أخبار

حصاد نفير

بعد يومين من الآن تنعقد اللجنة العليا لنفير نهضة كردفان برئاسة المشير “عبد الرحمن سوار الذهب”، في عاصمة الإقليم، الأبيض، وذلك بعد عامين من انطلاقة النفير الحقيقية.. وعندما نقول نفير كردفان نشير إلى أغلب مشروعات النفير عابرة لولاية شمال كردفان مثل طريق بارا أم درمان الذي يخدم كل ولايات دارفور وتشاد وأفريقيا الوسطى، إضافة لولايتَيْ جنوب وغرب كردفان. ومشروع مدينة الأبيض الطبية الذي يقدِّم خدماته لكل غرب السودان والنيل الأبيض ودول الجوار الغربي والجنوبي.. لذلك كثير من مشروعات النفير ذات أثر ممتد لخارج الحدود.
ورغم أن إعلام النفير الذي يتطوَّع بأعبائه أخوة أعزاء نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم منهم “أشرف دوشكا” و”إبراهيم عربي” و”جمال عنقرة” و”أبو عبيدة عبد الله”، دون ترتيب لم يكشفوا بعد عن أجندة اجتماعات اللجنة العليا للنفير، إلا أن مثل هذه الاجتماعات بالضرورة أن تقف مع نفسها حول الالتزامات التي قطعتها على شعبها العام الماضي.. ماذا تحقق؟ وكيف تحقق؟ وماذا تعثَّر ولماذا تعثَّر؟ وهل التزم الجهاز التنفيذي للمشروع بتوصيات الاجتماع السابق.. وكيف تمضي مشروعات النهضة في المدن والأرياف؟
مثل هذه المراجعات ضرورة لمشروع كبير يساهم فيه المواطنين بنسبة مهما كانت ضعيفة إلا أنها ضرورية لتوحيد أغلب القاعدة الشعبية حول مشروعات كبيرة لنهضة وسط السودان الذي تمثله جغرافياً ولاية شمال كردفان.. وأكبر مخاطرة للسياسيين أن يلجأون للمواطنين يطلبون مساهمتهم في دعم مشروعات البني التحتية.. وقد كان تجاوب المواطنين مع مشروعات النهضة فوق المتوقع.. لذلك ينتظر من اجتماعات مجلس إدارة المشروع، أي اللجنة العليا أن تقدِّم كشف حسابها لأهل شمال كردفان عن جملة المبالغ المالية التي تبرَّع بها أهل الولاية والتي تم استقطاعها من الموظفين والعاملين في القطاعين الخاص والعام؟ وعائدات دمغة دعم مشروع النهضة؟ والمشروعات التي وظفت فيها تلك الأموال؟ وهل التزمت الحكومة الاتحادية بما قطعته على نفسها بدفع ثلاثة أضعاف أية مبالغ يدفعها المواطنين؟ أم تضاعفت أرقام الأموال التي دفعت؟ وكيف تم توظيف هذه الأموال؟ وهل أتبعت الإجراءات الشفافة في عطاءات مشروعات النهضة الكردفانية؟ الإجابة على مثل هذه الأسئلة تبدد الشكوك التي بدأ يثيرها البعض مثل الجنرال “محمد بشير سليمان” وهمس مجالس المدينة التي لا تنقضي شكوكها.
ومن ثم لا بد لمجلس إدارة المشروع الكبير أو اللجنة العليا من إجازة خطة العام القادم ورسم معالم طريق الولاية في الفترة القادمة.. والحديث بوضوح شديد للناس عن الأثر السياسي والاجتماعي والاقتصادي لمشروعات النهضة ومدى تأثيرها على تماسك الجبهة الداخلية والترياق الذي حصَّن كردفان الشمالية من أمراض التمردات والاحتجاجات التي تحاصرها من جهتي الغرب والجنوب؟ وتحديد موعد موضوعي لنهاية طريق بارا جبرة الشيخ أم درمان يأخذ في الاعتبار انسياب التمويل المركزي والصعوبات التي تواجهها الشركات في التنفيذ، وقد أعلن النائب الأول الفريق “بكري حسن صالح” أكبر الداعمين لمشروعات النهضة قبل نحو عام من الآن أن الطريق سيبلغ أم درمان في يونيو الماضي، ولكن موضوعياً إذا بلغ أم درمان يونيو القادم يصبح ذلك بمثابة الإعجاز في إنشاء الطرق، ثم لا بد من تحديد أهداف الوثبة الجديدة للمشروع في المحليات التي تتطلع لشرب الماء النقي وجلوس الطلاب في مقاعد بفصول دراسية من المواد الثابتة.. ولا بد من الإقرار بأن النهضة طريق طويل وشاق، والسودانيون نفسهم قصير، ويتعجَّلون في أحكامهم مع وضد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية