لقد مللنا يا "يوسف"..!
1
لا أرى وزيراً يعمل بهمة هذه الأيام غير وزير الخارجية، البروفيسور “غندور”، ففي حله وترحاله كفاح ظاهر وجهد بائن سعياً لإصلاح ما أفسده الدهر في علاقاتنا الخارجية، وعلى رأسها علاقة دولتنا بالولايات المتحدة الأمريكية .فلنحيي جميعا الوزير الفاعل المجتهد بروف “غندور” على صبره الجميل الطويل في مواجهة لؤم الأمريكان ومراوغات الأوربيين وخيانة بني جلدتنا من نشطاء معارضة التخريب الوضيعة.
ولنحييه على رحلة المثابرة الأخيرة بين “واشنطن”، “نيويورك” و”بروكسل”.
قد فعلت ما عليك يا بروف.. ولا عليك.
2
عاب الزميل الأستاذ “يوسف عبد المنان”، على الأخوة رؤساء التحرير، غيابهم عن افتتاح دورة المجلس الوطني، التي خاطبها رئيس الجمهورية أمس الأول.
وليس تلك المناسبة وحدها، فقد صاروا يتغيبون عن لقاءات الوزراء وتنويرات والي الخرطوم وغيرها من المحافل الرسمية دون ترتيب أو تنظيم بينهم على المقاطعة، لكنه الإحباط يا أخي “يوسف”، فماذا قدمت الدولة للصحف غير التآمر عليها، بإزالة أكشاك الجرايد ومنافذ البيع بواسطة حكومة ولاية الخرطوم ومعتمدي محلياتها، بينما تترك أكشاك السجائر.. واللبان.. والكولا؟!
ماذا فعلت الدولة للصحف ليهرول رؤساء تحريرها لمناشط الحكومة سوى أنها تفرض عليها كل أسبوع زيادات جديدة في أسعار الطباعة عبر مطابع مملوكة للدولة ؟! وماذا فعلت الدولة للصحف سوى احتكارها للإعلان الحكومي عبر (وكالة) حكومية واحدة تعطيك كل شهر (ربع) مديونيتك عليها وتستبقي (الثلاثة أرباع) لديها أو لدى الوزارات والمؤسسات الحكومية ؟!
الدولة تعادي حتى صحفها وصحافييها.. !! لتفتح المجال واسعاً لصحافة السفهاء المطلوقة في فضاء الأسافير العريض، ثم تلهث كل يوم في نفي الشائعات المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي !!
لقد مللنا يا عزيزي “يوسف” هذا الحضور الديكوري الباهت في مناسبات باردة لا أثر بعدها ولا حصاد.
3
إذا كانت زيادة أسعار بعض الأدوية قد بلغت (140%) في هذا العام وحده.. ولم تحرك حكومتنا ساكناً، وكأن الأمر لا يعني وزير المالية.. ولا وزير الصحة.. ولا أمين الصيدلة والسموم ولا صندوق الإمدادات الذي ضبطت في مخازنه مؤخراً أدوية منتهية الصلاحية وأخرى سيئة التخزين، فمتى تتحرك هذه الحكومة الباردة المتكلسة ؟!!