نقاط في سطور
{ “عبد الله بابكر” النائب البرلماني الذي يقطن المبنى الرمادي منذ ثلاثين عاماً، تتبدَّل الحكومات ولا يزال “عبد الله بابكر” ينوب عن الجزيرة ويطالب في كل دورة بصيانة طلمبات مشروع الحرقة نور الدين، لكن الرجل الذي يعرف كيف (يتعايش) مع كل الأنظمة وحكومات ولاية الجزيرة خرج عن المألوف ووصف المعارضين لبقاء الوالي “محمد طاهر أيلا” بالمرتزقة والفاسدين والحاقدين والمرجفين والمنبوذين من قواعد حزب المؤتمر الوطني.. هذه اللغة تكشف عن حنق وضيق في الصدور وأزمات تعيشها حكومة “أيلا” في الجزيرة رغم أن الرئيس قد منحها فرصة لتبقى حتى الانتخابات القادمة.. ولكن “عبد الله بابكر” قد ضاق صدره وفاض كيله.. ومرض بعيره.. فشهد على الوالي الذي يسنده ويشد من أزره بضيق الحال وسوء المال، وإلا كان “بابكر” قد انتقى عبارات أكثر حشمة ووقاراً من كلماته بحق قيادات مهما اختلفت معهم، إلا أنهم قادة مخلصين وأبناء جزيرة أصيلين، وقديماً قيل إذا ساءت أفعال حكومة ساءت ملافظها و”عبد الله بابكر” حالة تعبِّر عن واقع حال حكومة “أيلا”.
{ أهدرت حكومة ولاية الخرطوم مليارات الجنيهات في تشييد سوق الخضر والفاكهة بالثورة، وشيَّدت موقفاً للبصات السفرية أفضل من الموقف الحالي بالسوق الشعبي، ولكن في غياب المتابعة واتخاذ القرار ظل سوق الخضر والفاكهة المركزي هو المكان الذي (يستلقي) في مظلاته متعاطي المخدِّرات في ساعات الليل وفي النهار يستريح فيه سائقو الحافلات.. وبائعات الشاي من حولهم كالفراشات تحلِّق بين الأزهار.. والي الخرطوم إذا تكبَّد مشاق السفر لشمال أم درمان ونظر وقدَّر لحجم المال الذي أهدر في تشييد السوق المركزي وموقف البصات الحديثة لأنقذ حكومته من تهمة التقصير والتفريط أو الإمعان في الكيد لمن سبقوها من الولاة.. هذه مشروعات دفع الشعب تمويلها من ماله وعلى حساب صحته، ولا ينبغي لها أن تتوقف مهما تبدَّلت الحكومات وتغيَّرت الأسماء تبقى ولاية الخرطوم هي المسؤولة عنها.
{ شاهدت سهرة الأسبوع الماضي في قناة النيل الأزرق وهي تعرض جزءاً من فيلم أعده “ياسر عرمان” لـ”جون قرنق” باسم (المحارب مرَّ من هنا) ومجموعة من منسوبي الحركة الشعبية السابقين أو قل الهاربين من السفينة الغارقة يمجِّدون نضالات “جون قرنق”.. ويستهزئون بالمرأة الشمالية ويرفعون من مقامات المرأة الجنوبية.. من حق أهل اليسار الإطلالة عبر القنوات الخاصة والعامة، ولكن لا لتجميد المحارب الذي مرَّ من هنا!! ونعني “جون قرنق”.. (سببَّ كثيراً من فواجعنا ومواجعنا) والنيل الأزرق قناة ثرية بمنوعاتها وجمال فتياتها وفتيانها، وفي حراستها الأخ “حسن فضل المولى”، ولكن في عالم منوعات النيل الأزرق تسلل هدف سياسي إلى برامج القناة بوعٍ أو بغيره مرَّ تحت بصر الجنرال الذي لا يزال مرشحاً لما هو أكبر من النيل الأزرق.
{ في اجتماع الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني برئيس الجمهورية (الأحد) الماضي، أي قبل بدء الدورة الجديدة، وضع الرئيس نقاط عديدة في سطور الأداء السياسي والتنفيذي، قال لنائبه لشؤون الحزب “إبراهيم محمود حامد”: (نريد حزباً منضبطاً لخوض انتخابات 2020م، وهي إشارة ذكية من الرئيس لنائبه بإعمال سيف المحاسبة وبتر كل مظاهر التفلت.. واتجه “البشير” غرباً نحو دارفور، وقال: طالب بعض الكباتن بإعفاء والي نيالا.. وحينما ذهبنا وجدنا إنجاز حقيقي على الأرض.. وأداء سياسي ممتاز.. وبعضهم يريدون إيقاف بعض المشروعات التنموية دون أسباب موضوعية.. الرئيس أثبت إنه يتابع بدقة شديدة ما يجري في الدولة عن طريق آليات غير تقارير الأداء التي تُقدَّم إليه من أجهزته، لذلك ظل “البشير” متقدِّماً والآخرين في حالة جمود أو تراجع.