اتركوا العبث.. وتعلموا من إرث" "عبد الناصر""
1
السياسة العقيمة التي ظلت تتبعها السُلطات المصرية تجاه الصحافيين والكتاب السودانيين بإرجاع أحدهم من حين لآخر من مطار القاهرة بعد توقيفه هناك لساعات، تزيد مساحة العداء للدولة المصرية في الشارع السوداني ووسط قادة الرأي العام في بلادنا، بينما لا تكسب تلك السُلطات شيئاً ذا قيمة.
لقد ظللت أهاجم أمريكا وسياساتها تجاه السودان ومنطقة الشرق الأوسط لسنوات طويلة، لكن هذا لم يمنع الخارجية الأمريكية من توجيه الدعوة لشخصي لزيارة الولايات المتحدة ضمن برنامج (الزائر الدولي) في العام 2010، كصحفي وحيد من السودان في ذلك العام، ورغم أنني اعتذرت عن الرحلة بعد ختم التأشيرة الرسمية على جواز سفري (الأخضر) القديم، إلا أن اختصاصي بالدعوة في حد ذاته كان باعث احترام عندي لأمريكا الدولة، حتى وإن اختلفت مع سياساتها تجاه بلدي .. أمس واليوم.. وغداً
ولذا، فإن المطلوب من أجهزة الدولة المصرية أن ترتقي – كدولة كبرى – في تعاملها مع المسافر السوداني بصفة عامة، والإعلامي على وجه الخصوص، عند وصوله صالات مطار القاهرة.
أسلوب التوقيف في المطار اتبعته الأجهزة الأمنية المصرية مع أستاذنا الكبير الراحل “حسن ساتي” وهو قادم من “لندن” راغباً في دخول القاهرة في العام 2007، فكتب حلقات نارية مطولة في صحيفة (آخر لحظة)، هجوماً على من أسماهم: (عصبة مطار القاهرة)، وقبله أوقفوا الأستاذ “حسين خوجلي” ونقيب الصحفيين الأسبق الأستاذ “النجيب قمر الدين” وغيرهم.. ثم انتهوا أمس بتوقيف الزميل “رحاب طه” رئيس تحرير (الوفاق)، إلى أن أعادوه للخرطوم بعد ساعات من الاحتجاز، في وقت كان يرافق فيه ابنه المريض. !!
فماذا كسبت “مصر” من هذا السلوك غير الحضاري؟!
لا شيء.. بل خسرت الكثير بفضل هذه السياسة العرجاء، !
وتجدني مثل غيري متعجباً ومتأسفاً غاية الأسف لمثل هذه التصرفات التي لا أجد لها مبرراً ولا منطقاً، حتى وإن كان أولئك الموقوفون كتبوا ناقدين للحكومة المصرية مرة أو عديد المرات.
إذا كان الهدف (توتير) العلاقات بين البلدين من جهات عميقة داخل الدولة المصرية، فالأفضل أن تبحث تلك الجهات عن خطط (جهنمية) أكثر إثارة وتسخيناً.
أما إن كانت الرسالة المقصودة (قرصة ودن) فإن التكلفة باهظة .. والموضوع هايف. !
ارتقوا لاسم وتأريخ “مصر”.. وأقرأوا في كتبكم ووثائقكم كيف كان يعامل الزعيم “عبد الناصر” والرئيس “السادات” قادة السودان ورموزه السياسية والاجتماعية.
2
كما توقعنا هبط الدولار (3) جنيهات دفعة واحدة، بعد ساعات من قرار الرئيس “ترمب” برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان.
سيستمر الهبوط بنسبة أكبر بعد سريان عملية التحويلات المصرفية بين البنوك السودانية والعالمية خلال الأيام المقبلة، وقد بدأ بالفعل (بنك الخرطوم) و بنك (النيل الأزرق المشرق) الإعلان بكثافة في الصحف اليومية عن انطلاقة عمليات التحويلات الدولارية من كل دول العالم إلى السودان.
اليوم.. لا نخشى على اقتصادنا من تجار العُملة، بل نخشى على هذه البشريات من جهات رسمية وسياسية و(سياسية – تجارية) تدخر ملايين الدولارات ولا تريد هبوط أسعار النقد الأجنبي حتى لا تتعرض للخسارة!
اخسروا مرة واحدة من أجل الشعب السوداني.. اخسروا فقد ظللتم تكسبون سنيناً وتثرون.. دون فكر.. ولا جهد.. ولا عرق!!