رأي

المشهد السياسي

وأين المجتمع الدولي يا جماعة  ؟
موسى يعقوب
شهد شارع الجامعة بالخرطوم بعد صلاة الجمعة في مسجد الجامعة مسيرة حاشدة، ظهر فيها عدد كبير من الرموز الإسلامية التي حركها ما جرى في إقليم أراكان بدولة بورما وسكانه مسلمون عانوا من اعتداءات السلطة البوذية عليهم وعلى حقوقهم الدينية والمجتمعية، وقد وصلت إلى حد الإبادة الجماعية والهجرة الجماعية إلى بنغلاديش المجاورة.
إن للإنسان في المواثيق الأممية الدولية ما يعرف بحقوق الإنسان وحرية الأديان، ولكن كما ذكر إمام مسجد الجامعة في خطبته، الشيخ “أحمد نور الإسلام” وهو ماينماري، لم يقم المجتمع الدولي بما يجب عليه بل ولم تقم الدول والمجتمعات المسلمة بما يجب عليها أيضاً، فالعقيدة وحرية الأديان تمارس في كثير من البلاد والمجتمعات لأن التعدد في الأجناس والمعتقدات والعبادات سُنة متعارف عليها ومتعايش، فما من دولة أو مجتمع يخلو من ذلك.
فالله سبحانه وتعالى خلق البشر شعوباً وقبائل لتتعارف وتتعايش وتحسن المعاملة واحترام الآخر وحقوقه ليستقر الحال ويدوم السلام.. وإلا فذلك من المحال.
ونحن هنا في السودان (مسلمين ومسيحيين) وغيرهم نحترم حقوق الآخر دينه وأعرافه وعباداته .. فهنالك كنائس ومراكز عبادة تجاور المساجد وتنتشر بحجم روادها ومنسوبيها .. والدولة تستقبل وتحترم زوار الجماعات غير المسلمة وتفتح لها الأبواب كما حدث في أول سنوات التسعين وقد زار البلاد بابا الفاتيكان وقد أحسن استقباله وقبل أيام عندما زار كبير أساقفة كانتريزة كادقلي وأشاد بالوضع هناك.
وغير ذلك فقد درج الأخوة الأقباط في السودان ممثلين في قيادتهم على القيام لأخوانهم المسلمين ممثلين في رئاسة الدولة بإفطار رمضاني سنوي يدعى له الكثيرين.. فالتعايش والتعامل الطيب سُنة حسنة درجوا عليها.. والمسلمون من جانبهم لا يقصرون في هكذا فعل حسن.
نذكر هذا للأخوة البوذيين وغيرهم في دولة بورما التي في إقليم أراكان بها مسلمون يعانون ما يعانون من تفرقة دينية وصلت حد الإبادة الجماعية.
ومسيرة الجمعة في الخرطوم برموزها وجمهورها تعد خير إشارة إلى الدولة في ماينمار بما يقول بضرورة التعايش وحسن المعاملة بين أهل الأديان وليس العنصرية الدينية، فجمهورية السودان التي صانت قبل أسابيع مقابر الجالية اليهودية لأسباب إنسانية تعد أنموذجاً في هذا المجال.
ما حدث في ماينمار يستحق القيام بما هو أكثر من التظاهرات والاحتجاجات وهناك مواثيق وحقوق إنسان وحرية أديان عالمية. ونحن عندما نسأل عن غياب المجتمع الدولي نرجو تفعيل قوانينه ومبادئه.. فهل هناك من يسمعنا.. يا جماعة؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية