رأي

مسألة مستعجلة

عودة الشركات
نجل الدين ادم
كان العنوان الأبرز في الأخبار التي تصدرت صحف الخرطوم الأول من أمس (الجمعة)، هو إعلان وزارة الخزانة الأمريكية، عن رفع الحظر الاقتصادي عن قائمة تضم أكثر من (223) شركة ومؤسسة سودانية، طبعاً بعد عشرين سنة من الحصار، وقد سعدت كافة قطاعات الشعب السوداني بهذا النصر المؤزر، حيث خرجت القائمة السوداء التي تغير لونها في ذلك اليوم إلى القائمة الخضراء، بأسماء شركات ومؤسسات رائدة، كتبت لها القرارات الأمريكية التراجع والهبوط الاضطراري بموجب ما فرض عليها من قيود أقعدتها لكل هذه المدة وهي تكابد لشق طريقها وهنيئاً لها اليوم.
وأنا أقرأ في تفاصيل الخبر، تذكرت جيداً تلك الجولات التي قامت بها وفود أمريكية استطلاعية قبل قرار رفع العقوبات بفترة طويلة، للوقوف على الآثار السالبة التي خلفها الحظر على القطاع الصحي، وكانت تلك الزيارة هي نقطة التحول الكبيرة في ذهنية السادة الأمريكان حسبما أقروا بأنفسهم هو ذلك اللقاء مع مسؤولي القطاع، وتلك الرسائل الصادمة التي تلقوها من المسؤولين السودانيين عن التأثيرات السالبة وتسبب مشكلة الدواء والأجهزة التشخيصية في إهدار حياة المئات من المواطنين السودانيين الأبرياء الذين تعذر تشخيص حالتهم بسبب تهالك الأجهزة الطبية وأقعدتهم الظروف الاقتصادية عن السفر، فكانت النتيجة الحتمية الموت تحت وطأة الظروف!
وعطفاً على ذلك، فقد سعدت بتلبية الدعوة للقاء التنويري لمركز “نانو” للتقييس والمعايرة، بفندق كورنثيا الأسبوع الماضي، والذي ينشط في معايرة الأجهزة الطبية وفحصها وفقاً للمواصفات العالمية، ومثل هذه المراكز أيضاً تأذَّت من العقوبات الاقتصادية رغم أهميتها في كونها تعنى بمعايرة أجهزة تتعلق بحياة الناس، وبغيابه تملأ الأسواق بالأجهزة الطبية (المضروبة)، نعم مضروبة!
وسعدت أكثر بحضور وزير الصناعة الاتحادي لهذه الفعالية والسيد المدير العام لهيئة المواصفات والمقاييس وهو المعني بعمل مثل هذه المراكز، حضورهما وآخرين للاحتفال الذي أقيم بمناسبة حصول المركز على شهادة الاعتماد الدولية المعروفة بـ(الآيزو 17025)، يعكس مدى اهتمام الدولة بهذا الأمر.
سيرة ذاتية مشرِّفة للمركز تغني أي شخص أن يبحث عن هويته، والقائمين على أمره يعملون بجد واجتهاد خدمة للوطن والمواطن.
فقط على الحكومة دعم مثل هذه المراكز لتكون ذراعاً أيمن لها في واحدة من المهام الرقابية، وليس إرهاقها بالضرائب والرسوم، مزيداً من الدعم لها يعني تعزيز الجودة والمعايرة، أتمنى أن يكون رفع الحظر انطلاقة حقيقية لهذا المركز الذي لطالما أن القائمين على أمره اختاروا أن يعينوا الناس في واحدة من أهم الأمور وهي المعايرة والتدقيق.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية