بكل الوضوح
بعد سيطرة تجار الفجأة.. مشي حالك بـ(المسكول)!!
عامر باشاب
{ تجار السوق ما زلوا يتمتعون بأجواء الفوضى التي ضربت السوق في كل اتجاهاته، وفي ظل غفلة الرقيب ظلوا يتحركون على راحتهم في أساليب الاحتكار ورفع الأسعار بحجة ارتفاع الدولار، وحتى المنتجات المحلية التي لا علاقة بالدولار لا من قريب ولا من بعيد صارت أسعارها ترتفع بحجة ارتفاع الدولار.. والغريب والمحير عندما ينخفض الدولار لا تنخفض الأسعار، بل تزداد ارتفاعاً ويظهر للسلعة الواحدة أكثر من سعر.
{ هذا الواقع العشوائي والفوضوي الذي ساد في السوق ليتحول كله إلى سوق سوداء خاصة بعد أن أحكم الانتهازيون من تجار الفجأة سيطرتهم على الوضع تماماً، ولم يعد هناك أمل في ضبط السوق والرجوع به إلى زمان متابعة أحوال السوق، ورقابة التجار للتأكد من مدى التزام التجار بالكيل والميزان وتطبيق الأسعار التي تحددها الجهات المختصة للسلع، ورصد المخالفين وتحويلهم للجهات العدلية
لمحاسبتهم.
{ المواطن المغلوب على أمره بعد فقد الأمل في انصلاح الأحوال بالسوق، استسلم للأمر الواقع وظل يشتري احتياجاته الضرورية بقدر ما تسمح ميزانيته، واتبع سياسات شرائية حديثة مثل (قدر ظروفك) و(المسكول)، وقدر ظروفك كما معلوم للجميع هي تمشية الحال حسب القدرة المالية.
أما الشراء بـ(المسكول) فيعني أن تذهب إلى (الجزار) وتقول له: (أنا عايز لحمة مسكول) فيقسم (ربع كيلو اللحمة) إلى نصفين يعطيك (نصف الربع)، و(مسكول السلطة) يحتوي على (طماطماية واحدة وبصلتين ونصف عجورة وربع ربطة الجرجير وليمونة وأربعة قرون شطة خضراء)، و(مسكول الزيت) يعني (زيت طعام مقدار فنجان القهوة الصغير)، و(مسكول الصلصة) مقدار معلقة من الصلصة.. وهكذا انطبقت عيشة (المسكول) على كل السلع في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة، وظل غالبية أفراد الشعب السوداني يسيرون حياتهم بـ(المسكول).
{ ومن المتوقع في مقبل الأيام أن يتحول الكثيرون إلى الشراء بـ(نصف المسكول).. وبالتأكيد هناك من لا يملكون القدرة على توفير قيمة (المسكول) ولا حتى نصفه أو ربعه.
} وضوح أخير
{ أخيراً وبعد أن وصلت الأحوال المعيشية إلى درجة البيع والشراء بـ(المسكول).. أين لجنة الاقتصاد في البرلمان؟ وأين حماية المستهلك؟
{ من يعيد التجار إلى رشدهم ويلزمهم بالآداب والأخلاق
الإسلامية في المعاملات التجارية؟!
{ ألسنا دولة إسلامية، والحزب الحاكم إسلامي؟!