مسألة مستعجلة
لقاء الإسلاميين.. وأجواء واشنطن
نجل الدين ادم
لقاء نوعي ومهم جمع القيادات الإسلامية التاريخية يوم (السبت) الماضي، بمبادرة من الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور “علي الحاج”، أسماء لامعة وكبيرة ظهرت في هذا اللقاء الذي احتضنه منزل الدكتور بحي الفردوس الخرطوم، مثل شيخ الإسلاميين الشيخ “صادق عبد الله عبد الماجد، محمد عبد الله جار النبي، ربيع حسن أحمد، علي عثمان محمد طه، البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم”، وقائمة وصلت لـ(150) قيادياً.
أهمية الاجتماع أنه جاء في ظل ظروف معقدة تشهدها الساحة من انقسامات وتشظٍ داخل الجماعات وغيرها، لذلك وجد كل المدعوين لهذا اللقاء، أنه بمثابة طوق نجاة للخروج من نفق الخلافات والانقسامات السالبة.
هذا اللقاء عده البعض نقطة تحول ربما تعيد الإخوان إلى سابق الأيام، برغم أنه لم يتعمق في القضايا والهموم المشتركة، واقتصر على إشارات لفتح باب للحوار من خلال مأدبة العشاء.
وحسب ما تابعت أن بعض الأسماء الإسلامية غابت عن الاجتماع ولكن الغياب لم يكن من باب رأي مسبق أو وجهة نظر، ولكن لظروف مقدرة للحضور، الأمر الذي خلق حالة من الاطمئنان بأن تحولاً إيجابياً يمكن أن يحدث من خلال التحاور فيما بين الإخوة.
لقاء حي الفردوس هذا وضع خطوطاً عريضة لإعادة لحمة الإسلاميين في هذا التوقيت والبلاد محاصرة بالكثير من المشكلات والقضايا الطارئة، لذلك فإنني أتوقع أن يعيد هؤلاء القادة الإسلاميون التاريخ وهم يجتمعون على كلمة سواء.
مسألة ثانية.. حراك كبير بدأه وزير الخارجية البروفيسور “إبراهيم غندور” في الولايات المتحدة الأمريكية التي يزورها هذه الأيام لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، “غندور” التقى وزير الخارجية الأمريكي ومسؤولاً بالبيت الأبيض، تمحورت حول العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ أكثر من عشرين عاماً، والقرار المرتقب بشأن رفعها.
نتائج إيجابية خرجت بها لقاءات وزير الخارجية مع هؤلاء المسؤولين ربما تشير إلى قرارات مبشرة في أكتوبر المقبل لصالح السودان، تزيح عنه حالة الحصار المفروض طوال السنوات الماضية ليبدأ مرحلة جديدة من إعادة ترتيب الأوضاع.
كانت لافتة بصورة واضحة تلك التظاهرتان اللتان خرجتا لأمام البيت الأبيض من قبل سودانيين مقيمين في الولايات المتحدة، متزامنة مع زيارة وزير الخارجية واجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، إحدى التظاهرات كانت تنادي باستمرار العقوبات، هؤلاء سودانيون ليسوا من جنسيات أخرى حملتهم كراهيتهم للنظام لأن يطلبوا مزيداً من الضغط للشعب السوداني، ولكن كان في مقابل ذلك أن أعداداً كبيرة من السودانيين المقيمين هناك، قد خرجوا في تظاهرة تطالب برفع العقوبات الاقتصادية لاعتبارات تأثيرها السالب على الشعب السوداني وليس على الحكومة، فما بين هاتين التظاهرتين وإرهاصات رفع العقوبات، تبقى الآمال عريضة لغدٍ مشرق.. والله المستعان.