رئيس قطاع الفكر وشؤون المجتمع بالمؤتمر الوطني الخرطوم د. "الحاج آدم" في حوار مع (المجهر)
(العنوسة) قضية مجتمعية بحاجة للتداول.. ونحتاج لرفع العادات وتشجع الشباب على الزواج
ظاهرة التسول بحاجة لخطاب للحد منها.. ونستغرب لوجود (دور للمُسنين) في المجتمع السوداني
نعول على الرياضة كثيراً ونعدها من ممسكات الوحدة الوطنية التي توحد وجدان الناس
بإمكاننا دعوة جمهور الهلال لحملة نظافة في نفرة كبرى وبكل تأكيد ستكون الاستجابة كبيرة
لدينا مبادرة لإقامة وقف للمساهمة في إفطار التلاميذ والطلاب من الأسر الفقيرة
حوار ـ عبد الله أبو وائل
الدكتور “الحاج آدم يوسف” نائب رئيس الجمهورية السابق من قيادات حزب المؤتمر الوطني الفاعلة أوكلت له العديد من الملفات المهمة في الجهاز التنفيذي والحزب ويكفيه تواضعاً وهو الذي شغل منصب نائب رئيس الجمهورية، من قبل أن يكتفي بشغل رئيس قطاع الفكر والثقافة وشؤون المجتمع بالمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، ومن خلال هذا الموقع تفجرت طاقاته بابتكاره لأفكار أسهمت في حل العديد من القضايا الاجتماعية الملحة (المجهر) جلست إليه وقلبت معه عدداً من الهموم والقضايا الاجتماعية التي أفرزها الواقع الاقتصادي وعلى رأسها زيادة معدل العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج، وإفرازات الحرب الاجتماعية وسبل معالجتها ومحاور أخرى فإلى مضابط الحوار..
* وأنت رئيس للجنة تعنى بهموم المجتمع والقضايا الملحة، زيادة معدل العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج واحدة من إفرازات الظروف الاقتصادية ماهي التحركات ؟
ـ مسألة الزواج واحدة من النقاط التي تحتاج لتركيز سيما وإن ارتفاع تكاليف الزواج تعتبر مشكلة كبيرة وكذلك العادات والتقاليد المصاحبة لهذا الأمر وبلا شك فإن العنوسة لها أسبابها التي إذا لم نخاطبها فإنها لا تعالج كما أن المرأة نفسها والتي تتأثر بالعنوسة هي جزء من الأسباب وهي قضية مجتمعية تحتاج لتداول ونقاش ورؤيتنا نحن هي تبسيط الإجراءات وتقليل التكاليف ورفع العادات، لذلك فإننا نريد لقيادات المجتمع أن تكون قدوة يحتذى بها.
*الشارع مليء بالظواهر السالبة من تسول ومخدرات وغيرها؟
ـ ظاهرة التسول بحاجة لخطاب للحد منها وكذلك المشاكل المجتمعية الأخرى (دور المُسنين) التي نستغرب وجودها في السودان نسبة للحميمية بين الأسر والدين والعادات والتقاليد التي توقر الكبير وأيضا دور (فاقدي الأبوين) وكل هذه المسائل المجتمعية التي تنخر في السلسلة الفقرية تحتاج لخطاب جرئ وعمل دءوب حتى نعمل على تجاوزها والحد من خطورتها حفاظا على عاداتنا التي نفاخر بها وتجنيب شبابنا خطر ما يهدد عقولهم وصحتهم.
* لكن هذه القضايا تحتاج لاستنهاض همم المجتمع ؟
ـ بكل تأكيد نحن نرغب في توسيع مواعين المشاركة باستنهاض همم المجتمع بمشاركة واسعة لكل الفئات بالتركيز على مرأة وشباب ولجان شعبية وأئمة مساجد وأساتذة جامعات وحتى القساوسة باعتبار أن المسيحيين يشاركوننا مناسباتنا الدينية في عيدي الفطر والأضحى لنشاركهم نحن في عيد (الكريسماس) كذلك من خططنا الاهتمام بالجانب الثقافي أو الفني لنسخره لخدمة مشروعنا.
*ما الذي قامت به الدولة لمجابهة احتياجات عيد الأضحى ومن قبله عيد الفطر في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة؟
ـ أولا لابد أن أشيد بالدولة التي قامت بتسليم العاملين منحة عيدي الفطر والأضحى وكذلك القطاعات الخاصة قامت بذات الدور والإشادة تمتد لتشمل المجتمع (أفراد ومؤسسات) لتوفير كثير من حاجات من لا يستطيعون شراء الأضحية أو الحصول على قيمة الكسوة من ملابس أو أحذية.
*وأين القطاع الخاص من ذلك؟
ـ كما ذكرت فإن القطاع الخاص كان له دور خاصة عبر التجار في عرضهم لسلع بأسعار مخفضة غطت أسواق العاصمة مما أسهم في مساعدة المواطنين على اقتناء كل ما يحتاجون.
*كم عدد الأسر التي استفادت من ذلك؟
ـ الجهد الذي بذل في هذا الصدد كبير جدا ورغم عدم حصره إلا أن مئات الآلاف من الأسر استفادت من الدعومات التي قدمت في العيد وقد تمت التحركات على مستوى الأحياء بلجان مساعدة من اللجان الشعبية وديوان الزكاة والشباب والمرأة وتم كل ذلك داخل الأحياء وسط السكان.
* الرياضة كعنصر مهم في تحقيق بعض الأهداف الاجتماعية؟
ـ نعول عليها كثيراً ونعدها من ممسكات الوحدة الوطنية التي توحد وجدان الناس بجانب الدين والفن فمثلا إذا تحدثنا عن الدين فإن من ينتمي إلى الطرق الصوفية فإن ذلك الانتماء لا يكون لقبيلة وإنما للشيخ، وكذا الحال بالنسبة للفن فإن لكل شخص فنان محدد يستمع إليه ويعجب بأدائه بعيداً عن قبيلته أو وجهته وإنما إعجاباً بالكلمة واللحن وكذلك الرياضة حيث إن انتماء أي شخص للهلال أو المريخ لا علاقة له بالقبيلة وعادة يطلق على المشجع (هلالابي) أو (مريخابي) دون النظر لقبيلته أو مسقط رأسه وبذلك يتوحد وجدان الناس وبإمكاننا أن نطلب من جمهور الهلال مثلا أن يقوم بحملة نظافة في نفرة كبرى وبكل تأكيد ستكون الاستجابة كبيرة أو نطلب من كل مريخي أن يتبرع بقيمة مصحف ونثق أنه لن يتأخر والمساهمة كذلك تكون ذات أثر من رسام برسمه للوحة تدعو الناس للتكافل أو من درامي بإنتاجه لعمل يقود الناس للمساهمة في عمل الخير وكما ذكرت لك فإننا بحاجة لمشاركة الجميع في هذا المشروع الضخم استنهاضاً للهمم.
*ولكن دائماً ما يكون هناك تأخير في تنفيذ المساعدات التي تقدم؟
ـ نرتب منذ الآن لوضع الترتيبات المتعلقة بشهر رمضان وعيد الفطر المقبلين ولن ننتظر حتى يقترب موعد الصيام أو العيد تفادياً للسلبيات السابقة ونسعى لمعرفة حجم المساهمات من أفراد ومؤسسات بمعنى معرفة حجم التمويل وكذلك عدد المستفيدين من الدعم من المحتاجين وتصنيفهم وفقاً لاحتياجاتهم ومن المبادرات إقامة وقف للمساهمة في إفطار التلاميذ والطلاب من الأسر الفقيرة وتوفير حذاء وحقيبة وزي مدرسي لكل منهم، إضافة للوقف في العلاج بتوفير الأدوية لمن لا يملكون ثمنها عبر التأمين الصحي أو غيره من الوسائل التي تجعلنا نقف مع محتاج العلاج أو الدواء بجانب ذلك فإن باستطاعتنا توفير خدمة توصيل الكهرباء أو المياه لمنازل من يعجزون عن توفير قيمتها وهؤلاء كثر ويمكن أن نكون بالنسبة لهم السند والعضد ولو تم جمع الزكاة بصورة متميزة رغم أن إيراداتها الحالية كبيرة جداً وكذلك زكاة الفطر فإن ذلك من شأنه المساهمة في توفير كافة المتطلبات للمحتاجين.
* خطة المائة يوم المتبقية من العام الحالي (2017)؟
ـ خطة المائة يوم المتبقية من العام الجاري تبدأ من العشرين من سبتمبر الحالي وتنتهي في الحادي والثلاثين من ديسمبر المقبل وتشمل دور العلم والعبادة والدعوة (الجامعات والمعاهد والمساجد ومراكز الدعوة ودور المؤمنات ومنظومات الوقف “الحج والعُمرة والكنائس” والعاملين فيها من علماء وأئمة ودعاة وطلاب علم ومراجعة آلياتها من لجان بالمساجد ونظارات اوقف ولجان المقابر وكيف يمكن أن يضاعف فعلها وأداء العاملين فيها بما يخدم المجتمع وإصلاح ما فيه وفقاً للأهداف ونذكر أن كل ما ذكر أعلاه يحتاج إلى مراجعة هياكل القطاع بالولاية حتى المستوى القاعدي وذلك أثناء التنفيذ.
*ما الذي تم بشأن الخدمات الأساسية للمواطنين في العيد وما هي النتائج؟.
ـ خلال عيد الأضحى نظرنا لضرورة توفير الخدمات الأساسية ليسعد المواطنون بالعيد فتم التنسيق مع الأجهزة الرسمية لضمان الاستقرار في خدمات المياه والكهرباء والخبز والمواصلات والأمن واعتقد أن كل من سنحت له فرصة قضاء فترة العيد بولاية الخرطوم احسّ بجودة الخدمات بما في ذلك النظافة رغم زيادة مخلفات النفايات في العيد، ولابد لي أن احيي مبادرة أصحاب المسالخ الذين وافقوا على ذبح كثير من أضاحي العاملين برسوم رمزية مساهمة منهم في المحافظة على النظافة.
*أسر الشهداء خاصة شهداء (عاصفة الحزم) هل شملتهم التغطية؟
ـ هذا المشروع لم يستثنِ أحداً وبلا شك فإن أسر الشهداء كانوا ضمن منظومة من تمت تغطيتهم وكذلك الأرامل والشرائح من ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاشيين وحتى النازحين حول العاصمة واللاجئين من جنوب السودان.