الديوان

العم "محمد كرم" أشهر صانع للعود والجيتار في مصر يحكي لـ(المجهر) حكايته

صنعت أعواد لـ”فريد الأطرش” و”عبد الحليم حافظ” و”وردي” و”أحمد المصطفى”
القاهرة : الطيب إبراهيم
{ في وسط زحام مدينة القاهرة وعند مدخل إحدى البنايات العتيقة بشارع “محمد علي” يلفت انتباهك رجل وقور في السبعين من عمره، كاداً ومجتهداً في تصنيع وبيع العود والجيتار في أجمل تصاميم وأبهى حلة مكمِّلاً زينتها بالأوتار ليشدو بها الشادي ويطرب بصوتها كل رائح وغادي. إنه العم “محمد كرم” وقفت إليه أحدِّثه فأدهشني بحلو الحديث ذكرياته في شارع “محمد علي” الذي كان ممراً للباشوات وكبار رجالات الدولة ونجوم الفن والإبداع  تكسوه الزهور والورود قبل أن يتحوَّل إلى وضعه الآن سوق للأثاث والمكاتب والمطابع والخضار والفاكهة .
أربعون عاماً في صنع الأعواد
يقول العم “كرم” إنه ورث مهنة صناعة الأعواد من شقيقه الأكبر وصار يعمل بها لأكثر من أربعين عاماً، حوَّلته بالخبرة الطويلة مصنِّعاً للعود لأكثر الفنانين شهرة وقتها “فريد الأطرش” و”محمد عبد الوهاب” و”أم كلثوم” و”السنباطي” و”عبد الحليم حافظ” و”شكوكو”.
زوار من نجوم العرب
ويواصل في الحكي قائلاً :  كنت معجباً بنجوم الفن في ذلك الوقت وكانت لهم طلبات معيِّنة أنفذها لهم بالحرف وكانوا يثقون كثيراً فيِّ، وأحياناً يزورونني هنا في محلي، ويواصل بالقول: زارني الكثير من المبدعين العظام مثلاً من السعودية كان يأتيني الفنان والملحِّن القدير “طلال مداح” والفنان “محمد عبده” وعدد من المطربين الخليجيين، ومن السودان يداوم على زيارتي الفنان الكبير “أحمد المصطفى” و”محمد وردي” و”محمد الأمين” وبالتأكيد هم أساتذة كبار أسمع وأطرب لهم، وهناك أقرانهم من العراق والكويت وغيرها من الدول وبعضهم في السنوات الأخيرة يأتون إليَّ بعد أن يشاهدونني على (اليوتيوب) ويقولون لي       (شفناك على اليوتيوب).
وعندما سألناه هل تعزف على آلة العود أو الجيتار يضحك عمنا “محمد كرم” وهو يقول: (أصنع العود آه….أما أعزفه ما أعرفش والله).

ما عاد الناس زي زمان
{ وعن كمية الأعواد التي صنعها لنجوم كبار يقول “كرم”: صنعت لـ”السنباطي” و”محمد عبد الوهاب” و”فريد الأطرش” خمسة أعواد لكل واحد منهم، ولـ”أحمد المصطفى” أربعة و لـ”محمد وردي” ثلاثة أعواد، وعن سوق العود والجيتار هذه الأيام يقول عمنا “كرم” : ما عاد الناس زي زمان يهتمون بالمعدات الموسيقية رغم كثرة الفنانين، ولم يعد الفن كما كان زمان مليئاً بالجماليات والأغاني الجميلة والتي تجعلك تذوب وجداً والتياعاً عكس فناني اليوم والذين سرعان ما تنسى ما غنوه قبل سويعات أو لحظات وعن الفن السوداني ونجوم الطرب في الخرطوم يقول “محمد كرم” إنه عاشق ومحب للفن السوداني ويسمع لـ”أحمد المصطفى” و”وردي” و”محمد الأمين” ويحفظ لهم الكثير من الأغنيات الجميلة لأنهم فعلاً عباقرة وفنانين محترمين وختم حديثه لنا بأنه يتمنى زيارة السودان ويتوقع أن تتحقق أمنيته قريباً، لأنه كما قال يحب السودان ويشعر إنه وطنه الثاني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية