جولة (المجهر) تكشف.. الدولار ينخفض إلى مستويات قياسية ويصل إلى (17,5) جنيهاً للبيع
السوق الموازي يستجيب سريعاً لقرار رفع العقوبات
الخرطوم ـ سيف جامع
تحوُّلات قياسية شهدتها أمس، المنطقة التي تقع في محيط برج البركة وفندق أراك بالسوق العربي بالخرطوم، حيث انتابت المتعاملون في سوق النقد الأجنبي حالة قلق وهلع بسبب القرارات الأمريكية برفع الحظر الاقتصادي عن السودان، وبدأ سماسرة العملة الذين كانوا يتحكَّمون في سعر صرف الدولار بالسوق الموازي في حيرة من أمرهم، واضطر عدد منهم إلى بيع الدولار بسعر (17,5) مقارنة مع (21) قبل أسبوع، فيما امتنع الكثيرون منهم عن مزاولة النشاط تحسباً لزيادة الأسعار في الأيام القادمة.
وبدأ الجنيه السوداني أمس، في استعادة عافيته في سوق النقد الموازي بعد ساعات من قرار واشنطن رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، وانخفض سعر صرف الدولار صباح أمس، إلى مستويات قياسية، حيث وصل إلى (15,5) فقط، للشراء قبل أن يرتفع في النهار إلى (17,5) للبيع و(17) للشراء.
وكشفت جولة (المجهر) أمس (السبت)، بجوار منطقة برج البركة بالخرطوم عن استجابة سوق النقد الموازي لأثر رفع العقوبات، ورسم عاملون في سوق النقد الموازي صورة قاتمة لمستقبل نشاطهم في الأشهر القادمة حال ارتفعت صادرات البلاد وزادت تحويلات النقد الأجنبي.
واستجاب سوق النقد الموازي سريعاً إلى تأثير قرارات رفع الحظر بانخفاض ملحوظ في سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه، الأمر الذي وجد استحساناً وسط قطاعات المستوردين، فيما تسبب في حالة قلق وإحباط بين التجار والسماسرة في السوق الموازي.
وقال متعاملون في سوق النقد الموازي، إن سعر صرف الدولار انخفض صباح أمس، إلى أقل من (١٥) جنيهاً، بعد ساعة من قرار رفع الحظر الاقتصادي الأمريكي على البلاد.
وفي مقاطعات أمريكية عدة، رحَّب المواطنون السودانيون المقيمون هنالك بقرار رفع الحظر، وقال “حسن البدوي” المقيم بولاية بوسطن: رفع العقوبات سيحقق فوائد عدة للمقيمين في أمريكا، لأنه يسهِّل من انسياب عملية التحويلات المصرفية المباشرة، وأشار إلى السودانيين في الولايات المتحدة، يعانون كثيراً في تحويل أموالهم إلى السودان، لذلك يلجأون إلى مكاتب الصرافة والوسطاء عبر مكاتبهم في دبي والخليج، وأشار إلى أن رفع الحظر والسماح بالتحويل مباشرة إلى البنوك بالسودان، سيحقق فوائد كبيرة للاقتصاد السوداني، وينعش كافة القطاعات بالسودان ويفتح شهية السودانيين الأمريكيين في إقامة مشاريع استثمارية بالسودان خاصة في مجال الزراعة والصناعة والعقارات.
وأوضح “البدوي” لـ(المجهر) أنه يحوِّل أمواله إلى السودان عن طريق مكاتب صرافة تتبع للصوماليين في أمريكا، حيث تحوَّل إلى مكاتب صرافة في دبي ومن ثم إلى السودان، لافتاً إلى أن نسبة العمولة تبلغ (6%) من المبلغ المحوَّل وتصل إلى السودان في اليوم الثاني، وشكا من استلام أموالهم في السودان بالعُملة المحلية، ما ينقص من قيمة تحويلاتهم، وطالب بتغيير هذه الطريقة عقب رفع العقوبات.