ربع مقال
أكتوبر .. في انتظار الكابوي
خالد لقمان
.. أليس من المفارقات الغريبة أن تأتي ذكرى ثورة أكتوبر .. الثورة الملهمة أكثر من غيرها للشعب السوداني بثوريتها وإرثها الأدبي والغنائي متزامنة هذا العام مع انتظار الجميع وبتلهف وشوق وأمل للقرار الأمريكي القاضي برفع العقوبات عن السودان .. !! .. هل للأمر دلالاته المقصودة بفكرة أهل النظرية التليدة .. هؤلاء لا زالوا أحياء بيننا ويقولون إن بعضهم يريد إذلالنا حتى في رجولتنا الثورية لنصبح هكذا بلا إرادة ولا حراك ..أو ليس نحن من بدأ الهتاف ..؟؟ .. ولكن وبعيداً عن هؤلاء فحالة الانتظار والترقب تزداد قلقاً وتوتراً باقتراب ليلة ( الرفع الأكبر ) للعقوبات والتي يأمل المنتظرون لها القرار الإيجابي من الإدارة الأمريكية ليتحقق ( الحلم الكبير ) ولتشتعل الحقول قمحاً ووعداً وتمني تماماً كما تغنى الأكتوبريون القدامى ..
وهذا هو نصيب هذا الشهر عندنا .. هتاف ثوري وانتظار قسري .. وسؤال معلق بين السماء والأرض لما سيؤول إليه الحال إذا لم يوفِ أكتوبر لنا هذه المرة أيضاً .. ماذا سيحدث .. ؟؟ ..هل ستتبدد كل الآمال وتسقط كل الأوراق من يد الجميع ..؟؟ .. أي عقل هذا الذي حشرنا جميعاً في غرفة الانتظار هذه بضيقها وحرها و( عفونتها ) .. جميعنا الآن في انتظار الكابوي .. نعم هذا هو فيلم الشهر القادم .. !!