السودان يقلل من تحذيرات "رايس" ويدعوها إلى انتظار مآلات التفاوض
حذرت الولايات المتحدة من أن رفض السودان قبول اتفاق لتسوية الحدود مع جمهورية جنوب السودان يمكن أن يفجر” صراعاً فورياً. وقالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة “سوزان رايس” في تصريحات في نيويورك إن رفض الخرطوم التوقيع على خطة خريطة الطريق الأفريقية (يهدد باستئناف الصراع الفوري). وقالت “رايس” إن هذا (يثير تساؤلات بشأن جدية الخرطوم) في حل القضية. وأضافت إن واشنطن تشعر بقلق عميق من الافتقاد الواضح للأهمية الملحة لقضية الحدود من الطرفين رغم قبول جنوب السودان لخطة الوسيط الأفريقي، بينما اعتبرت الحكومة تصريحات “سوزان رايس” غير موضوعية ومجرد حديث افتراضي.
وقال مندوب السودان في الأمم المتحدة “دفع الله الحاج” أنه كان الأحرى بمندوبة الولايات المتحدة أن تنتظر مآلات المفاوضات في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وأوضح لـ( المجهر) أن جميع أعضاء مجلس الأمن أكدوا ضرورة انتظار مخرجات التفاوض بين الدولتين. وأشار إلى أن مجلس الأمن استمع في جلسة خصصت أمس الأول لبحث المشكلة بين السودان وجنوب السودان إلى تقرير من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة “هايلي منوقريوس” عبر الفيديو كونفرنس، أوضح خلاله استئناف الخرطوم وجوبا للتفاوض في جميع المسارات في وقت واحد.
وقال مجلس الأمن الدولي، أمس الأول (الخميس) إن السودان وجنوب السودان أخفقا في التوصل إلى اتفاقيات بشأن القضايا محل الخلاف بينهما، في الوقت الذي اتهمت فيه الولايات المتحدة الخرطوم بخطر المجازفة باستئناف النزاع مع جوبا برفضها تقديم تنازلات حول ترسيم الحدود المشتركة.
وقال رئيس مجلس الأمن الدولي السفير الألماني “بيتر ويتيغ” إن (أعضاء المجلس أعربوا عن أسفهم إزاء فشل البلدين في التوصل إلى اتفاقيات في الموعد الذي حدد له 2 أغسطس الماضي).
وأضاف “ويتيغ” أن الجانبين فشلا في التفاوض بشأن القضايا المهمة مثل ترسيم الحدود وإقامة منطقة منزوعة السلاح وتشكيل طاقم مشترك للتحقق من الأوضاع على الحدود مع حلول تلك المهلة، كما أنه لم تسو أيضاً قضية الوضع النهائي لمنطقة أبيي الغنية بالنفط التي تقع على طول الحدود بين جنوب السودان والسودان.
وجرى إطلاع المجلس على الوضع بين الدولتين من خلال دائرة فيديو مغلقة من جانب “هيل مينكريوس” المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان وجنوب السودان ورئيس جنوب أفريقيا السابق “ثابومبيكي” وسيط الاتحاد الأفريقي في النزاع بين الدولتين.
من جانبها ،انتقدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس (الرفض الدائم للسودان) لقبول إنشاء منطقة عازلة اقترحها الاتحاد الأفريقي في نوفمبر الثاني الماضي، معتبرة أن هذا التصلب (يثير الشك حول رغبة الخرطوم) بالتوصل إلى اتفاق.
واعتبرت “رايس” أن هذا الرفض (يعيق إنشاء منطقة حدودية منزوعة السلاح وآمنة وتشكيل آلية مشتركة لمراقبة الحدود). وقالت (يجب أن يعمل الطرفان بالحد الأدنى اعتباراً من الآن مع الشركات النفطية لاتخاذ الإجراءات التقنية) التي تؤدي إلى استئناف إنتاج النفط فور التوقيع على اتفاق شامل.