فوق رأي
اعتراف ناس “الباقر”
هناء إبراهيم
ذكرياتنا ميدان “صالح” لـ اللعب وإقامة الفعاليات غير الودية ومباريات سنترليق الصعود أو الهبوط من دوري القلب حيث من السهل التلاعب بها..
عدد من الباحثين الأجلاء المصابين بهوس الاستطلاع أجروا دراسة حتى يفهموا لماذا دخل بعض الأشخاص السجن بسبب اعترافهم بجرائم لم يرتكبوها.
في هذه الدراسة استطاعوا إقناع (70) بالمائة من المشتركين في الدراسة أنهم مذنبون وأنهم ارتكبوا جرائم لم يرتكبوها ولا حصلت أصلاً.
أجريت الدراسة في حقل التجارب (طلاب الجامعات طبعاً) الذين لم يعترفوا بالجرائم المزعومة وحسب، بل أعطوا تفاصيل لأحداث تلك الجريمة التي لم تحدث..
مثلوا الجريمة عديل..
اتفرجتوا؟!
تروى لهم تفاصيل جريمة ما حصلت..
أحياناً في عالم الدراما والسينما تجد شخصية على حافة الوقوع في مشكلة بسبب (صمت الاعتراف) وأنت كمشاهد ترجو ذلك الشخص برسالة من داخل أمنياتك أن يقول الكلمة المنجية بينما هو في الآخر لن يسمع إلا رأي مؤلف العمل ومخرجه.
أنت تاعب نفسك و(مبشتن) مشاعرك ساي..
بعيداً عن الجريمة قريباً من الأخلاق، الاعتراف بالخطأ دليل تهذيب داخلي والاعتراف بالحُب واجب.
وثمة اعتراف محير، كاعتراف (ناس الباقر)..
وبما إنك صديقي القارئ ما بتعرف “الباقر”، أحب أعرفك .. “الباقر” هذا وأبناء خالاته وأخواله تم استدعاؤهم من قبل خالهم الجليل للتحقيق في أحداث حاجة تم كسرها في البيت الكبير.
سألهم خالهم: من كسرها؟!
أجاب “الباقر” وأقرانه كل واحد على حده (أقسم بالله دا ما أنا)..
ذهب خالهم ثم عاد برفقة كرتونة حلاوة فاخرة وضعها أمامهم وأعاد السؤال، لكنه هذه المرة مقروناً بحلاوة لمن يعترف.
طريقة سيئة نوعاً ما..
هنا اختلفت الإجابة لكنها اتفقت، حيث أجاب كل واحد منهم بهذه العبارة المهلكة (أقسم بالله كسرتها أنا).
دا كلام؟!
ثمة اعتراف يغسل روحك، يمنحك نقاءً نفسياً.
واعتراف يضعك في خط 18 المعروف نفسياً بالمحك، محك فكري محك عاطفي، هلم محك..
وثمة اعتذار على هيئة اعتراف..
واعتراف ضمني، قد تنتبه له وقد لا..
وللاعتراف تاريخ صلاحية، يعني ما ممكن تعترف بعد ما عرفنا الموضوع المعترف به على سبيل الصدف أو الاجتهاد الشخصي.
غالباً اعترافات القلب تأتي متسلسلة.
يأخذك قريباً وبعيداً..
يقولون إن اعترافك بالمرض أو المشكلة هو بداية العلاج، المهم: هل هذا العلاج نافع؟!
و………..
أنا بحبك يا مهذب..
لدواعٍ في بالي..