مسألة مستعجلة
ثلاثة أيام تفصلنا عن بدء سريان القرار!!
نجل الدين ادم
ثلاثة أيام فقط تفصلنا عن بدء سريان قرار رفع الحظر الاقتصادي المفروض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية حسبما أشار القرار الصادر، وتغييرات كبيرة حدثت على أرض الواقع، كان أولها الهبوط المتوالي لسعر صرف الدولار الذي بلغ يوم أمس (17) جنيهاً، بجانب الذهب الذي سجل انخفاضاً ملحوظاً تجاوز الـ(100) في سعر الجرام، وكذا الحال بالنسبة للعقارات التي توقفت مضارباتها بسبب القرار وربما تشهد هزيمة غير مسبوقة، أما العربات فقد تخندق السماسرة لمواجهة موجة القرار المفاجئ لهم، ولعل انهيار هذه السلع عن سواها من واقع أنها باتت مستودعاً لحفظ الأموال بالنسبة للتجار، الأمر الذي جعلها تتهاوى مع صدور قرار رفع الحظر، وهذا إن دل إنما يدل على أن ما يجري في السوق ليس له من توصيف سواء أنه مضاربات لا علاقة لها بسياسة العرض والطلب ولا المعادلات الاقتصادية المعروفة، لذلك أتوقع المزيد من الانهيار لهذه المستودعات الهشة.
يحدث كل هذا والقرار لم يبدأ في السريان، لذلك أتوقع أن يشهد يوم (الخميس) المقبل، انهياراً أقوى وذا أثر فعّال، وفي ذلك أتوقع أن يهوى سعر صرف الدولار إلى (14) جنيهاً، لكن لا أتوقع أن يحدث أكثر من ذلك، ما لم تكن هناك معالجات اقتصادية فعلية تساهم في حدوث انخفاض في سعر الصرف.
حالة البهجة والسرور التي انتابت عامة الشعب، جعلت مواقع التواصل الاجتماعي تذخر بالتعليقات والطرائف والمفارقات ووصل حد التفاعل لكتابة الكثير من المواطنين قصائد تعبر عن فرحتهم برفع العقوبات.
شاهدت أمس، على تطبيق (الواتساب) صورة على بص سفري مكتوب عليه (الحاج يوسف – نيويورك)، الكثير من الركاب (مشمعين) والبعض منهم راكب على ظهر البص.
وصورة أخرى لحافلة ركاب مشمعين مكتوب عليها (الخرطوم – نيويورك)، والبعض منهم (يعافر) في الباب والشبابيك بغية الحصول على مقعد،
وهذا إن دل إنما يدل على حجم الترقب من قبل عامة الشعب السوداني في الوصول إلى آفاق أرحب.
رُفع الحظر وفرح الناس فرحاً شديداً بذلك، ولكن يبقى التحدي الأكبر وهو كيفية التعاطي مع القرار وفق ما يحقق المصالح الكلية.
على الحكومة أن لا تركن لما هو واقع، بل أن تعمل على تحريك الطاقات، والاتجاه نحو الإنتاج، الحكومة أيضاً تحتاج لتقف مع نفسها ولو لشهر، وأن تقوم بدور الموجه والمرشد، وتعيد حساباتها.
على الحكومة أن تستفيد من رفع هذا الحظر بأقصى ما يمكن وأن تعيد ترتيب الأولويات.. والله المستعان.