رأي

فوق رأي

عائلة عادي
هناء إبراهيم

حين قالت له شكراً لأنك تقدر المرأة وتشعر بالامتنان لوجودها في حياتك.. قال لها هذه هي المشكلة..
المشكلة إنك تشوف الحاجات الطبيعية حاجات فوق العادة.. وبناءً على ذلك ومع الزمن تصبح فعلاً حاجات فوق العادة..
تماماً كالذي فعلته إحدى الوزارات قبل فترة وهي تكرم موظفاً لأنه رفض رشوة..
هو مش العادي إنو يرفضها والّا شنو الفهم؟!
مش العادي إنو الناس تقدر بعض والاّ كيف؟
ثمة أشياء كثيرة ومعاملات راقية تحولت بفعلنا من أشياء عادية يقوم بها البني آدم السوي السليم إلى أشياء (واااو) يفعلها فقط المهذبون جداً..
ودي مشكلة أقسم بالله..
من ذلك وفي مستشفى مليئة بالمرضى والمرافقين كان الناس ينظرون بإعجاب شديد جداً لشاب أخذ يهتم بوالدته بصورة فيها الكثير من البر ورد الجميل والحب والاحترام والتقدير.. بينما يرون ذات الفعل عادياً جداً من بنت لوالدها أو والدتها وكأن البر شأن نسائي..
فـ شنو يا جماعة..
هو زول جميل بس فعلاً دا العادي..
لماذا ننظر إلى الأشياء العادية بهذا الشكل الـ ما طبيعي..
ليه المجتمع تعمد في مرات كتيرة إنو يصور لينا السلوكيات الطبيعية على أنها ذوق زائد..
ياخ مفروض دا العادي بتاعنا..
عادي نعبر عن مشاعرنا بي طرق مبتكرة..
عادي نحترم بعض..
عادي نرفض الرشوة..
عادي نقدم المساعدة.. وعادي ندعم الجمال..
أقول قولي هذا من زاوية عادية جداً وثمة زاوية أخرى تجعلنا نمتن جداً.. لكن للسلوكيات النادرة التي لا تنتمي لعائلة (عادي..(
وعموماً يا ناسيني كلياً: دا العادي بتاعك
و………
عادي ونص
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية