رأي

بعد ومسافة

ما قبل وبعد ملتقى التقييس والمعايرة!
مصطفى أبوالعزائم
تشهد الخرطوم في السادس عشر والسابع عشر من أكتوبر الجاري، الملتقى العربي للمستهلك بقاعة فندق السلام روتانا، وقد شهدت الخرطوم أيضاً في الفترة من (13 – 15) أكتوبر الحالي، اجتماعات المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، والتي تضم مديري وممثلي هيئات التقييس في الدول العربية.. وقبل هذا وذاك شهدت قاعات فندق كورنثيا بالخرطوم، في العاشر من هذا الشهر – الذي يستحق أن نسميه شهر التقييس والمعايرة – شهدت احتفالاً خاصاً بمناسبة حصول مركز نانو للقياس والمعايرة على شهادة الاعتماد الدولية المعروفة بـ(الآيزو 17025)، وقد كان الاحتفال تحت شعار (قياس ومعايرة: حلول وطنية باعتمادات دولية).
عالمنا اليوم يعتمد نتائج معامل القياس والمعايرة، ولا تكتمل ثقته في هذه المعامل إلا من خلال ممارسة مهنية بالقدر المطلوب والمتفق عليه عالمياً، على أساس المواصفة القياسية الآيزو (2005 – 17025) وهي التي تضم كل المطلوبات التي يلزم، بل يستوجب أن تحققها معامل القياس والمعايرة حتى تثبت أنها تعمل طبقاً لنظام جودة بكفاءة فنية تعطي وتقدم نتائج يعتمد عليها.
يتوقف قبول نتائج عمليات الاختبار والمعايرة بين دول العالم المختلفة، على أتباع المعامل لنهج يتوافق مع المواصفة الدولية، إضافة إلى اعتمادها من قبل هيئات اعتماد تشترك في اتفاقيات اعتراف متبادل مع نظيراتها في الدول الأخرى.
ويعمل مركز نانو للقياس والمعايرة في مجال تقديم خدمته في هذا المجال، وفقاً لمتطلبات المواصفة القياسية التي أشرنا إليها قبلاً، ويضم معامل معتمدة تتمثل في معمل لأجهزة الأبعاد، وآخر لأجهزة الكتلة، وثالث لأجهزة الضغط وغيره لأجهزة الكهرباء والاتصالات غير معمل للأجهزة الطبية وآخر لأجهزة الحرارة، بحيث تخدم هذه المعامل تطوير نظام الجودة والنظم الإدارية والفنية بالمعامل من خلال مواصفة الآيزو التي حصل عليها المركز مؤخراً وفق رؤيته المحددة بالريادة في تقديم خدمات القياس والمعايرة بمعايير دولية، وهو ما جعل شعار الاحتفال يتقدم على غيره وهو (حلول وطنية باعتمادات دولية)، وهو إنجاز علمي عظيم تحقق في بلادنا، باعتبار مركز نانو للقياس والمعايرة أول مركز سوداني معتمد لتقديم خدمات معايرة متكاملة.
لا نريد الدخول في تفاصيل وشكل وبرنامج الاحتفال الذي جاء هو نفسه أقرب للندوة العلمية من خلال جلستين قدمت خلالهما ونوقشت أربع أوراق عمل، الأولى عن معايرة الأجهزة الطبية وأثرها في التشخيص والعلاج، قدمها الدكتور مهندس “الوليد عبد الرحمن بشير أحمد” وعقب عليها المهندس “مرتضى أحمد عبد الله قبة”، وورقة أخرى بعنوان (تقييم المطابقة عنصر أساسي في البنية التحتية للجودة) قدمها المهندس “الصديق أحمد إسحق”، وعقب عليها المهندس “محمود عبد العزيز”، وورقة ثالثة في الجلسة الثانية قدمتها الدكتورة “هبة محمد الطاهر”، وعقب عليها المهندس “علاء الدين إسماعيل”، إضافة إلى الورقة الأخيرة التي قدمها المهندس “هاني عبد القادر الدسوقي” بعنوان (الاعتماد وأهميته)، وعقب عليها الدكتور “مدثر سليمان محمد علي”.
وتضمنت الأوراق العلمية المقدمة شروحاً لمفهوم الاعتماد للقياسات، وأهمية القياسات في خدمة الرعاية الطبية ومعايرة مخرجات ونتائج تقنيات الأجهزة والمعامل الطبية وشركاء التقييس، والصحة العامة ومؤشرات التنمية.
كثير من الذين شاركوا في ذلك الاحتفال تمنوا لو أن هذا المركز الوليد قام بنشر محتويات تلك الأوراق العلمية المهمة، بل وبثها من خلال البرامج الإذاعية والتلفزيونية حتى تعم الفائدة وتصل للجميع، مع الدعوة لإنشاء شراكة مع إحدى الجامعات أو عدد منها حتى تعم سياسة القياس والمعايرة وترسيخ معنى الاعتماد الذي هو اعتراف رسمي بالكفاءة الفنية لمعامل الاختبار والمعايرة بواسطة سلطة مخولة بمنح الاعتراف الرسمي كـ(جهة اعتماد) من خلال نظام إدارة فعال بما يحقق دعم بنية الجودة الأساسية في البلاد وتوفير مرجعية قياس سودانية وإيجاد قيمة مضافة للمنتجات الوطنية مع الميزة التنافسية للمنتج السوداني من خلال زيادة فرص التسويق للمنتجات أو الخدمات عالمياً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية