الحاسة السادسة
أزمة المعارضة السودانية
رشان أوشي
لأربعة أعوام سابقة، بات من الملاحظ تمركز المعارضة السودانية في نقطة واحدة لم تتجاوزها قيد أنملة إلى الأمام، وتجلى ذلك في التفاعل السياسي مع الأحداث، وضعفه وربما ندرته أحياناً، فمثلا القضية التي شغلت الرأي العام السوداني خلال الأيام الماضية، قضية طالب جامعة الخرطوم المدان في جريمة قتل شرطي إبان أحداث الجامعة الأخيرة، وعضو مؤتمر الطلاب المستقلين أحد أهم جسم في تحالفات المعارضة الكثيرة، مع الحركات المسلحة والأحزاب المدنية، نجد تفاعلا بائساً، ونمطيا للمعارضة تجاه قضية ظل الخطاب المعارض الشبابي أحد أكثر الأجسام الفاعلة الآن، يشكك في حكم القضاء، يتهمه بالحكم السياسي مما أفضى إلى تعبئة معينة تجاه هذه الشريحة المهمة في الفعل المعارض، مما خلق بونا شاسعا بينهم وقيادات أحزابهم.
كل ذلك يفضي إلى نقطة غاية في الأهمية، ألا وهي فراغ كبير في الساحة السياسية، وهو ما يمثل أمامنا الآن، حيث أصبحنا في ميزان غير متزن، تعلو كفة على الأخرى، ففي الجانب الآخر، نجد الحكومة مشروع الحوار الوطني مع تحفظاتنا عليه تماما، ولكن الحقيقة أن المجتمع الدولي الذي يحكم المشهد السياسي أقرَّ به وبمخرجاته، وكونت حكومة الوفاق الوطني والآن تعمل وفق خطة سياسية مدروسة وضعها المؤتمر الوطني لتحقيق اختراق معين في السياق الدولي وتنفذها أحزاب الشراكة الهشة، بينما تعجز المعارضة تماماً حتى في تقديم تبريرات لموقف شبابها تجاه قضية طالب، وبالتالي انعكس كل ذلك في حراكها في دائرة الفعل السياسي الراهن.
إذا ما نود قوله، على المعارضة أن تفيق من هذه الإغفاءة التي طالت، وتنتبه لدورها الحقيقي تجاه الشعب السوداني الذي تتحدث باسمه كل عشية وضحاها، وإلا فاليعلن هؤلاء القادة الفاشلون تنحيهم وإفساح الطريق أمام شباب الأحزاب الواعدين