شهادتي لله

لله درك.. يا "جاز"..!

قاد الدكتور “عوض أحمد الجاز” مساعد رئيس الجمهورية، محادثات مهمة خلال اليومين الماضيين مع القيادة الروسية، ممثلة في وزير الخارجية “سيرجي لافروف” ونائبه وعدد من الوزراء والمسؤولين في “موسكو”، يرافقه عدد من الوزراء والتنفيذيين السودانيين من بينهم وزير المعادن.
ولا شك أنها زيارة بالغة الأهمية خاصة أن طرفها رجل تنفيذي من الطراز الأول لم تنجب (الإنقاذ) إلا دونه.. وقليلا!!
“عوض الجاز” رجل ذو بأس شديد، لا تفتر همته، ولا تخور عزيمته، هو مفجر ثورة البترول السوداني وكفى.. وهو قائد فريق صيانة حقول “هجليج” في أسابيع قلائل بعد أن خربها (الجيش الشعبي) الغادر الخؤون في العام 2012 م، خربوها رغم أن “الجاز” وصحبه أورثوهم (350) ألف برميل نفط (يوميا)، فتركوها.. وأهملوها.. وتسللوا بليل ليحرقوا حقولاً خارج حدودهم المترامية، لا تنتج سوى (130) ألفاً!! ثم تفرغوا للحرب في ما بينهم، وأهلك بعضهم البعض، وأغلقوا كل الحقول من “الوحدة” إلى “عدارييل” ثم هاهو شعب الجنوب عاد إلينا لاجئاً بمئات الآلاف. 
واليوم.. يتجه “الجاز” بنا شرقاً أعلى.. ناحية “روسيا” بعد أن حقق نجاحات باهرة في رحلته الأولى إلى الشرق الأقصى “الصين” في تسعينيات القرن المنصرم التي كانت ثمرتها استخراج النفط واستقرار الاقتصاد، وثبات (الجنيه) السوداني، إلى أن تآمرت أمريكا وصدقها بعضنا فوافقنا على فصل جنوبنا الحبيب، فتحول لدولة فاشلة مستعرة، واهتز اقتصاد الشمال، ولم يقوَ على امتصاص الصدمة رغم مرور (6) سنوات على الانفصال !!
إنها سياسة البدائل الإستراتيجية.. سياسة الانفتاح خارج الصندوق.. صندوق العقوبات الأمريكية والتبتل في محراب “واشنطن” حتى ترضى عنا.. ولن ترضى وإن رفعت عقوباتها حزمة بعد حزمة!
لقد أنجز وزير الخارجية البروفيسور “غندور” الكثير في هذا الملف، وزار “لافروف” الخرطوم نهاية العام 2014 م، وانعقدت اجتماعات اللجنة المشتركة، كما زار “غندور” العاصمة الروسية، وكان يفترض أن تتوج كل تلك الجهود بزيارة الرئيس “البشير” لهذه الدولة العظيمة، ولكن يبدو أنه تم تأجيلها للمزيد من الترتيبات، وحسناً فعلت القيادة أن ابتعثت رجل التنفيذ الأول، ليعبد الطريق لمشروعات الشراكة الاقتصادية الجديدة مع الدولة الأكثر تأثيراً في العالم بعد الولايات المتحدة.
أحسن الدكتور “عوض الجاز”.. وتحسن القيادة عندما تملكه كل المفاتيح.. لتكرار تجربتنا مع الصين في روسيا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية