع إنساني.. ورغم أن كثيرين كانوا لا يكفون عن انتقاد المطرب الراحل وحماسة جمهوره المفرطة وتعصبهم له إلى الحد الذي صاروا فيه مضرباً للأمثال، إلا أن الوعي بقضايا مجتمعهم وبيئتهم صنعت من جمهور (الحواتة) بعد ذلك مصلحين اجتماعين دائماً ما يبادرون لأعمال الخير والتبرع بالدم ومساندة الفقراء.
{ جمهور (الحوت) ومجموعاته التي تتناغم في عملها تقدم شكلاً غير مألوف لما ينبغي أن يكون عليه جمهور المطربين في التعاطي مع واقعهم.. يقدمون كل يوم أدباً جديداً واختراقات لم تكن مألوفة لدى جماهير المطربين.. لا نملك سوى أن ندعمهم بشدة في هذه الاتجاهات علهم يكونون قدوة لغيرهم من جمهور المطربين.
} مسامرة أخيرة
يا ريتك كنت معاي يا ريتك
كان دوّبت أعصاب الناي في
كأس وسقيتك
غنوة بتسبح عكس الخوف أيامك
وكل ما طريتك
داهمني حنين للشاي في بيتك
“عثمان البشرى”