"البشير": أمننا القومي لا تكتمل حلقاته إلا بأمن واستقرار جيراننا

قال إن العقوبات الاقتصادية جعلت المواطن يعاني عسراً شديداً
الخرطوم ـــ المجهر
وصف الرئيس “عمر البشير”، المساعي نحو شراكة إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار السياسي في أفريقيا بالخطوة الموفقة، مؤكداً مباركة السودان لتلك المساعي وبث رسالة للقادة الأفارقة تؤكد مضي البلاد قدماً لتحقيق أمن واستقرار القارة لتحقيق التنمية المنشودة.
ووجَّه “البشير”، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أجهزة الأمن الأفريقية (السيسا) أمس (الخميس)، بعقد المؤتمر الفكري لمناقشة قضايا وموجبات الاستقرار السياسي في أفريقيا سنوياً في الخرطوم. وقال إن قناعتنا بأهمية البحث والتعليم تفرض رعاية هذا الملتقى واستضافته بمشاركة النخبة التي أسهمت في طرح أوراق العمل، وبمشاركة الخبراء من مختلف القارة الأفريقية. وأضاف البشير، إن قناعتنا المبدئية أن أمننا القومي لا يكتمل وتنتظم حلقاته إلا بأمن واستقرار جيراننا جميعاً لاسيما دولة جنوب السودان، التي نأمل أن تستقر قريباً. وأوضح أن الضروريات الأمنية والسياسية التي يفرضها العيش المشترك والجار الجغرافي والأهلي، دفع السودان لبذل جهود حثيثة لتحقيق السلام في جارتنا جنوب السودان. ونوَّه إلى أن تلك الجهود التي تأتي في إطار مبادرة الإيقاد لإعانة شعب الجنوب على تحمل ويلات الحرب والاقتتال الداخلي وتخفيف المعاناة، في إطار جهد أفريقي جماعي. وأشار في الخصوص إلى الالتزام بالدعم الإنساني وفتح ممرات لوصول الإغاثة ومعابر للاجئين من ويلات الحرب، وتأمين دخولهم للأراضي السودانية وتقديم الخدمات لهم، والتوجيه بالمعاملة كمواطنين. وشدد “البشير” على أن السودان لن يألو جهداً في تقديم العون للاجئين من الجنوب، رغم غياب أي دعم من المجتمع الدولي والمنظمات، وقال إن ذلك لم يوقفنا لما يفرضه علينا دين الإسلام الحنيف وقيمنا السودانية الأصيلة. واستعرض “البشير”، أمام المؤتمر، الجهود المتواصلة والصاعدة للحوار الوطني، الذي وصفه بأكبر مشروع في البلاد بعد الاستقلال، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققه بمشاركة الأحزاب التنظيمات السياسية كافة. وأكد الرئيس “البشير”، أن تلك الإنجازات دفعت لتمدد الوضع الأمني، لاسيما في ولايات دارفور للخروج التدريجي لقوات اليوناميد. وقال إن ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، شهدتا تماسكاً وصموداً لإطلاق النار أدى لتوفير مناخ إيجابي لإجراء حوار جاد وشامل لمسيرة السلام والوفاق والاستقرار في المنطقتين. وأوضح “البشير” أن إنهاء الحرب وتحقيق السلام يتطلب تضافر الجهود الوطنية مجتمعة لمعالجة الصعوبات الاقتصادية بسبب العقوبات الجائرة المفروضة منذ العام 97 والتي توخت إضعاف الدولة ومؤسساتها. وأضاف “البشير” أن تلك العقوبات أصابت مجتمعنا بضيق معاشي للمواطن في ضرورياته وجعلته يعاني عسراً شديداً في توفير احتياجاته الأساسية، وأشار إلى جهود الدولة لتمكين الاقتصاد القوي والتي حققت نجاحاً مقدراً رغم تطاول العقوبات الاقتصادية وشح العون والموارد الخارجية الضرورية للتنمية. وقال “البشير” إن أفريقيا عانت من ظاهرة الإرهاب التي تتنافى مع تاريخها وموروثاتها المسالمة، والتي تقتضي تضافر الجهود لمحاربة الظاهرة، وأكد أن السودان ظل وسيظل يبذل جهوداً لمكافحة هذه الظاهرة الخطرة بالتصدي أو الوقاية لتحصين المجتمع.